في صباح الثالث والعشرين من سبتمبر، استيقظ العالم على وقع أحداث غير مسبوقة في لبنان، بداية الحرب في لبنان لم تكن مجرد غارات جوية مكثفة شنها الجيش الإسرائيلي بزعم استهداف حزب الله، بل كانت شرارة لصراع أعمق وأكثر تعقيدًا، خلف هذا القصف تكمن سيناريوهات غامضة تبدأ بتعطيل أنظمة الاتصالات وعمليات اغتيال دقيقة، مما يغرق لبنان في فوضى شاملة، الحرب هنا ليست فقط طائرات وصواريخ، بل هي لعبة استخباراتية تُحاك في الظل، حيث تُرسم ملامحها خلف الكواليس، وفي هذا المقال سنكشف خفايا هذه الهجمات ونوضح كيف أن الحروب تبدأ غالبًا من حيث لا يتوقعها أحد.
بداية الحرب في لبنان غارات وأسرار خفية:
مع بداية الحرب في لبنان، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات مكثفة على الأراضي اللبنانية، حيث كان الهدف المُعلن هو تدمير قدرات حزب الله العسكرية، لكن هل كانت هذه الغارات مجرد غطاء لشيء أكبر؟ يبدو أن الأحداث قد بدأت قبل أيام عبر هجمات سرية وتجهيزات دقيقة، مما يثير تساؤلات حول ما يحدث خلف الكواليس، قبل هذه الغارات شنت المخابرات الإسرائيلية عملية استخباراتية متقدمة استهدفت البنية التحتية لحزب الله، حيث دمرت أجهزة البيجر وأجهزة الاتصالات الخاصة بعناصر الحزب، مما جعلهم في حالة من العجز التام عن التواصل، ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد.
فقامت إسرائيل باغتيال قادة الجناح العسكري لحزب الله، والمعروفين بفرقة الرضوان، بعد أن قصفت ملجأهم المحصن في الضاحية الجنوبية بصواريخ خارقة للحصون أطلقتها طائرات إف 16، أسفرت هذه العملية عن مقتل جميع القيادات، وعلى رأسهم إبراهيم عقل القائد الذي اشتهر بلقب (الشبح)، وبعد تلك العمليات ارتفع التصعيد ليشمل قصفًا غير مسبوق لمواقع حزب الله في مختلف أنحاء لبنان، فأعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي أن سلاح الطيران استهدف 300 موقعًا في ضربة شاملة، مؤكدًا أن الحرب بدأت للتو، مما أثار الرعب بين سكان الضاحية الجنوبية الذين أُمهلوا ساعتين فقط لمغادرة المنطقة.
اقرأ أيضًا: طوفان الأقصى.. انتفاضة جديدة تهز الاحتلال الإسرائيلي
ضحايا الحرب في لبنان.. أرقام تتزايد كل دقيقة:
مع تصاعد الهجمات، أسفرت الغارات عن استشهاد 274 شخصًا منهم 39 امرأة و24 طفل، وإصابة نحو 1025 آخرين في حصيلة أولية، هذه الأرقام ما زالت في ارتفاع مستمر مع استمرار الهجمات، مما يعمق من حجم المأساة الإنسانية.
إيران وحزب الله:
في ظل هذه الأحداث، يبدو أن إيران وقادتها يعيشون في عالم منفصل، فبينما يمد الرئيس الإيراني يده للغرب في الأمم المتحدة، تتعرض ميليشياته في لبنان للتدمير دون أي تحرك يُذكر، وحتى بعد اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، لم نرَ أي رد فعل حقيقي من إيران.
هل يتكرر سيناريو فلسطين في لبنان؟
الأحداث الدامية في لبنان تشبه بشكل كبير ما حدث في فلسطين، حيث تتكرر مشاهد الدمار والقتل في بلد عربي آخر، ومع ذلك يقف العالم العربي عاجزًا، مكتفيًا بالدعاء والدعوة للنصر والثبات.
مع كل هجوم وتصعيد، يتزايد الشعور بأن الحرب في لبنان قد تكون في بداياتها، هل ستتمكن الأطراف من التوصل إلى حل؟ أم أننا أمام فصل جديد من صراع طويل لا نهاية له في الأفق؟ فقط الأيام القادمة تحمل الإجابة.
اقرأ أيضًا: مجمع الشفاء الطبي في غزة.. هل سيصمد أمام القصف والحصار؟
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.