السلاح السري.. هل يمكن الوقاية من مرض الزهايمر؟

مرض الزهايمر

مرض الزهايمر

نسمع كثيرًا مصطلح (الخرف)، وهو لفظ عام يُطلق على انخفاض وظائف الدماغ؛ مما يؤثر سلبًا على قدرة الأشخاص على التذكر، والتفكير، وربما يتطور الأمر لتعطل المهام اليومية، يُطلق هذا المصطلح على فقدان الذاكرة وصعوبات التفكير، وأشهر أمراض الخرف مرض الزهايمر، يُقدر عدد المصابين بمرض الزهايمر في جميع أنحاء العالم بـ 55 مليون نسمة، وذلك حسب إحصائيات عام 2021 لمنظمة الصحة العالمية، وتشير التوقعات إلى أن هذا الرقم سيزداد بشكل كبير في العقود القادمة، حيث من المتوقع أن يصل إلى 78 مليون نسمة بحلول عام 2030 و139 مليون نسمة بحلول عام 2050، لذلك علينا التعرف على هذا المرض، أعراضه، وهل يمكن تجنب الإصابة أو تقليل الأعراض؟

ما مرض الزهايمر؟

تعمل الخلايا العصبية مثل مصانع صغيرة لأداء وظيفتها، حيث تستقبل المواد اللازمة، تنتج الطاقة وتتخلص من النفايات، كما تقوم الخلايا أيضًا بمعالجة المعلومات وتخزينها، والتواصل مع الخلايا الأخرى، وتتطلب هذه الوظائف الطاقة والأكسجين، ويعتقد العلماء أن مرض الزهايمر يعيق عمل أجزاء من الخلايا العصبية، ولكن من غير المعروف يقينًا أين يبدأ الخلل؟ ومع انتشار الضرر، تفقد الخلايا قدرتها على القيام بوظائفها وتموت في النهاية، مما يتسبب في تغييرات لا رجعة فيها في الدماغ.

ما مرض الزهايمر؟

ويمكن تعريف الزهايمر على أنه اضطراب يصيب الدماغ، ويزداد سوءًا بمرور الوقت؛ نتيجة تراكم بروتينات معينة، مما يسبب انكماش الدماغ، وموت خلايا المخ في النهاية، رغم أن الزهايمر هو أشهر أمراض الشيخوخة، يحتوي الدماغ على 100 مليار خلية عصبية، تتصل كل خلية عصبية بالعديد من الخلايا الأخرى لتكوين شبكات اتصال، كل مجموعة من الخلايا العصبية لها وظائف خاصة مثل: التفكير، والتعلم، والتذكر، والبعض الآخر في الرؤية والسمع والشم.

اقرأ أيضًا: علاج الزهايمر الجديد.. حبة واحدة تعيد الأمل للملايين

أسباب مرض الزهايمر:

يُعد تقدم العمر السبب الرئيسي للإصابة بالزهايمر، وبرغم أنه أشهر أمراض الشيخوخة، لا يُعد عرضًا طبيعيًا للكِبر أو الخرف، إذًا ماذا يحدث داخل الدماغ عند الإصابة؟ يشتبه بشدة في نوعين من التراكيب غير الطبيعية تسمى بأنها المسئولة الرئيسية عن إتلاف الخلايا العصبية، وقتلها وهي:

  • اللويحات التشابكية: هي رواسب من بروتين بيتا أميلويد تتجمع في الفراغات بين الخلايا العصبية.
  • التشابكات الليفية: عبارة عن ألياف ملتوية من بروتين آخر يسمى تاو تتراكم داخل الخلايا.

على الرغم من أن دراسات التشريح تُظهر أن معظم الناس يطورون بعض اللويحات التشابكية والتشابكات الليفية مع تقدم العمر، إلا أن المصابين بالزهايمر يميلون إلى تطوير المزيد منها حيث تبدأ في المناطق المهمة للذاكرة قبل أن تنتشر إلى مناطق أخرى، إذ تلعب اللويحات التشابكية دورًا رئيسيًا في منع الاتصال بين الخلايا العصبية؛ مما يُعطل العمليات التي تحتاجها الخلايا للبقاء على قيد الحياة، مما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية، وتظهر أعراض الزهايمر.

