التعامل مع الشخص العصبي سريع الغضب قد يكون من أصعب التحديات التي نواجهها في حياتنا اليومية، فالشخص العصبي قد يتصرف بشكل غير متوقع ويطلق أحكامًا مغلوطة أو يلجأ إلى العنف اللفظي، مما يجعل من الضروري تعلم كيفية إدارة هذه المواقف بشكل يحافظ على سلامة العلاقات الشخصية والنفسية.
كيفية التعامل مع الشخص العصبي وإدارة المواقف؟
فهم طبيعة الغضب:
لكي تتمكن من التعامل مع الشخص العصبي بشكل فعال، عليك أولًا فهم طبيعة الغضب، فإن الغضب هو استجابة طبيعية للمواقف التي نعتبرها تهديدًا أو ظلمًا، ومع ذلك قد يعبر بعض الأشخاص عن غضبهم بطرق غير صحية مثل الهجوم اللفظي أو الأحكام القاسية، وفهمك لدوافع الغضب يساعدك على التعامل معه بطريقة أكثر هدوءًا وثقة.
فهم طبيعة الغضب
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العصبي في مراحل الطفولة المختلفة؟
الحفاظ على الهدوء:
عندما تجد نفسك أمام شخص غاضب، من الضروري أن تحافظ على هدوئك، فالاستجابة بالغضب أو الدفاع عن نفسك بنفس الطريقة يمكن أن يزيد من حدة التوتر ويزيد الوضع سوءًا، حاول أن تتنفس بعمق وتذكر أن الغضب ليس موجهًا إليك شخصيًا، بل هو نتيجة لمشاعر وأفكار مضطربة لدى الشخص الآخر.
الاستماع الفعّال:
واحدة من أهم الطرق للتعامل مع الشخص العصبي هي الاستماع الجيد له، فعندما يشعر الشخص بأنه مسموع ومفهوم، قد يقل غضبه تدريجيًا، لذا حاول أن تترك الشخص يتحدث دون مقاطعة وامنحه الفرصة للتعبير عن مشاعره، فهذا قد يساعد في تفريغ شحنته السلبية ويقلل من احتمالية تصاعد الموقف.
عدم الرد على الفور:
إذا كان الشخص العصبي يوجه لك انتقادات أو يطلق أحكامًا مغلوطة، فمن الأفضل ألا ترد فورًا، فالرد الفوري قد يؤدي إلى تصاعد النزاع، بدلًا من ذلك خذ لحظة للتفكير قبل الرد، وحاول أن تزن كلماتك بعناية، فإن الصمت في بعض الأحيان يمكن أن يكون أداة قوية لتهدئة الأجواء.
عدم الرد على الفور
تجنب الجدل العقيم:
الجدل مع شخص عصبي وسريع الغضب غالبًا ما يكون غير مجدي، بدلًا من محاولة إثبات وجهة نظرك أو الدفاع عن نفسك، حاول تحويل الحوار إلى نقاش بناء، إذا لاحظت أن الشخص غير مستعد للاستماع، قد يكون من الأفضل إنهاء الحديث بلطف وتأجيله إلى وقت آخر.
التعامل مع العنف اللفظي:
العنف اللفظي يمكن أن يكون مؤلمًا ومدمرًا، إذا كان الشخص العصبي يلجأ إلى استخدام كلمات جارحة أو مهينة، فمن المهم أن تحافظ على احترامك لذاتك، قد يكون من الأفضل في مثل هذه الحالات الابتعاد عن الموقف مؤقتًا حتى يهدأ الشخص الآخر، ويمكنك لاحقًا أن توضح له أن هذه الكلمات غير مقبولة وأنك لن تتحمل مثل هذا النوع من التعامل.
عدم أخذ الأمور بشكل شخصي:
من الطبيعي أن تشعر بالألم أو الإهانة عند سماع كلمات قاسية، ولكن من المهم أن تتذكر أن هذه الكلمات غالبًا ما تكون تعبيرًا عن مشاعر الشخص الآخر وليس انعكاسًا لحقيقتك، لا تأخذ الأمور بشكل شخصي وحاول أن تفصل بين سلوك الشخص ومشاعره.
الصمت كأداة استراتيجية:
الصمت يمكن أن يكون من أقوى الأدوات في التعامل مع الشخص العصبي، في بعض الأحيان يكون الصمت أفضل رد على العنف اللفظي أو الأحكام المغلوطة، فقد يشعر الشخص العصبي بعدم الراحة عندما لا يحصل على رد فعل متوقع، وهذا يمكن أن يساعد في تهدئة الموقف.
الصمت كأداة استراتيجية
بناء علاقات صحية:
إذا كنت مضطرًا للتعامل مع شخص عصبي بشكل مستمر، قد يكون من الضروري العمل على بناء علاقة صحية معه، يمكنك محاولة خلق بيئة من الثقة والتفاهم المتبادل، حيث يشعر الشخص بأنه يمكنه التعبير عن مشاعره دون الحاجة إلى اللجوء إلى الغضب، ويمكنك أيضًا تشجيعه على ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو الرياضة لتقليل التوتر.
الحصول على دعم خارجي:
إذا كان التعامل مع الشخص العصبي يؤثر سلبًا على صحتك النفسية أو الجسدية، قد تحتاج إلى الحصول على دعم من الآخرين، يمكنك التحدث مع أصدقاء مقربين أو أفراد الأسرة للحصول على نصائح وآراء مختلفة، في بعض الحالات قد يكون من المفيد التوجه إلى مختص نفسي للحصول على إرشادات أكثر تحديدًا حول كيفية التعامل مع الشخص العصبي.
التعامل مع الشخص العصبي سريع الغضب ليس بالأمر السهل، ولكنه ممكن إذا اتبعت الاستراتيجيات الصحيحة، من خلال الحفاظ على هدوئك، الاستماع الفعّال، وتجنب الرد الفوري على العنف اللفظي أو الأحكام المغلوطة، يمكنك تقليل حدة التوتر وتحقيق توازن صحي في علاقتك بهذا الشخص، تذكر دائمًا أن الصمت قد يكون أحيانًا أداة فعالة لتهدئة الأمور، وأن الحفاظ على احترامك لذاتك يجب أن يكون دائمًا في مقدمة أولوياتك.
اقرأ أيضًا: تحويل السلبية إلى قوة.. استراتيجيات التعامل مع المشاعر السلبية
كتبت: نهلة سمير.
