تعرفنا في الجزء الأول من كتاب أغنى رجل في بابل عن أهم وأول قواعد بناء الثروة والحرية المالية ألا وهو الادخار، فيجب عليك أيها الباحث عن الثراء والوفرة المالية أن تعتاد الادخار منذ الصغر، أو من أي عمر أخذت فيه قرار أن تصبح من الأثرياء، ولكن هل بالادخار فقط سوف أصبح ثريًا؟ ستعرف الإجابة في السطور القادمة من رحلة أركان أغنى رجل في بابل.
الجزء الثاني من حكاية أغنى رجل في بابل:
أكمل صديقنا أركان سرد قصته نحو الثراء وكيف أصبح أغنى رجل في بابل لأصدقائه المجتمعين في حديقة قصره، قائلًا: “بعد أن أخبرني التاجر الثري كوش إن عليّ الادخار ثم استثمار مدخراتي؛ لتنتج أموالًا جديدة، ثم أعيد تلك المكاسب؛ لاستثمرها مرة أخرى كمثال كرة الثلج التي تقوم بدحرجتها على منحدر فتكون كرة الثلج صغيرة، لكنها مع الوقت تجذب لها ثلوجًا أخرى وتتحول الكرة الصغيرة إلى كرة عملاقة من المدخرات.
أو كالبذرة الصغيرة التي تحتويها في راحة يدك، لكن تلك البذرة الصغيرة لو وضعتها في أرض صالحة وسهرت على رعايتها، مع الوقت والزمن ستتحول تلك البذرة الصغيرة إلى شجرة عملاقة وافرة الظلال والثمار، وكلما حصدت من ثمارها تثمر مرة أخرى عامًا بعد عام، وتتوارثها الأجيال”.
وهكذا أيها الأصدقاء انصرف التاجر كوش، وذهبت أنا لأدخر ما أستطيع من أموال، بشرط ألا تقل عن عشرة بالمئة من دخلي، حتى لو تغاضيت عن بعض ما أحب، وبعد عام رجعت مرة أخرى للتاجر كوش.
اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن أغنى رجل في بابل.. حقائق تغير حياتك
الدرس الثاني خذ العلم والخبرة من مصادرهم:
يكمل أركان، رحب بي التاجر كوش، وسألني: “ماذا فعلت بنصيحته؟” فأجبته: “أنني نجحت في ادخار مبلغ محترم من المال، وقمت باستثمار هذا المال؛ فأعطيته لصديقي صانع الطوب، ليقوم بشراء بعض المجوهرات من بلاد الشام، وسوف يعود ونقوم ببيع هذه المجوهرات بأضعاف ثمنها، وبذلك سأكون من الأثرياء”، ضحك التاجر كوش وقال: “لا بد لكل أحمق أن يتعلم من أخطائه، يجب أن تأخذ العلم من مصادره أيها الأبله، لو إنك مريض لمن ستذهب لطبيب أم لتاجر ذهب؟ لكل علم أربابه، كيف ترسل صانع طوب ليشتري مجوهرات؟ إنك دمرت شجرة ثرائك وعليك أن تزرع شجرة أخرى.
وصدق التاجر كوش، فقد عاد صديقي صانع الطوب من رحلة الشام، وقد تم النصب عليه لجهله وعدم معرفته الفرق بين المجوهرات والزجاج، وضاعت مدخرات سنة كاملة لكني استوعبت الدرس، وبعد عام آخر ذهبت إلى التاجر كوش وأنا سعيد تبدو عليّ ثمار النعمة، فقال لي التاجر كوش: “ماذا فعلت في العام الماضي؟”، قلت له: “لقد دفعت لنفسي أولًا (الدرس الأول)، وقمت بالادخار، وسألت أهل التخصص وقمت باستثمار أموالي (الدرس الثاني) مع أمهر صانع للحديد ببابل، وهو يعطيني العائد ومكسب مدخراتي كل ثلاثة أشهر”، ابتسم التاجر كوش وسألني: “وماذا تفعل بتلك المكاسب؟” أجبت التاجر كوش ها أنت ترى اشتريت ملابس جديدة، واحصل على طعام جيد وافكر في تجديد منزلي”.
الدرس الثالث الحرية المالية:
ضحك التاجر كوش وقال لي: “إذًا، لن تكون أبدًا غنيًا أو ثريًا، أنك الآن زرعت شجرة واحدة تدر عليك بعض الثمار، وها أنت تقوم بأكل تلك الثمار والأفضل، أن تستثمر تلك الثمار في زراعة شجرة ثانية وثالثة حتى يكون لديك حقل كامل من الأشجار يدر عليك أضعاف أضعاف احتياجاتك، هنا فقط يمكنك الاستمتاع بالحياة فقد أصبحت حرًا ماليًا”، فكرت في ما قاله لي صديقي التاجر كوش وذهبت سريعًا لتنفيذه.
وفي المقال القادم، سنتعرف على باقي رحلة أغنى رجل في بابل مع الثراء.
اقرأ أيضًا: خريج الأزهر أليكو دانغوتي أغنى رجل في أفريقيا
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.