من شبابيك إلى القمة.. رحلة الكينج محمد منير الفنية

محمد منير

محمد منير

كان محمد منير أكثر من مجرد مغني، بل عاشق لكل لحظة في الحياة، بدأ الغناء عندما كان يطل من (شبابيك) (وسط الدايرة)، أحب الفتاة (أم المريلة الكحلي) التي كانت تستحي عندما تراه ويقول لها: “اتكلمي”، كان يحزن إذا وجد (شجر الليمون دبلان على أرضه) ويفرح عندما يشم رائحة (نعناع الجنينة)، كان هائمًا (في عشق البنات) حتى قال: “أنا قلبي مساكن شعبية”، أعطى موعدًا لحبيبته السمراء وانتظرها بشوق قائلًا: “الليلة يا سمرا”، وعندما جاءت قال لها: “تعالي نلضم أسامينا”.

تعلم منير الفن والغناء على يد نجوم النوبة أمثال الخال الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، والفنان الكبير الملحن أحمد منيب -رحمهما الله-، إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن أسرار ومحطات حياة الكينج الفنية والشخصية التي صنعت منه أسطورة، فهذا المقال يحمل لك كل ما تود اكتشافه.

ماذا تعرف عن محمد منير؟

محمد منير (وشهرته الكينج) هو مغني وممثل مصري، معروف بموسيقاه التي يمتزج فيها الجاز بالموسيقى النوبية المتميزة، وكلمات أغانيه التي تبدو بسيطة بالرغم من أنها عميقة وصعبة الفهم أحيانًا، بالإضافة إلى أسلوبه وأدائه المتميز، ومظهره الذي لا يلتزم فيه بتقاليد الطرب والمطربين خاصة في تصفيفه لشعره، وطريقة وقوفه، وإمساكه بالميكروفون، وحركاته العصبية أثناء الغناء في حفلاته على المسرح.

ماذا تعرف عن محمد منير؟

اقرأ أيضًا: 125 عاما على ميلاد كوكب الشرق.. أم كلثوم أسطورة لا تنتهي

نشأة محمد منير وبداياته:

اسمه بالكامل محمد منير أبو زيد جبريل متولي، ولد في يوم 10 أكتوبر عام 1954م، في قرية منشية النوبة بمدينة أسوان، أنهى فترة تعليمه الأساسي وقضى فترة صباه في أسوان، ثم هاجر مع أسرته إلى القاهرة بعد غرق قريته مع قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر بسبب السد العالي في أوائل السبعينيات، كان محبًا للغناء منذ صغره، وكان يغني لزملائه في المدرسة، ولرفاقه في الجيش.

التحق بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، حيث تخرج من قسم الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون، وقد شجع منير على موهبة الغناء أخوه الأكبر فاروق، وكان يتمتع هو أيضًا بصوت عذب وجميل، ولكنه أراد تحقيق حلمه من خلال أخيه الأصغر، لذلك كان فاروق الأب الروحي لمنير، فقام بتوجيهه ورسم طريقه الفني منذ البداية، ومن محاسن الصدف كما يقولون ارتباط فاروق بصداقة مع اثنين غرسوا بذور بدايات منير الفنية وهما الشاعر عبد الرحيم منصور والملحن النوبي الكبير أحمد منيب.

نشأة محمد منير وبداياته

ومنذ أن سمعا صوت منير حتى أدركا أنهما في طريقهما لصنع أسطورة غنائية حقيقية يجب أن تكتمل، وبعد اجتماع الثلاثي منير وعبد الرحيم منصور وأحمد منيب، انضم إليهم الموسيقار هاني شنودة، الذي زاد المجموعة تميزًا بما أضافه لفريق العمل من ألحانه وتوزيعاته الغريبة المتميزة، وبالفعل قام هؤلاء المبدعون بتشكيل مزيج رائع ونادر من الموسيقى النوبية مع موسيقى الجاز الغربية، وفي عام 1977م بدأت الانطلاقة الأولى لمحمد منير من خلال ألبوم (علموني عنيكي)، ثم ألبوم (شبابيك) في عام 1081م الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، ونسب مبيعات هائلة.

محمد منير والسينما:

قام منير بالمشاركة في عدد من الأفلام السينمائية المعروفة، بدأها من خلال كاميرا المخرج الكبير يوسف شاهين في عام 1986م بفيلم (اليوم السادس) مع الفنانة العالمية الراحلة داليدا، ثم فيلم (الطوق والأسورة) للمخرج خيري بشارة، وشارك في بطولته مع الفنانة شريهان، ثم جاء فيلم (المصير) في عام 1977م؛ ليشهد التعاون الثالث بين منير والمخرج يوسف شاهين، وشارك الفيلم في العديد من المهرجانات الدولية، وحصل يوسف شاهين على جائزة خاصة في الذكرى الـ 50 لمهرجان كان السينمائي، وقدم منير في الفيلم عدة أغاني كان أبرزها أغنية (علي صوتك) التي فاز عنها بجائزة أفضل مطرب في مسابقة MEMA.

حياة محمد منير الشخصية:

في يوم 18 أبريل 2014م أعلن منير عن زواجه من فتاة مصرية من أصل نوبي ومقيمة باريس، اسمها (داليا يوسف)، إلا أنه صدم الجمهور بانفصاله عنها بشكل مفاجئ، بعد حوالي شهرين من الزواج.

أهم أعمال محمد منير:

قد تتعجب عزيزي عندما تعرف أن أبرز أعمال منير على الإطلاق هي أغنية لمقدمة ونهاية مسلسل الأطفال الكرتوني المصري الشهير (بكار)، حيث حقق نجاحًا كبيرًا بين مختلف الأوساط ومختلف الأعمار، داخل مصر والوطن العربي.

ألبومات محمد منير الغنائية:

قدم منير العديد من الألبومات الغنائية الناجحة، من أبرزها:

  • علموني عنيكي 1977.
  • بنتولد 1978.
  • شبابيك 1981.
  • اتكلمي 1983.
  • وسط الدايرة 1987.
  • أسامينا 1991.
  • الليلة يا سمرا 1993.
  • من أول لمسة 1996.
  • في عشق البنات 2000.
ألبومات محمد منير الغنائية

أهم أفلام محمد منير:

شارك منير في بطولة العديد من الأفلام السينمائية المعروفة والناجحة، أهمها:

  • حدوتة مصرية 1982.
  • المصير 1997.
  • يوم حلو ويوم مر 1988.
  • اليوم السادس 1986.
  • البحث عن توت عنخ آمون 1995.

وفي الختام، يبقى محمد منير رمزًا فنيًا تجاوز حدود الغناء ليصبح جزءًا من حياة جمهوره، بصوته وبكلماته التي تجمع بين الحب والحكمة، كما يقول هو دائمًا: “علي صوتك بالغنا.. لسه الأغاني ممكنة”، فمع كل أغنية من أغانيه نجد قصة تروي جزءًا من حياتنا، وسنظل نرددها جيلًا بعد جيل.

اقرأ أيضًا: 100 عام على ميلاد محمد طه مطرب المواويل

كتبت: سحر علي.