رياضة الخماسي الحديث من أكثر الرياضات تعقيدًا وتحديًا في العالم، فهي تقوم على إتقان خمس رياضات مختلفة في يوم واحد، منذ ظهورها لأول مرة في الألعاب الأولمبية عام 1912، تطورت هذه الرياضة لتصبح جزءًا أساسيًا من المنافسات الأولمبية، وتحتل مصر مكانة مرموقة في هذا المجال بفضل النجاحات التي حققها الرياضيون المصريون على الساحة الدولية، فكيف بدأت رياضة الخماسي الحديث وتطورت عالميًا ومحليًا؟ وما أهم الإنجازات المصرية في هذه الرياضة؟

ما رياضة الخماسي الحديث؟

رياضة الخماسي الحديث (Modern Pentathlon) تتكون من خمس رياضات مختلفة: السباحة، المبارزة، الفروسية، الرماية، والجري، يتم ترتيب هذه الرياضات بحيث يتعين على اللاعبين التنقل بينها بشكل سريع ومهاري خلال يوم واحد، الفكرة وراء هذه الرياضة هي اختبار القدرة على التكيف والمهارات المتعددة، وهو ما يجعلها من أكثر الرياضات تحديًا على المستوى البدني والعقلي.

ما رياضة الخماسي الحديث؟

ما رياضة الخماسي الحديث؟

اقرأ أيضًا: لعبة الكانوي والكياك.. من الحضارات القديمة إلى البطولات الحديثة

تاريخ الخماسي الحديث في العالم:

يعود الفضل في تأسيس رياضة الخماسي الحديث إلى (بيير دي كوبرتان) مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة، استوحى كوبرتان فكرة الرياضة من القصة التاريخية لضابط في الجيش كان عليه إتمام خمس مهام مختلفة للوصول إلى وجهته، وفي عام 1912 تم إدراج الخماسي الحديث لأول مرة في الألعاب الأولمبية في ستوكهولم بالسويد.

على مدار العقود التالية، شهدت رياضة الخماسي الحديث تطورات كبيرة، في البداية كانت الرياضة مقتصرة على الرجال فقط، ولكن في عام 2000 تم إدراج المنافسات النسائية لأول مرة في الألعاب الأولمبية في سيدني، هذا التوسع كان بمثابة خطوة كبيرة نحو جعل الرياضة أكثر شمولية وعالمية.

تطور الخماسي الحديث:

في السنوات الأولى من الخماسي الحديث، كانت الفعاليات تُجرى على مدار خمسة أيام، حيث يتم تخصيص يوم واحد لكل رياضة، ولكن مع تطور الرياضة، تم تقليص مدة المنافسة إلى يوم واحد فقط لزيادة الإثارة والتحدي. علاوة على ذلك، شهدت الرياضة تغييرات في كيفية احتساب النقاط وتوزيعها بين الفعاليات المختلفة.

تطور الخماسي الحديث

تطور الخماسي الحديث

في السنوات الأخيرة، تم إدخال تعديلات على شكل الرياضة لتكون أكثر جذبًا للجماهير، على سبيل المثال: تم إضافة الجري والرماية كفعالية مشتركة تُجرى في نهاية اليوم، حيث يتعين على اللاعبين الجري والتوقف لإطلاق النار على أهداف معينة قبل استئناف الجري، هذا التنسيق الجديد أضاف الكثير من الإثارة للمنافسة وجعلها أكثر متابعة.

الخماسي الحديث في الألعاب الأولمبية:

منذ إدراجها في الألعاب الأولمبية عام 1912، أصبحت رياضة الخماسي الحديث جزءًا لا يتجزأ من برنامج الألعاب الأولمبية، يتنافس أفضل الرياضيين من جميع أنحاء العالم في هذه الرياضة على أعلى المستويات، ويعتبر الفوز بالميدالية الأولمبية في الخماسي الحديث إنجازًا كبيرًا يعكس المهارات المتنوعة والقدرة على التحمل لدى الفائز.

الخماسي الحديث في مصر:

تعد مصر واحدة من الدول الرائدة في رياضة الخماسي الحديث على مستوى العالم العربي وأفريقيا، حيث تعود بداية مشاركة مصر في هذه الرياضة إلى فترة مبكرة، حيث بدأ الرياضيون المصريون في تحقيق نتائج مميزة على المستوى الإقليمي والدولي.

إنجازات المصريين في الخماسي الحديث:

على مر السنوات، برز عدد من الرياضيين المصريين في رياضة الخماسي الحديث وحققوا إنجازات كبيرة، واحدة من أبرز هؤلاء الرياضيين هي (آية مدني)، التي أصبحت رمزًا لهذه الرياضة في مصر، حصلت (آية مدني) على عدة ميداليات في بطولات العالم والألعاب الأولمبية، مما عزز من مكانة مصر على الساحة الدولية، في عام 2008، حققت (آية مدني) إنجازًا تاريخيًا بحصولها على المركز الثامن في دورة الألعاب الأولمبية في بكين، وهو أفضل ترتيب للاعب مصري في هذه الرياضة حتى ذلك الوقت.

إنجازات المصريين في الخماسي الحديث

إنجازات المصريين في الخماسي الحديث

هذا الإنجاز كان بمثابة دفعة كبيرة لرياضة الخماسي الحديث في مصر وشجع المزيد من الشباب على الانخراط في هذه الرياضة، إلى أن حقق (أحمد الجندي) إنجازََا كبيرََا بفوزه بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس2024، وكان الجندي قد أظهر موهبته على الساحة الدولية، حيث حقق ميدالية فضية في أولمبياد طوكيو 2020، مما جعله أول رياضي مصري يفوز بميدالية في هذه الرياضة على مستوى الأولمبياد.

مستقبل الخماسي الحديث في مصر:

مع زيادة الدعم من الجهات الرياضية ووجود برامج تدريبية متخصصة، يبدو أن مستقبل رياضة الخماسي الحديث في مصر مشرق، وتسعى مصر إلى زيادة عدد اللاعبين المشاركين في المنافسات الدولية وتحقيق المزيد من الميداليات في البطولات العالمية والأولمبية.

التحديات التي تواجه رياضة الخماسي الحديث في مصر:

على الرغم من النجاحات التي حققتها مصر في هذه الرياضة، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجهها، من بين هذه التحديات هو الحاجة إلى بنية تحتية متطورة لدعم التدريب في جميع الرياضات الخمس التي تشكل الخماسي الحديث، كما أن قلة الوعي العام بهذه الرياضة تحد من انتشارها بين الشباب.

رياضة الخماسي الحديث تمثل تحديًا حقيقيًا للرياضيين بفضل تنوع الرياضات المطلوبة والتحديات الجسدية والعقلية المرتبطة بها، مع تاريخ طويل من الإنجازات والتطورات، تظل هذه الرياضة جزءًا أساسيًا من الألعاب الأولمبية وتواصل جذب الرياضيين من جميع أنحاء العالم، في مصر تزداد أهمية هذه الرياضة بفضل النجاحات التي حققها الرياضيون المصريون، ويبدو أن المستقبل يحمل المزيد من الفرص لتحقيق إنجازات جديدة على المستوى الدولي.

اقرأ أيضًا: البريكينج دانس.. من شوارع نيويورك إلى أولمبياد باريس 2024

كتبت: نهلة سمير.