مفتاح العودة

بعد خمسة وسبعين عامًا من النضال المستمر للشعب الفلسطيني الصامد، يظل مفتاح العودة واحدًا من أهم الرموز الفلسطينية للحلم الفلسطيني المنتظر بالعودة والرجوع إلى بيوتهم وأرضهم المحتلة، ولهذا لا يخلو بيت فلسطيني من هذا المفتاح الذي يرمز إلى حق العودة للديار، التي هجرها ما يقرب من 800 ألف فلسطيني إجبارًا واضطرارًا أثناء نكبة حرب 1948م، حيث خرجوا جميعًا من بيوتهم قهرًا وظلمًا وقسرًا إلى مخيمات داخل فلسطين وخارجها، ولكن الحلم بالعودة ما زال موجودًا داخل كل فرد منهم كبيرًا وصغيرًا.

ما مفتاح العودة؟

هو مفتاح الدار الذي خرج منه كل فلسطيني، حيث صار رمزًا لوجوب العودة إلى الأراضي المحتلة، وبالرغم من موت الأجداد أصحاب الدار الذين خرجوا بالفعل من بيوتهم، إلا أن هذا المفتاح إرث يورث من جيل إلى آخر، وحلم لا يموت بموت صاحبه أبدًا، ولأن المحتل الإسرائيلي يعلم ذلك جيدًا، فإن أكثر ما يخشاه هم الأطفال الصغار، الذين يحملون حلم أجدادهم داخلهم، بإصرار على تحقيقه، وهذا ما أكدته جولدا مائير (رئيسة وزراء إسرائيل) في أحد تصريحاتها في السبعينيات من القرن الماضي، حين قالت: “كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة”.

ما مفتاح العودة؟
ما مفتاح العودة؟

فهم يؤمنون بأن هؤلاء الصغار هم وقود العودة والطاقة التي لا تنضب، وأن في فلسطين شعبًا لا يموت، فبالرغم من قيام الاحتلال الإسرائيلي بجرائمه في الأراضي الفلسطينية منذ 75 عامًا، إلا أنهم ما زالوا يحلمون بالعودة من خلال مفتاح العودة، الذي يحمله الابن والحفيد، والرمز الذي يؤكد أن هناك بيتًا اغتصب، وأرضًا احتلت بالقوة.

اقرأ أيضًا: إسماعيل هنية على مسرح الأحداث الفلسطينية

المفتاح والكوشان رمزان للعودة:

منذ نكبة عام 1948م والفلسطينيون يحملون مفاتيح العودة، وكوشان الطابو (وثيقة تشبه عقد ملكية) الذي يثبت ملكيتهم لأراضيهم وبيوتهم في المدن الفلسطينية، التي أجبروا قسرًا على اخلائها والإقامة في مخيمات، وإذا كان المفتاح يعتبر رمزًا، فإن الكوشان هو وثيقة قانونية هامة تثبت للعالم كله الحق الفلسطيني في الأرض.

المفتاح والكوشان رمزان للعودة
المفتاح والكوشان رمزان للعودة

مدن وبلدات فلسطينية أكلها الاحتلال:

قد لا تكون البيوت التي يرمز إليها مفتاح العودة موجودة فعليًا الآن، فقد خرب الاحتلال الإسرائيلي المدن والبلدات التي احتلتها، وأقام مستوطنات وبلدات على أطلال تلك المدن الفلسطينية المدمرة، ولكن المفتاح ما هو إلا رمز يعبر عن وجود بيت وأرض يجب استرجاعهم، وما زالت هناك صورة في مخيلة كل فلسطيني، وهي صورة سيدة متمسكة بشجرة الزيتون في أرضها لتؤكد أن هذه الأرض يجب أن تعود لأصحابها.

مدن وبلدات فلسطينية أكلها الاحتلال
مدن وبلدات فلسطينية أكلها الاحتلال

وختامًا، لو كان مفتاح العودة رجلًا لصرخ وأخذ كل الفلسطينيين وطاف بهم حول اللد، وعكا، وحيفا، والجورة، ويافا، والقدس، والناصرة، وطبرية، والرملة، وبئر السبع، مؤكدًا أن أصحاب هذه الأرض الحقيقيين هم الفلسطينيون.

اقرأ أيضًا: رمز البطيخ.. قصة فنية تناقض القمع وتجسد صمود الشعب الفلسطيني

كتبت: سحر علي.