في 9 أكتوبر فقدت الهند أبو صناعة السيارات الهندية وأول من صنع سيارة هندية خالصة، إنه رجل الأعمال الأشهر في الهند وآسيا راتان تاتا رئيس مجلس إدارة شركة تاتا القابضة، التي تنتظم تحت عباءتها 26 شركة فرعية داخل الهند وفي مختلف دول العالم، فمن هو تاتا؟ وما قصة كفاحه؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور القادمة.
بداية راتان تاتا المتعثرة:
ولد راتان تاتا في عام 1937 في الهند، وينتمي إلى عائلة بارسية غنية، تخرج من التعليم الثانوي ودخل إلى كلية الهندسة المدنية، وبعد التخرج أصبح مهندسًا معماريًا بجامعة كريتون في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1962عاد إلى الهند ليعمل في شركة والده العائلية تاتا للصناعة والتجارة، بدأ العمل في الشركة وتدرج في مناصبها حتى تولى قيادة المجموعة في تسعينات القرن الماضي.
وكان يحلم تاتا ببناء سيارة هندية 100%، لكن مشروعه قابل صعوبات كثيرة حتى أنه قاد مفاوضات لبيع مصنع تاتا موتورز لشركة لاند روفر، ولكن الشركة لم تقبل عرض الشراء وأخبرت تاتا إن الصناعة الهندية صناعة متخلفة عن ركب التطور والتكنولوجيا العالمية، وأن الثمن الذي طلبه مبالغ جدًا.
اقرأ أيضًا: مايكل ديل.. من شغف الطوابع إلى قمة تكنولوجيا المعلومات
ثأر راتان تاتا وانتصار عالمي:
بعد هذا اللقاء العاصف ألغى تاتا فكرة بيع شركة تاتا موتورز، وصمم على تصنيع أول سيارة هندية، وبعد تعب وجهد مضني ظهرت للوجود أنديكا أول سيارة هندية، ونجحت السيارة ونجح راتان وتنوعت استثماراته في جميع المجالات، حتى يقال إنه لا يوجد منزل في الهند ليس بداخله منتج من شركات تاتا من الشاي حتى الثلاجات والسيارات والصلب، وبعد عقد من الزمن في بداية القرن الواحد والعشرون واجهت شركات لاند روفر وجاكوار مشاكل مالية وتم عرض الشركتين للبيع أو الاستحواذ.
وهنا تذكر تاتا ثأره القديم وقدم عرض للاستحواذ على الشركتين الأشهر في مجال السيارات بالعالم، وتمت الصفقة وأصبح تاتا والهند هما صاحبتا تلك الشركات العريقة في صناعة السيارات من شركة فورد العريقة، وضم رتان لهما الشركة الأولى في إنجلترا لصناعة الصلب اسمها كروس جروب بمبلغ 12 مليار دولار، وتوجد شركة تاتا في مئة دولة عبر العالم تقوم بتوظيف 350 ألف موظف أغلبهم من الهند، وتبلغ إيرادات المجموعة 165 مليار دولار سنويًا، كما تقدر مجموعة تاتا بمبلغ 365 مليار دولار.
إرث رتان تاتا بعد وفاته:
توفي راتان تاتا بعمر 86 عامًا، غير متزوج وترك إمبراطورية تاتا دون وريث، لكنه أنشأ العديد من الشركات والصناديق للأعمال الخيرية والمشاركة المجتمعية؛ لرفع المعاناة عن شعب الهند، وقد نعاه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بقوله: “إن تاتا زعيم صاحب رؤية ثاقبة، وإنسان عطوف وغير عادي”، كما أعلنت السلطات في الهند الحداد ليوم واحد على وفاته.
وهكذا، يُسدل الستار على حياة راتان تاتا، الرجل الذي وضع الهند على خريطة صناعة السيارات العالمية، واستطاع أن يحول التحديات إلى إنجازات تُدرّس في ريادة الأعمال، ورغم وفاته ستظل بصماته محفورة في كل منزل هندي، ليبقى اسمه مرتبطًا بكل ما هو مميز وقوي.
اقرأ أيضًا: كيمونز ويلسون.. من عربة الفيشار إلى سلسلة فنادق عالمية
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.