فيلم حياة الماعز

في زمن تُعد السينما الهندية ظاهرة ثقافية عالمية لا يمكن تجاهلها وخاصة بوليوود، وقد لاقت الدراما الهندية قبولًا واسعًا خاصة في العالم العربي، كان من الطبيعي أن يحدث فيلم حياة الماعز (Goat Life) جدلًا واسعًا بين أوساط النقاد والعامة، فكرة أن الفيلم عن قصة واقعية أعطت للعمل طابعًا إنسانيًا قويًا، ربما الجدل المثار حول الفيلم حد ذاته يدل على نجاح الفن في التأثير على المجتمع.

قصة فيلم حياة الماعز:

تدور أحداث فيلم حياة الماعز حول الشاب الهندي المسلم نجيب، الذي استطاع بصعوبة توفير فرصة عمل في المملكة العربية السعودية، لم يكن نجيب يتحدث اللغة العربية، لذلك انتظر في المطار إلى أن يأتي (الكفيل)، الشخص المسئول عنه وعن تسليمه للعمل، وعندما تأخر استغل أحد الأشخاص ذلك وأوهم نجيب وصديقه أنه كفيلهم، وأخذهم إلى الصحراء للعمل في رعاية الغنم كالعبيد، وتلقى نجيب معاملة غير آدمية في هذا المكان، إلى أن استطاع الهرب في النهاية بمساعدة أحد سكان هذه المدينة.

قصة فيلم حياة الماعز
قصة فيلم حياة الماعز

اقرأ أيضًا: قلب موازين مهرجان كان السينمائي.. الفيلم المصري رفعت عيني للسما

آراء متناقضة بين مؤيد ومعارض فيلم حياة الماعز:

تباينت آراء النقاد والمشاهدين حول الفيلم، فهناك من اعتبر أن الفيلم إهانة للمملكة وشعبها، إذ تقدم الرواية صورة صادمة عن المعاناة التي يتعرض لها العمال المهاجرون، مما أثار الجدل حول حقوق الإنسان واستغلال العمال، فيما اعتقد البعض أن الرواية التي تحولت إلى فيلم لا تهدف للإساءة لأي شعب، فهي قصة إنسانية حول شاب تعرض للظلم أثناء محاولة الوصول لعمل يحسن من حالته الاجتماعية، إذ أن من أنقذه في النهاية شخص من المملكة أيضًا.

آراء متناقضة بين مؤيد ومعارض فيلم حياة الماعز
آراء متناقضة بين مؤيد ومعارض فيلم حياة الماعز

الفرق بين القصة الحقيقية وفيلم حياة الماعز:

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي قصة الرواية الحقيقية، وفيما يلي بعض الاختلافات بين الحقيقة وقصة الفيلم:

الفرق بين القصة الحقيقية وفيلم حياة الماعز
الفرق بين القصة الحقيقية وفيلم حياة الماعز
  • لم يكن بطل الفيلم (نجيب) مسلمًا من البداية.
  • لم يُصاحب البطل صديق له في رحلته منذ البداية، ولكن تعرف على شخص هندي معه يعمل في رعي الأغنام أيضًا.
  • لم يشر صديقه إليه بالهرب، بل نصحه بأن يطلب أجرًا من صاحب العمل فرفض، فطلب منه أن يتركه يذهب فرفض، فانتقم لنفسه بأن أمسك بعصا حديد وضرب بها الرجل حتى مات، فتم القبض عليه، واجتمع أهل الحل والعقدة وجمعوا له الدية، وقبلها أولاد القتيل بعد ما علموا ما تعرض له الشاب الهندي من ظلم على يد أبيهم، وتم العفو عنه وأسلم حين رأى هذا التسامح، وعاد إلى بلده سالمًا.

نعلم جميعًا أن العمل الدرامي لا يخلو من المبالغة والحبكة الدرامية، ولكن الجدل الذي أثاره فيلم حياة الماعز ليس سوى دليل على نجاحه في إيصال أفكاره إلى المشاهد، وإثارة الوعي بالقضايا الإنسانية الملحة، فمن خلال سرد قصة مؤثرة ومعاناة حقيقية تمكن الفيلم من فتح حوار مجتمعي حول حقوق العمال والمهاجرين، فالعمل الفني لا يهدف فقط إلى المتعة، بل من أهدافه إثارة القضايا المجتمعية، وإن كانت بصورة مبالغة لإيصال المشاعر والفكرة.

اقرأ أيضًا: فيلم الجنة الآن.. تساؤلات مفتوحة حول جدلية الموت والحياة

كتبت: علا وليد.