10 أعراض مبكرة لمرض الزهايمر:

أكثر الأعراض شيوعًا فقدان الذاكرة الحديثة، وفيما يلي 10 علامات تحذيرية مبكرة لهذا المرض:

  • فقدان الذاكرة الذي يعطل الحياة اليومية:

يعتبر نسيان المعلومات التي تم تعلمها حديثًا أحد أكثر علامات الزهايمر شيوعًا، خاصة في المرحلة المبكرة، وتشمل العلامات الأخرى نسيان التواريخ، والأحداث المهمة، وتكرار طرح نفس الأسئلة، والاعتماد بشكل متزايد على أدوات مساعدة الذاكرة (مثل الملاحظات التذكيرية أو الأجهزة الإلكترونية) أو أفراد العائلة في أمور كانوا يقومون بها بأنفسهم سابقًا.

  • صعوبات في التخطيط أو حل المشكلات:

قد يواجه بعض الأشخاص الذين يعانون تغيرات في الذاكرة بسبب الزهايمر، صعوبات في تطوير خطة واتباعها أو استخدام الأرقام، وقد يجدون صعوبة في اتباع وصفة طعام مألوفة أو متابعة الفواتير الشهرية، ويواجهون صعوبة في التركيز.

اقرأ أيضًا: يوم الزهايمر العالمي.. تحدٍ كبير للإنسانية

  • صعوبة في إتمام المهام المألوفة:

غالبًا ما يجد الأشخاص الذين يشعرون بتغيرات في الذاكرة الناتجة عن الزهايمر، صعوبة في إكمال المهام اليومية بعض الأحيان، قد يواجهون صعوبة في القيادة إلى موقع مألوف، أو تنظيم قائمة مشتريات البقالة، أو تذكر قواعد لعبتهم المفضلة.

  • الارتباك بشأن الوقت أو المكان:

يمكن للأشخاص أن يفقدوا مسار التواريخ والفصول ومضي الوقت، وقد يواجهون صعوبة في فهم شيء ما إذا لم يحدث على الفور، وقد ينسون في بعض الأحيان مكان وجودهم أو كيف وصلوا إلى هناك.

  • صعوبة في فهم الصور المرئية والعلاقات المكانية:

يعاني بعض الأشخاص تغييرات في الرؤية، وهذا قد يؤدي إلى صعوبة في التوازن أو صعوبة في القراءة، وقد يواجهون أيضًا مشاكل في تقدير المسافة وتحديد اللون أو التباين، مما يتسبب في مشكلات في القيادة.

أعراض مبكرة لمرض الزهايمر
  • مشاكل جديدة في الكلمات عند التحدث أو الكتابة:

صعوبة في متابعة محادثة أو المشاركة فيها، وقد يتوقفون في منتصف المحادثة ولا يعرفون كيفية المتابعة أو قد يكررون أنفسهم، وقد يواجهون صعوبة في المفردات، ويجدون صعوبة في تسمية شيء مألوف أو استخدام الاسم الخاطئ، على سبيل المثال: تسمية الساعة (ساعة يد).

  • إضاعة الأشياء وفقدان القدرة على تتبع الخطوات:

قد يضع الشخص المصاب بالزهايمر أشياء في أماكن غير معتادة، وغالبًا يفقدون أشياءهم.

  • ضعف أو سوء التقدير:

قد يواجه الأشخاص المصابون بالزهايمر صعوبات في التقييم أو اتخاذ القرار، على سبيل المثال، قد يستخدمون رداءة الحكم عند التعامل مع المال أو يقل اهتمامهم بالعناية بأنفسهم والحفاظ على نظافتها.

  • الانسحاب من العمل أو الأنشطة الاجتماعية:

قد يواجه الشخص المصاب صعوبة في القدرة على إجراء محادثة أو متابعتها، ونتيجة لذلك قد ينسحب من الهوايات أو الأنشطة الاجتماعية أو الارتباطات الأخرى، وقد يواجهون صعوبة في مواكبة فريقهم أو نشاطهم المفضل.

  • تغييرات في المزاج والشخصية:

تقلبات في المزاج والشخصية، يمكن أن يصبحوا مشوشين، أو لديهم شكوك، أو مكتئبين، أو خائفين، أو قلقين، وربما ينزعجون بسهولة في المنزل، أو مع الأصدقاء، أو عندما يكونون خارج منطقة الراحة الخاصة بهم.

