إن كنت تؤمن بالأساطير القديمة، والتفاؤل والتشاؤم فعليك الحذر، فقد ظهرت سمكة القيامة، تشعر أن الاسم وحده يبث الرهبة في النفس، فقد ارتبط اسم السمكة كثيرًا بالغموض والأساطير، إنها سمكة عملاقة ارتبط ظهورها بحدوث كوارث طبيعية خاصة الزلازل، ونُسجت حولها الأساطير، فقد أثارت فضول الكثيرين، فما هو هذا المخلوق الذي آثار ظهوره مؤخرًا التساؤلات والمخاوف؟ وهل ظهوره دليل على اقتراب كارثة طبيعية؟
ما هي سمكة القيامة؟
سمكة القيامة، هي اسم شائع يطلق على عدة أنواع من الأسماك التي تتميز بقدرتها على البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية للغاية مثل: الجفاف الشديد، أو البرد القارس، هذه الأسماك تدخل في حالة من السبات العميق، وتقلل من نشاطها الحيوي إلى أدنى مستوى، مما يساعدها على تحمل هذه الظروف القاسية، عندما تتوفر الظروف الملائمة مرة أخرى تستعيد نشاطها، وكأنها تُبعث للحياة من جديد مثل: أسماك الرئة، وأسماك الطين.
اقرأ أيضًا: إليك 5 قدرات ميز الله بها طائر البطريق
أين تم اكتشاف سمكة القيامة؟
سميت أيضًا سمكة المجداف، أو سمكة القمر إذ تمكن الغواصون قبالة سواحل رويفانغ في تايوان من مشاهدة مشهد ساحر عندما صادفوا سمكة قمر عملاقة، المعروفة أيضًا باسم (قرش القاطع للكعك)، يعتقد بعض السكان المحليين أن هذا المخلوق الرائع هو نذير بالزلازل، كانت السمكة الساحرة الفضية الشبيهة بالثعبان تطفو بالقرب من السطح، مما أسَر الغواصين، على الرغم من الحماس الذي أثارته رؤية هذا المخلوق النادر عن قرب، لاحظ الغواصون أن السمكة تبدو وكأنها تكافح.
كانت سمكة القمر تعاني من ثقوب غامضة في جميع أنحاء جسدها، يعتقد الخبراء أنها ناتجة عن لدغات قرش صغير يعرف باسم (قرش القاطع للكعك)، يُعرف هذا المفترس الصغير بأخذ قطع من الأسماك الأكبر حجمًا وحتى الثدييات البحرية، يبلغ طول سمكة القمر التي صادفوها حوالي ستة أقدام ونصف، وهي كبيرة الحجم، ولكن يمكن أن يصل طول سمكة القمر إلى 56 قدمًا، مما يجعلها أطول سمكة عظمية معروفة.
لماذا ارتبط اسم سمكة القمر بالكوارث الطبيعية؟
تبعًا للأساطير اليابانية، ترتفع أسماك القمر بعيدًا عن الأعماق وتجرف نفسها إلى الشاطئ قبل وقوع الزلزال، زادت أهمية هذه الأسطورة خلال زلزال فوكوشيما عام 2011، إذ صعدت الكثير من أسماك القمر إلى السطح في السنوات التي سبقت الزلزال القوي الذي أدى لحدوث تسونامي، هناك عدة تفسيرات لهذه الأسطورة، منها أن اضطرابات في قاع البحر قبل الزلزال قد تدفع هذه الأسماك إلى الظهور على السطح.
بالطبع لا يوجد دليل علمي على الارتباط بين سمكة القيامة والزلازل، وربما يرجع انتشار هذه الأسطورة إلى غموض وندرة ظهور هذه الأسماك، والإنسان يسعى دائمًا لتفسير الظواهر المعقدة.
ربما نرى مستقبلًا دراسات تؤكد وجود علاقة بين هذه المخلوقات والزلازل، إذ تعيش سمكة القيامة في أعماق البحار، وإلى أن يحدث ذلك فعلينا عدم القلق، والاعتماد على المعلومات العلمية بدلًا من الخرافات عند تفسير الظواهر الطبيعية، فالعلماء لا يزالون يدرسون الزلازل وعواملها المؤثرة.
اقرأ أيضًا: الدب المائي .. أقوى وأغرب الكائنات الحية
كتبت: علا وليد.