بينما يتصفح التاريخ صفحات فلسطين الدامية، تظل المجازر الإسرائيلية في فلسطين واحدة من أبشع فصول الظلم والقسوة التي شهدها العالم، من دير ياسين إلى مخيم صبرا وشاتيلا، لم تكن هذه المجازر مجرد أرقام بل قصصًا تروي المعاناة والدمار الذي أصاب أجيالًا كاملة، فكيف لدولة أن تتحدى القوانين الدولية وتغرق شعبًا في بحر من الدماء؟ في هذا المقال سنستعرض أبرز هذه المجازر المروعة التي ستبقى شاهدًا على وحشية لا تُنسى.

المجازر الإسرائيلية في فلسطين:

تعددت المجازر الإسرائيلية في فلسطين، ضاربة بكل دم بارد كل المواثيق الدولية، والاعتبارات الإنسانية، ومن أبرز هذه المجازر:

  • مجزرة دير ياسين في شهر أبريل 1948م:

قامت بهذه المجزرة جماعتان يهوديتان هما أرجون وشتيرن، في قرية دير ياسين غرب مدينة القدس، وأسفرت هذه المجزرة عن وقوع 250 ضحية أغلبهم من الأطفال وكبار السن والنساء، بدأت المجزرة فجرًا، حيث قامت العصابتان اليهوديتان باقتحام القرية؛ ليفاجئوا السكان النائمين ويرعبوهم ويقتلوهم.

مجزرة دير ياسين في شهر أبريل 1948م

مجزرة دير ياسين في شهر أبريل 1948م

اقرأ أيضًا: قصف مستشفى المعمداني في غزة.. جريمة حرب أم حادثة؟

  • مجزرة قرية الطنطورة في حيفا مايو 1948م:

في شهر مايو عام 1948م هاجم الجيش الإسرائيلي قرية طنطورة الواقعة جنوب مدينة حيفا، حيث قاموا بإطلاق النيران لعدة ساعات، مما أسفر عن أكثر من 200 قتيلًا فلسطينيًا، تم دفنهم في حفرة كبيرة أو ما يشبه المقبرة الجماعية، التي تم إجبار بعض الفلسطينيين على حفرها، وذلك وفقًا لما تم نشره حينها في صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

  • مذبحة اللد في شهر يونيو 1948م:

في الجنوب الشرقي من مدينة يافا وفي الشمال الشرقي من مدينة الرملة، تقع منطقة اللد، وفي تلك المذبحة قام الجنود الإسرائيليون بمطاردة المدنيين الفلسطينيين، وإطلاق النيران عليهم، كما أطلقوا القنابل اليدوية داخل المنازل الفلسطينية والمساجد وغيرها، وأسفرت تلك المجزرة عن قتل أكثر من 400 فلسطينيًا، لدرجة أن أحد الصحفيين قال: “أن جثث الرجال والنساء والأطفال ظلت في شوارع المدينة، تحت الشمس لمدة 10 أيام أو أكثر”.

  • مذبحة خان يونس في شهر نوفمبر عام 1956م:

في يوم 3 نوفمبر عام 1956م قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بمذبحة في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة ضد اللاجئين الفلسطينيين، وراح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيًا، ثم قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد هذه المجزرة بتسعة أيام بقتل 275 فلسطينيًا من المدنيين في نفس المخيم، مع أكثر من 100 فلسطيني آخر في مخيم رفح للاجئين.

مذبحة خان يونس في شهر نوفمبر عام 1956م

مذبحة خان يونس في شهر نوفمبر عام 1956م

  • مذبحة الأقصى الأولى في شهر أكتوبر 1990م:

في يوم 8 أكتوبر عام 1990م حدثت مذبحة الأقصى الأولى في مسجد الأقصى بمدينة القدس، عندما حاول متطرفون يهود يعرفون باسم (جماعة أمناء جبل الهيكل) الدخول إلى المسجد الأقصى، وتسبب ذلك في وقوع اشتباكات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تدخل فيها الجيش الإسرائيلي وقام بإطلاق النيران داخل ساحات المسجد، مما أسفر عن قتل 21 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 150 آخرين، حيث ظل القتلى والجرحى داخل ساحات المسجد لمدة 6 ساعات حتى تم إخراجهم.

  • مذبحة الحرم الإبراهيمي في فبراير 1994م:

في يوم 25 فبراير 1994م قام (باروخ جولدشتاين) وهو طبيب يهودي متطرف، بإطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين المصلين لصلاة الفجر بالحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، الذي تزامن مع شهر رمضان المبارك، وقتل في هذه الواقعة حوالي 29 فلسطينيًا وأصيب 150 آخرين.

  • مجزرة جنين في شهر أبريل 2002م:

كانت عملية توغل للجيش الإسرائيلي داخل مخيم جنين، حيث استمرت هذه العملية لمدة 10 أيام، قامت خلالها القوات الإسرائيلية بفرض حصار على مدينة جنين، وسيطرت على مداخل ومخارج المدينة، وأسفرت المجزرة عن قتل حوالي 59 فلسطينيًا، وتدمير أجزاء كبيرة من المخيم.

مجزرة جنين في شهر أبريل 2002م

مجزرة جنين في شهر أبريل 2002م

  • مجزرة مخيم صبرا وشاتيلا سبتمبر 1982م:

تعتبر مجزرة صبرا وشاتيلا واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في العصر الحديث، حيث استمرت المذبحة 3 أيام، منذ يوم 16 سبتمبر حتى يوم 19 من نفس الشهر، وراح ضحية هذه المجزرة حوالى 1300 فلسطينيًا ولبنانيًا.

ختامًا، تمثل المجازر الإسرائيلية في فلسطين جرحًا عميقًا في الضمير الإنساني، حيث تجسدت فيها أقصى درجات القسوة والظلم، وستبقى هذه المجازر شاهدًا على حقبة مؤلمة من التاريخ الفلسطيني، تتوارثها الأجيال كرمز للصمود وطلبًا للعدالة التي طال انتظارها.

اقرأ أيضًا: مذبحة خان يونس.. صفحة مظلمة في تاريخ الظلم والمقاومة

كتبت: سحر علي.