تعتبر الصحة النفسية الدرع المركزي الحامي للدروع الجسدية والنواقل الكيميائية التي تضمن سير الأداء الوظيفي لها، فهي ترتبط بها ارتباطًا وثيقًا بفضل ترابط شبكات الأعضاء والهرمونات ببعضها البعض، وهذا يتشكل في أهميتها باعتبارها جزءًا لا يتجزأ في الصحة المعنوية والجسدية للفرد، فما مفهومها؟ وماذا علينا أن نفعل حتى نحافظ عليها؟
مفهوم الصحة النفسية:
الصحة النفسية (mental health) هي حالة صحية تعبر عن المؤشرات النفسية لدى الفرد الظاهرة خلال التعامل مع الضغوطات الحياتية الملازم معها تحديات كبرى، إثر المواقف والتجارب التي يواجهها الفرد، التي يتطلب معها تعزيز الصلابة النفسية لديه حتى لا ينهار أمام تلك التحديات، مما يساعد على تحقيق التوازن النفسي في شتى النواحي الحياتية.
اقرأ أيضًا: تعرف على أشهر الأمراض النفسية وطرق علاجها
التحديات النفسية في العصر الحديث:
أصبح العصر بؤرة من التحديات النفسية الصعبة التي لها دور مؤثر في زعزعة نفسية الفرد، وهذا يشير إلى الاضطرابات النفسية التي باتت جزءًا لا يتجزأ في هذا العصر بفضل انتشارها بشكل كبير بين الأجيال مثل: القلق المزمن، التوتر، إلى جانب الاكتئاب، وهذا يولد بسبب عوامل تطورية قد دخلت إلى عالمنا فضلًا عن إيجابياتها، ولكن لا ننكر أن لها سلبيات فائقة قد تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية شديدة، وتلك التحديات تكمن في التالي:
- كثرة الضغوطات الاجتماعية.
- الانغماس في العالم الافتراضي.
- زيادة المقارنات الاجتماعية.
- الجنون بالتفاعلات عبر مواقع التواصل.
- انقطاع التواصل بفضل التكنولوجيا المتزايدة.
- زيادة حدة انتشار الأمراض النفسية.
كل تلك العوامل قد أظهرتها الدراسات الأجنبية عن حجم تأثيرها على النفسية، إذ أن يحدث انخفاض في مستوى الرضا النفسي للأفراد، مما يعزز من تزايد معدلات الاكتئاب، التي تحتم علينا تبني استراتيجيات علاجية مبتكرة للتعامل بفعالية مع تلك التحديات.
العلاقة بين النشاط البدني والصحة النفسية:
تبين أن هناك صلة بين النشاط البدني والصحة النفسية وفقًا لدراسة أجنبية حديثة أظهرت خلال تجاربها العلمية أن النشاط البدني له دور محفز في آلية عمل العقل والمشاعر المتصلة بمؤشرات الصحة النفسية، وهذا يأتي خلال تركيز الفرد على ممارسة الرياضة بشكل منتظم، حيث أثبتت أن الرياضة تسهم في تعديل الحالة المزاجية ليصبح الإنسان بدوره أقل عرضة للإصابة بالقلق أو الاكتئاب، مما يعزز من المشاعر الإيجابية، وهذا يدل على أهمية جعل الرياضة أسلوب حياة لك حتى تحظى بصلابة نفسية لا يمكن أن تتزعزع بسهولة.
تقنيات التحسين النفسي والعقلي:
تشير الدراسات الأجنبية إلى أن التقنيات الدماغية والنفسية تلعب دورًا حاسمًا في تقوية الصحة النفسية المتزامن مع تعزيز العافية للفرد العاكس بدوره على أدائه الحيوي في كافة الأنشطة اليومية، وتنحصر هذه التقنيات في ممارسة التأمل، والتفكير بشكل إيجابي وأيضًا الاسترخاء، وتلك الطرق ستساعد في خفض مستويات التوتر والقلق المعزز من جودة التركيز والتفاعل الاجتماعي.
ويوصى كثيرًا أنه لا بد من العناية بالصحة النفسية فهي المحرك المركزي للجسم الذي يعينك على أداء أنشطتك اليومية، حيث يعزز من الشغف والطاقة ما يجعلك أكثر نشاطًا وحيوية.
اقرأ أيضًا: الاحتراق النفسي.. كيف يؤثر عليك وكيفية علاجه؟
كتبت: جهاد محمد.