في الآونة الأخيرة لاحظنا انتشار ظاهرة إفلاس الرياضيين والمشاهير، حيث أعلن عدد من الرياضيين والمشاهير عن إفلاسهم وأنهم يحتاجون إلى أي عمل؛ ليقوموا بالوفاء بالتزاماتهم العائلية والشخصية، وهذا ما دفع الكثير من الناس للاندهاش والتعجب؛ لأن هؤلاء المشاهير والرياضيين قد كسبوا عشرات الملايين من أعمالهم الدرامية والرياضية أو الفنية، فأين ذهبت تلك الأموال؟ وكيف يتحول شخص مشهور يتسابق الجميع لتحيته والتقاط الصور بجواره إلى شخص معدم لا يجد قوت يومه؟ هذا ما سنعرفه في السطور القادمة.
ظاهرة إفلاس الرياضيين والمشاهير:
في تقرير لإحدى الصحف الرياضية الأمريكية وهي صحيفة (Sports lnustiated)، ذكرت إن 87% من الرياضيين الأثرياء يعودون إلى حالة الفقر التي بدأوا منها حياتهم مرة أخرى، ويفقدون أموالهم التي جنوها طيلة أيام تألقهم في الملاعب وحصولهم على مرتبات خيالية، وأبرز الأمثلة على ذلك هي قصة حياة لاعب الملاكمة الأشهر مايك تايسون، الذي فقد 400 مليون دولار، وهذا هو مجمل ثروته من مباريات الملاكمة والإعلانات، فقد أعلن افلاسه وعاد كشخص عادي يقدم نفسه لأية شركة إعلانات أو أفلام؛ للمشاركة ولو لدقائق ليحصل على بضعة دولارات لا تكفي لتلبية احتياجاته من طعام وشراب ومسكن.
اقرأ أيضًا: كيف تحقق شركات اليوني كورن نجاح تجاري باهر في مجال الاعمال؟
ما الأسباب وراء ظاهرة إفلاس الرياضيين والمشاهير؟
نجد هنا علامة استفهام كبيرة، وأسئلة تطرح نفسها: ما الأسباب وراء ظاهرة إفلاس الرياضيين والمشاهير؟ ولماذا يحدث ذلك لأشخاص امتلكوا المال والشهرة والأصدقاء؟ وكيف فقدوا ثرواتهم؟ والإجابة على هذه الأسئلة تنقسم إلى جزئين:
-
أولًا تنمية الثروة:
للأسف لا تقوم مدارسنا بدراسة أهم منهج في الحياة وهو كيف ننمي ثرواتنا، فضلًا عن كيف نحقق ثروة وكيف ندير تلك الثروة، إن مدارسنا تعطينا علوم أغلبها لا نستخدمه في حياتنا العملية؛ لذلك نخرج إلى الحياة العامة نحمل شهادات جامعية، لكننا لا نعرف شيء عن كيف سنعيش في هذه الحياة، وكيف نحصل على المال، وكيف ننمي هذا المال، وكيف نحافظ على هذا المال ونديره بأمان حتى يكون درعنا الواقي وحصننا الحصين إذا تغيرت الدنيا وعبث وجهها أمامنا بعد فرح وإقبال.
فتكون مدخراتنا التي استثمرنها في أوعية آمنة هي الملاذ الأمن من تقلبات الدنيا، فلا نحتاج إلى إعلان إفلاسنا وإراقة ماء وجهنا، وطلب المساعدة من المعارف والأصدقاء الذين سيختفون مع اختفاء أموالنا وثرواتنا، فتعلم أيها القارئ الكريم علوم إدارة وتنمية الأموال، وتعرف على الأوعية الاستثمارية الآمنة، وانفق من وقتك ومجهودك لتتعرف على الأنشطة الاقتصادية في بلدك والبلاد المحيطة بك وأي منها يحقق النجاح والأمان والاستدامة لأموالك ومدخراتك.
-
تعلم الثقافة المالية:
إن من أهم أسباب إفلاس الرياضيين والمشاهير ومن على شاكلتهم هو إن حينما يحصلون على الشهرة والثراء يعيشون في مستوى مادي مرتفع؛ فينفقون الكثير من أموالهم على الأزياء والسلع الفاخرة والسيارات الفارهة والحفلات الصاخبة الممتلئة بالضحكات والسعادة والانفاق غير المحسوب، وربما تكون تلك الحياة معقولة من وجهة نظر البعض، لكنها غير معقولة وغير مبررة عندما تخفت أو تظلم أضواء الشهرة وتشح الأموال وتنعدم المرتبات.
لكن معظم هؤلاء المشاهير يصرون على عدم التنازل عن حياة الرفاهية، وينفقون من مدخراتهم وأموالهم على بقاء تلك الحياة والاستمتاع بكل الرفاهية التي اعتادوا عليها، وفي النهاية عندما تنتهي أموالهم ومدخراتهم يرغمون على بيع ممتلكاتهم الواحدة تلو الأخرى، حتى يعودوا إلى نقطه الصفر أو النقطة التي بدأوا منها رحله كفاحهم الطويلة، ولا يملكون إلا الذكريات ومرارة الأيام التي تمر ثقيلة على كل محتاج مفلس.
وختامًا، بعد أن استعرضنا ظاهرة إفلاس الرياضيين والمشاهير وتعرفنا على الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، ينبغي أن نقول لا تكن من هؤلاء وخطط ليومك، ولا تترك الأهواء والملذات تتحكم بك، وتحكم بصرامة في أوجه إنفاقك لأموالك واستثمرها في مجالات آمنة، وتعلم الثقافة المالية واتخذ لك مرشدًا أمينًا في عالم المال والأعمال، حتى لا تضطر أن تفلس وتعود كما بدأت مثل هؤلاء المشاهير المفلسين.
اقرأ أيضًا: أفضل دول العالم في الاستثمار المالي.. أين يتجه الأثرياء في 2024؟
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.