مع بداية العام الدراسي كل عام، يذهب أولياء الأمور إلى منطقة حي الفجالة؛ لشراء كل المستلزمات التي يحتاجونها لأبنائهم بداية من المسطرة حتى الحقيبة المدرسية، حيث معروف منذ زمن طويل إن الفجالة سوق المستلزمات الدراسية والكتب المختلفة، من علمية وثقافية وروايات أدبية، لكل المراحل الدراسية وبأسعار في متناول أيدى الجميع.
ومع تطور العصر وابتعاد الكثيرين عن الكتب الورقية، والتوجه إلى قراءتها عن طريق الإنترنت، أو الاهتمام بأشياء أخرى غير الكتب، قل الاهتمام بالمكتبات، وتحول بعضها إلى محال لبيع مستلزمات العمال والأدوات الصحية، وفي هذا المقال عزيزي القارئ سنلقي الضوء على حي الفجالة وتاريخه منذ إنشائه وحتى الآن.
تاريخ حي الفجالة:
يبدأ حي الفجالة من شارع رمسيس وينتهي عند أول شارع باب الشعرية، وقديمًا لم يكن لهذا الشارع أية علاقة بالبيع أو الشراء، ولكنه كان منطقة خالية وأرض فضاء، ويقال إنه كان يسمى شارع (الطبالة)، ويعود هذا الاسم ذلك لفترة الصراع بين الخليفة المستنصر بالله الفاطمي بمصر وبين الخليفة العباسي القائم بأمر الله في بغداد، حيث انتهى بانتصار الخليفة الفاطمي في المعركة، وبهذه المناسبة انشدت مطربة الخليفة الفاطمي وغنت له؛ فرحًا بهزيمة العباسي، ومن شدة إعجاب الخليفة الفاطمي بأغانيها، أهداها هذه المنطقة وكانت مطلة على النيل، وأطلقت عليها اسم الطبالة.
وظلت المنطقة معروفة بهذا الاسم، حتى جاء مصر بدر الجمالي قائد الجيوش في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله، وقام ببناء بساتين حول تلك المنطقة، وأطلق عليها اسم (بساتين الجيوشي)، واستمرت هكذا إلى أن أصابها الإهمال ولم يعد يهتم بها أحد حتى عهد الخديوي إسماعيل، الذي قام بتطوير المنطقة الواقعة على جانبي السكك الحديد وكانت (الفجالة) جزءا منها.
اقرأ أيضًا: شارع النبي دانيال في الإسكندرية.. ملاذ الكتب المستعملة والتاريخ
سبب تسمية حي الفجالة:
أطلق على الفجالة هذا الاسم نسبة للمزارعين الذي سكنوا هذه المنطقة، وكانوا يزرعون الفجل، واستمر هذا الاسم حتى يومنا هذا.
معلومات عن حي الفجالة:
- يضم الحي عددًا كبيرًا من الكنائس الكبيرة والمعروفة مثل: كنيسة العذراء، وكنيسة رابطة دير القدس.
- في الحي عدد من المساجد المعروفة مثل: مسجد أمهات المؤمنين، ومسجد الفتح بميدان رمسيس.
- أشهر معالم الحي المستشفى القبطي، التي تم تصوير عدة أعمال سينمائية بها.
- يوحد بها بعض المدارس الخاصة، ومدارس اللغات، مثل مدرسة اليوسفية للروم الكاثوليك، حيث كان أغلب سكانها قديمًا من الأرمن.
- يعتبر الحي مركزًا لصناعة حلاوة المولد الشريف في منطقة بين الحارات والشرم الكبير، وهما المصدر الأول لحلوى المولد للقاهرة والمحافظات الأخرى.
- يتميز سكانها بالطيبة والتسامح سواء كانوا مسلمين أو مسحيين.
- تعتبر الفجالة حاليًا مركزًا لمحال السيراميك والأدوات الصحية، وأيضًا مركزًا لكل الشركات في هذين المجالين بكل مستلزماتهما، وتتشعب تلك المحال والمخازن الخاصة بهما حتى في الشوارع الجانبية للحي.
وفي نهاية هذه الجولة في حي الفجالة، ذلك الحي الذي بدأ بالفرفشة وكان اسمه الطبالة، ثم انتهى بالمدرسة ومستلزماتها مع اسمه الفجالة، الذي يعود لمزارعي الفجل في المنطقة.
اقرأ أيضًا: شارع الموسكي .. تاريخ أكبر سوق شعبي في مصر
كتبت: سحر علي.