تشخيص مرض الزهايمر:

لتشخيص مرض الزهايمر، يلجأ الأطباء إلى عدة وسائل مثل:

  • السجل الطبي: يستعرض الطبيب تاريخك المرضي العائلي والشخصي.
  • اختبارات الحالة العقلية: يقيم الطبيب مهارات التفكير، والذاكرة، واللغة والتركيز لديك من خلال اختبارات محددة.
  • الفحوصات البدنية والعصبية: يتفحص الطبيب صحتك العامة ووظائف الجهاز العصبي.
  • الاختبارات التشخيصية: إجراء تحاليل للدم أو السائل النخاعي لاستبعاد أسباب أخرى محتملة للخرف.
  • تصوير الدماغ: قد يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) للمساعدة في تشخيص مرض الزهايمر أو استبعاد أمراض أخرى.

اقرأ أيضًا: كيف تحسن ذاكرتك؟.. أسباب ضعف الذاكرة وكيفية التغلب عليها

هل يوجد علاج لمرض الزهايمر؟

لا يوجد حاليًا علاج شاف لمرض الزهايمر، إلا أن هناك العديد من الأدوية التي حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، التي يمكن أن تساعد في السيطرة على بعض أعراض المرض إلى جانب استراتيجيات التأقلم لإدارة الأعراض السلوكية، كما تظهر علاجات دوائية جديدة تعمل على استهداف الأسباب الكامنة للمرض لإبطاء تطوره.

هل يوجد علاج لمرض الزهايمر؟

وتكون معظم الأدوية أكثر فائدة للأشخاص في المراحل المبكرة أو المتوسطة من مرض الزهايمر، يبحث الباحثون عن علاجات دوائية أخرى وطرق تدخل غير دوائية لتأخير أو منع المرض وكذلك علاج أعراضه.

أهمية التشخيص المبكر لمرض الزهايمر:

هنا بعض الأمور التي يمكنك القيام بها:

  • تعلم عن علامات وأعراض مرض الزهايمر.
  • اصطحب معك أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء للمساعدة في تذكر التفاصيل ومناقشة خيارات الرعاية.
  • ابحث عن مصادر دعم للمرضى ومقدمي الرعاية.

التشخيص المبكر لمرض الزهايمر يسمح لك ولأحبابك باتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الرعاية والعلاج، كما يتيح لك فرصة الاستفادة من الفوائد المحتملة للبرامج العلاجية المتاحة.

هل يمكن تجنب الإصابة بمرض الزهايمر؟

للأسف، لا يوجد حاليًا طريقة مؤكدة لمنع الإصابة بمرض الزهايمر، ومع ذلك تشير الدراسات إلى أن بعض العوامل التي تقلل هذا الخطر مثل:

  • الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية:

اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على ضغط الدم والكوليسترول في مستويات صحية، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

  • النشاط الذهني:

الانخراط في الأنشطة التي تحفز الدماغ، مثل القراءة وحل الألغاز وتعلم أشياء جديدة، قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

  • التواصل الاجتماعي:

الحفاظ على علاقات اجتماعية قوية، قد يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

هل يمكن تجنب الإصابة بمرض الزهايمر؟
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم:

قلة النوم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

  • التحكم في التوتر:

إدارة التوتر بشكل فعال، قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

من المهم ملاحظة أن هذه عوامل وقاية محتملة، لا يمكن ضمان أن اتباع نمط حياة صحي يمنع الإصابة بمرض الزهايمر، كما أن وجود عوامل خطر لا يعني بالضرورة أن الشخص سيصاب بالمرض.

أفضل طريقة للوقاية من مرض الزهايمر هي اتباع نمط حياة صحي واستشارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات الطبية والاختبارات اللازمة، إذا كنت تشعر بالقلق بشأن فقدان الذاكرة أو أية مشاكل أخرى، فمن المهم أن تتعرف على أهمية التشخيص المبكر في تأخر تطور المرض.

اقرأ أيضًا: حصن عقلك.. اكتشف نصائح الوقاية من الخرف

كتبت: علا وليد.