يعد كتاب أحجار على رقعة الشطرنج للكاتب الكندي وليام جاي كار الذى صدر عام 1955، أحد الكتب القليلة التي ترفع الستار عما يحدث في الخفاء والغرف المغلقة لمن يديرون هذا العالم، فهذا الكتاب يؤكد أن هناك مجموعة بشرية وتحديدًا بعض العائلات المالية التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة هم من يديرون العالم ماليًا واقتصاديًا وسياسيًا، فإذا أردت أيها القارئ الكريم أن تتعرف عن خطط وأدوات تلك العائلات في إدارة العالم؛ فتابع السطور القادمة.
محتوى كتاب أحجار على رقعة الشطرنج:
اعتقد أن اختيار اسم كتاب أحجار على رقعة الشطرنج مناسب بل عبقري لمحتوى الكتاب، حيث إن الكاتب يتخيل أن ممالك الأرض ودوله وإمبراطوراته، ما هي إلا أحجار على رقعة شطرنج أرضية، ونحن أو من يديرون العالم من خلف الستار يعطون الأسماء لأحجارهم، فيسمون هذا الحجر وزيرًا، وهذا الحجر عسكريًا، وهذا الحجر حصانًا أو طابية، ويحددون لكل حجر خطواته وإمكانياته التي لا يستطيع تجاوزها، فصنعوا من شعوب ودول ملوكًا ومنحوهم المال والعلم والثقافة والتقدم والتكنولوجيا، فهم الأحجار البيضاء التي صممت اللعبة لتمنحهم التقدم والفرصة والفعل الأول.
اقرأ أيضًا: اكتشف قوة التفكير الإيجابي.. مراجعة شاملة لكتاب نورمان فينسنت بيل
فكل من يلعب الشطرنج يعرف أن الجيش الأبيض له حصرًا ميزة بداية اللعبة، فهو فقط من يبدأ المعركة، فيحدد الزمان الذي يروق له، واللعبة تمنحه فرصة أن يكون دائمًا سابق منافسه بخطوة، وهذه الخطوة هي في أغلب الأوقات سبب انتصار الجيش الأبيض على منافسه الجيش الأسود الذي يكون دائمًا رد فعل لهوى المنافس، فمنافسه هو من يحدد وقت وزمن بداية الحرب أو المنافسة، والأسود يفرض عليه أن ينتظر، وتفرض اللعبة عليه أن يكون متأخرًا ماليًا واقتصاديًا وعسكريًا عن منافسه بخطوة ربما كانت خطوة تقدر بأمتار أو خطوة تقدر بأميال أو ربما خطوة تقدر بقرون من التقدم الاقتصادي والحضاري والمالي.
ثم يقولون للجيش الأسود العب إنما هي خطوة، كيف لجيش أسود من إفريقيا تم نهب أمواله وموارده وإفساد نظامه الاجتماعي والتعليمي عبر عشرات السنين من الاحتلال الأبيض، وتكبيل هذا النظام الأسود بالديون الدولية وزرع بذور الاختلاف القبلي والعرقي والديني بين مكوناته، ومنع هذه الدولة السوداء من تحصيل العلوم الحديثة وفرض عليها حصارًا تكنولوجيًا وماليًا وتصنيعيًا وضرب صناعتها الوليدة بالإغراق والسلع الرخيصة.
وفي النهاية، نطالب هذا الجيش الأسود أن يلعب مع الجيش الأبيض الذي يمد بكل أسباب الحياة، من أموال ورؤوس أموال أجنبية ومنتجات وأسلحة واتصالات يستوردها الأسود من الأبيض، ثم نقول للأسود العب للفوز على الأبيض، إنما هو يتقدم عليك بخطوة واحدة، إن اللعبة وصانعيها قد حددوا الفائز والخاسر قبل أن يبدأ اللاعبان المنافسة، هذا بالضبط ما يحدث على المستوى الدولي وعلى رقعة الكرة الأرضية، وفي المقال القادم سنغوص أكثر في متن كتاب أحجار على رقعة الشطرنج.
اقرأ أيضًا: كتاب الغباء البشري.. اكتشف لماذا الأغبياء يسيطرون على العالم؟
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.
