تعتبر البراكين من أخطر الظواهر الكونية الطبيعية وأشدها رعبًا وتدميرًا، ولكن تجدد ثوران بركان أيسلندا للمرة السادسة خلال تسعة أشهر يوضح أنه قد تكون هناك تبعات للبركان أقل خطورة وأقل رعبًا، بل بالعكس قد تتحول منطقة البركان إلى مزار سياحي يفد إليه زائرون من أنحاء العالم؛ لرؤيته والاستمتاع بمنظر الانفجارات التي تبدو كالأضواء.
ماذا تعرف عن بركان أيسلندا؟
بدأ بركان أيسلندا في شهر ديسمبر عام 2023م، وعاد مجددًا ليقذف الحمم الحمراء من خلال شق جديد في شبه جزيرة ريكيانيس الواقعة جنوب غرب البلاد، وقد تجدد ثوران البركان بعد سلسلة من الزلازل القوية، وفي خلال ساعة أحدث شقًا بطول 4 كيلومترات عبر فوهة (سوندهانوكور)، وقد صرحت السلطات الأيسلندية بأن آثار الثوران ما زالت محلية، ولم تتعد حدود الجزيرة، علمًا بأنه تم إغلاق الطرق حفاظًا على أمن وسلامة السكان.

ماذا تعرف عن بركان أيسلندا؟
اقرأ أيضًا: التأثيرات البيئية لثوران بركان تال.. دمار يهدد التنوع البيولوجي
أقوال المتخصصين عن بركان أيسلندا:
لقد أثار تجدد ثوران بركان أيسلندا فضول الكثير من علماء الجيولوجيا وخبراء الطقس، ومن أهمهم:
- هالدور بيورنسون رئيس قسم الطقس والمناخ في الوكالة النرويجية للأرصاد الجوية، الذي صرح لبوابة الأخبار الأيسلندية أن هذه المرة وعلى عكس الانفجارات السابقة فإن الحمم البركانية المنطلقة من فوهة البركان لا تتجه إلى مدينة (غريندافيك)، التي تم إخلاؤها في ديسمبر الماضي عندما ثار البركان أول مرة، بعد عودته إلى الحياة حيث كان خامدًا لمدة طويلة تصل إلى 800 عامًا.

أقوال المتخصصين عن بركان أيسلندا
- ماغنوس توما غودموندسون، عالم جيوفيزيائي استطاع التحليق فوق مراكز الانفجارات، وصرح بأنه إذا استمر هذا على هذا النحو، فلا يوجد خطر على مدينة (غريندافيك)، مضيفًا إنه بالطبع لا يعرف ما قد يحدث في المستقبل القريب، وأن رأيه هذا بناءً على ما حدث حتى الآن، ولكنه توقع أن يصل البركان إلى ذروته، ثم يبدأ في التراجع مثل ما حدث من قبل في الانفجارات السابقة.
ردود الأفعال حول بركان أيسلندا:
بالرغم من خطورة البركان وآثاره المفجعة، إلا أنه مع تداول الأنباء بعدم خطورة البركان حتى الآن وعدم تهديده للمدينة، ومع تزايد انتشار أخبار الانفجار، توجه البعض من الفضوليين إلى نقاط المراقبة القريبة لمشاهدة هذه الظاهرة الطبيعية المذهلة، التي تبدو أنها ستصبح عامل جذب سياحي لهذه المدينة، وهذه بعض آراء مشاهدي الانفجار من نقاط المراقبة الخاصة:
- يقول ماهنور علي، وهو أمريكي من ولاية ماريلاند: “إنه اعتقد إنها الأضواء الشمالية فقط، وإن هذه الانفجارات هي أروع شيء شاهده في حياته كلها”.

ردود الأفعال حول بركان أيسلندا
- الصديقان أمير الدين من ماليزيا وشوهي مياميتو من اليابان: “إنهما حضرا لزيارة صديق لهما آيسلندي، وسمعوا الأخبار وهرعوا بسرعة إلى مكان المراقبة القريب من الانفجار”، وقالت ماميتو اليابانية: “إن لديهم في اليابان العديد من البراكين، ولكن لا يمكنها رؤية الحمم البركانية كما تراها الآن، ولا يُتوقع أن يؤثر هذا الثوران في السفر الجوي، أو حركة الطائرات”.
وبالرغم من تجدد ثوران بركان أيسلندا بعد 800 عامًا من الخمود والخمول، إلا أنه يبدو أن الوضع ما زال هادئًا وغير خطير بدليل عدم إخلاء المدينة والمناطق المجاورة لها، كما يحدث عادة في مثل هذه الطوارئ، ولم يؤثر أيضًا على حركة الطيران.
اقرأ أيضًا: تسونامي اليابان.. الكوارث الطبيعية والتكنولوجيا في صراع مستمر
كتبت: سحر علي.