هل سألت نفسك يومًا؟ لماذا تتغير مشاعرنا على مدار اليوم؟ دعني أقول لك أن واحدًا من أسباب هذه التغيرات هي اضطراب الهرمونات؛ فهي مسئولة عن العمليات الحيوية للجسم؛ لذلك يحدث تغييرات نفسية وفسيولوجية لكلا الجنسين، لذا إذا كنت تريد معرفة ماذا يحدث في جسمك؟ وكيفية علاجه مع معرفة الأسباب، والأعراض؟ فهيا بنا لقراءة هذا المقال؛ لنكتشف المزيد.
الهرمونات:
الهرمونات هي مواد كيميائية تفرزها الغدد الصماء، ثم تنتقل إلى الدم، ومنها إلى الأعضاء، وأجزاء الجسم؛ لأنها تلعب دور حيوي في العمليات الحيوية للجسم، منها: الأيض، تنظيم نسبة السكر في الدم، النمو، التوازن الهرموني، وغيرها.
اقرأ أيضًا: اضطراب الهرمونات عند الرجال.. العدو الخفي لصحتك وحياتك اليومية
اضطراب الهرمونات:
اضطراب الهرمونات هو خلل في نسبة الهرمونات عن معدله الطبيعي في الجسم، مما يؤدي إلى خلل في العمليات، والوظائف الحيوية للجسم، منها:
- الأيض.
- النمو.
- التوازن الهرموني.
- نسبة سكر الدم.
- ضغط الدم.
- الحالة المزاجية.
- اختلال الهرمونات في كلا الجنسين.
حيث قد تعاني بعض النساء من خلل الهرمونات، مثل: الإستروجين، البروجسترون، أما بالنسبة للرجال قد يعانون من خلل في الهرمون التستوستيرون.
أسباب اضطراب الهرمونات:
يتعرض الأشخاص إلى تغيرات هرمونية في حياتهم اليومية؛ وذلك يرجع إلى عدة عوامل، منها:
عوامل وراثية:
قد تحدث التغيرات الهرمونية نتيجة إلى تاريخ العائلي المرتبط بأمراض الغدد الصماء.
عوامل حياتية:
قد تؤثر حياتنا اليومية على اضطراب الهرمونات، مثلًا:
- الإجهاد يلعب دور في تغيرات الهرمونية كالكورتيزول.
- قلة النشاط البدني والحركي.
- الأغذية الغنية بالدهون المشبعة، والسكريات.
- الدورة الشهرية، مرحلة البلوغ، الحمل، وسن اليأس لدى النساء.
- استخدام الأدوية مثل: حبوب منع الحمل، الستيرويدات قد يؤثر على تغييرات الهرمونية.
- التعرض للسموم يمكن أن تتداخل في فعالية عمل الهرمونات.
عوامل مرضية:
تؤثر الأمراض بشكل كبير على الغدد الصماء مثل: المرض السكري، أمراض القلب، وبالتالي تلعب دورًا كبيرًا في اضطراب توازن الهرمونات.
في النهاية تلك العوامل تلعب دورًا فعالًا في اختلال توازن الهرمونات لكلا الجنسين.
أعراض اضطراب الهرمونات عند النساء:
تختلف أعراض اضطرابات الهرمونات عند النساء بناءً على الهرمون المؤثر، كالتالي:
التغيرات في الدورة الشهرية:
قد تحدث تغيرات هرمونية مثل: الإستروجين، والبروجسترون؛ مما يؤدي إلى تغيرات في الدورة الشهرية، فقد تصبح الدورة غير منتظمة عند بعض النساء، وبالتالي يمكن أن تكون مدة الدورة طويلة أو قصيرة عن المعتاد، أو يؤدي إلى توقفها تمامًا.
اضطرابات نفسية:
تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في تقلباتها المزاجية، حيث تعاني النساء من تغيرات، واضطرابات نفسية: كالقلق، التوتر، الاكتئاب، العصبية، صعوبة في التركيز.
التغيرات في الوزن:
تعاني النساء من زيادة أو نقص في الوزن بسبب التغيرات الهرمونية، مثل:
- انخفاض مستويات الغدة الدرقية يؤدي إلى زيادة الوزن.
- متلازمة تكيس المبايض تجعل خسارة الوزن أمرًا صعبًا.
تغييرات في الجلد والشعر:
بسبب اضطرابات الهرمونات مثل: التستوستيرون، والإستروجين، تعاني النساء من جفاف الجلد، تساقط الشعر، حب الشباب.
اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية:
تلعب الهرمونات دورًا فعالًا في تنظيم الدورة الشهرية، حيث أي اضطراب هرموني قد يؤثر على الدورة الشهرية، من حيث: شدتها، موعد بدايتها ونزولها، أو توقفها حتى، كالتالي:
- في حالة زيادة هرمون الإستروجين يؤدي إلى زيادة في شدة الدورة الشهرية، والعكس صحيح في حالة انخفاض الهرمون يؤدي إلى غياب الدورة.
- الاضطرابات الهرمونية قد تؤدي إلى ظهور متلازمة تكيس المبايض Polycystic ovary syndrome (PCOS) وبالتالي يؤثر على الحمل، تأخر في الإنجاب.
وبالتالي أي تغير غير عادي في الدورة الشهرية قد يكون بسبب وجود اضطراب هرموني، الذي يستدعي فورًا وجود طبيب لتحديد السبب، والعلاج المناسب.
أهمية التشخيص المبكر وعلاج الاضطرابات الهرمونية:
للوقاية من خطورة الاضطرابات الهرمونية، التي تؤثر على الوظائف الحيوية للجسم، فعلينا بالتشخيص المبكر والعلاج، التي سنعرضها في نقاط كالتالي:
- يتم التشخيص على تقييم شامل للأعراض الناتجة عن الاضطرابات الهرمونية، إجراء اختبارات الدم لقياس مستويات الهرمونات، تصوير الغدد الصماء المسؤولة عن إفراز الهرمونات؛ للتحقق من ظهور أورام أم لا.
- يقوم الطبيب بوضع خطة علاجية بعد معرفة الهرمون المضطرب.
- تتعدد أنواع العلاجات على حسب نوع الهرمون المضطرب، ومدى تأثيره على الجسد.
- هناك بعض الحالات قد تكون بسيطة مثل: استخدام المكملات الهرمونية؛ لتعويض نقص الهرمون، وأحيانًا إدخال نمط صحي، وزيادة النشاط الغذائي، والبدني.
- أما الحالات الخطيرة فيلزم تدخل جراحي؛ لإزالة الأورام، التي بدورها تؤثر على الغدد الصماء.
لذلك يلعب التشخيص المبكر، والعلاج دورًا مهمًا في الوقاية من خطورة اضطرابات الهرمونات، والحفاظ على صحة الجسم من المضاعفات.
في النهاية تلعب اضطراب الهرمونات دورًا فعالًا في حياة النساء، وبالتالي فإن معرفة الأسباب، والأعراض يساعد في عملية التشخيص، والعلاج، لذا إذا شعرتِ بأي أعراض غير عادية يرجى الذهاب إلى الطبيب.
اقرأ أيضًا: الهرمونات.. الدليل الشامل لدورها الحيوي في جسمك
كتبت: هبة سيد.