هناك رابط قوي بين التفوق الرياضي مهما تغيرت ألعابه سواء كانت سباحة، كرة قدم، رماية، أو جمباز.. إلخ وبين التقدم الاقتصادي والحضاري للدول، وأصدق دليل على ذلك هو أن نبحث عن أكبر 10 اقتصاديات في العالم، وتقارن بينهم وبين أفضل 10 دول في أولمبياد باريس 2024 لتكون المفاجأة تطابق شبه كامل بين الدول الأكبر اقتصاديًا والدول الأفضل رياضيًا.
التقدم الاقتصادي والحضاري لا ينفصلان:
كان تطوير الإنسان ماليًا ومهنيًا، يسير متوازيًا وبنفس الوتيرة مع تطوره بدنيًا ونفسيًا وصحيًا.
اقرأ أيضًا: أبرزها مصر والإمارات والسعودية.. أقوى اقتصاديات العالم في 2024
الدول الأكبر اقتصاديًا والدول الأفضل رياضيًا:
الصين والولايات المتحدة الأمريكية تحتلان المركزين الأول والثاني كأكبر اقتصاديات العالم تصنيعًا وابتكارًا وخدمات، وأيضًا تحتلان المركز الأول والثاني في ترتيب الدول الأكثر حصولًا على الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية في أولمبياد باريس 2024، وليس في رياضة واحدة بل في معظم الرياضيات، إنهم يتنافسون على صدارة العالم اقتصاديًا وماليًا ورياضيًا وعسكريًا وفي جميع مجالات الابتكار والاختراع، إن الريادة والتقدم لا تقتصر على مجال واحد ولا رياضة واحدة ومن يفعل ذلك يظل صغيرًا في ترتيب الأمم المتحضرة، مما يعني أننا يجب أن نولي عنايتنا بالإنسان وتطويره مع اهتمامنا بالبنيان وتحديثه.
فلا بنيان بلا إنسان، والإنسان المتحضر المتطور يحتاج إلى بنيان متطور متحضر ويحتاج إلى رعاية صحية ورياضية، إنها المعادلة التي فهمتها الدول الكبرى أنك يجب أن تسير في كل طرق النهضة والتطوير بشكل متوازي بنفس السرعة وثبات الخطى.
جدول ميداليات باريس 2024:
هذا ما يثبته جدول حصول الدول وترتيبها في جدول ميداليات باريس 2024، ففرنسا تحتل المركز الثالث، وأستراليا المركز الرابع، واليابان المركز الخامس، وإنجلترا في المركز السادس، ثم تليها كوريا الجنوبية ثم إيطاليا، ثم كندا، وأخيرًا ألمانيا في المركز العاشر، من هؤلاء الدول؟ أنهم الدول الأكثر والأكبر إنتاجًا واقتصادًا وخدمات وتطور في العالم ماليًا وعسكريًا ورياضيًا، لهذا اعتقد أننا إذا كنا نريد أن نكون من أفضل عشرين دولة ماليًا واقتصاديًا، يجب أيضًا أن نخطط لنكون من أفضل 20 دولة رياضيًا ونفسيًا وصحيًا، فحياة الإنسان وتطوره لا يتجزأ.
لهذا فنحن نناشد أصحاب الشركات الكبرى ومديري المؤسسات المالية المصرية، التي تعمل في مصر وفي كافة أرجاء العالم العربي، أن يتبنوا الرياضيين المصريين الذين يحتاجون الدعم المالي والنفسي والعلمي والتدريبي، لكي يصعدون إلى منصات التتويج، فعلى تلك المؤسسات التجارية والمالية واجب أمام هذا الشعب الذي يشتاق أن يرى أبناءه على منصات التتويج بمداليات باريس، وأن يعزف السلام الوطني المصري الذي يعد فخر لكل مصري.
اقرأ أيضًا: يوم إفريقيا.. كنوز القارة السمراء ونمو مصر الاقتصادي
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.
