تشكل الانتخابات الأمريكية حدثًا ذا تأثير عالمي، فنتائجها لا تنعكس على الولايات المتحدة وحدها، بل تطال الاقتصاد والسياسة في دول العالم، وفي هذا السباق الانتخابي الحاسم يتنافس المرشحان ترامب وكامالا هاريس بشدة، حيث تنصب اهتمامات رجال المال والأعمال عليهما لما لهما من رؤى مختلفة تجاه الاقتصاد الأمريكي والعالمي، ولأن الولايات المتحدة تمتلك قوة اقتصادية ضخمة تقودها عبر الدولار والمؤسسات المالية كالبنك الفيدرالي وصندوق النقد الدولي، يتساءل الجميع: من سيكون الأنسب لقيادة هذه القوة الاقتصادية؟
ترامب وكامالا هاريس والاقتصاد المحلي:
يعلم دونالد وكامالا هاريس أن الملفات الاقتصادية الداخلية تلعب دورًا كبيرًا في جذب الناخبين، حيث يهتم المواطن الأمريكي بالدخل الشخصي، الأسعار، الضرائب، والتضخم، ويركز دونالد في حملته على خبرته الاقتصادية وتجربته الناجحة في مجال الأعمال، معتمدًا على سياسات الحزب الجمهوري المنضبطة، بينما تتوجه كامالا هاريس إلى الطبقة الوسطى، وتقدم لهم وعودًا تخفف من العبء الاقتصادي عبر تخفيضات ضريبية تصل إلى مئة مليار دولار.
اقرأ أيضًا: النظام الرئاسي الأمريكي.. دراسة في التأثيرات الداخلية والخارجية لانتخابات 2024
ترامب ودور صانع السلام:
يظهر دونالد في حملته كرجل يسعى لتحقيق السلام العالمي، مدعيًا قدرته على إنهاء الأزمات الدولية مثل: الحرب الروسية الأوكرانية، والصراعات في الشرق الأوسط، ويتداول البعض أن هناك تفاهمًا غير رسمي بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن يبقى الصراع في غزة ولبنان حتى يدخل دونالد البيت الأبيض ليظهر بدور صانع السلام، مما يمنحه دعم الناخبين الراغبين في استقرار عالمي يؤثر إيجابيًا على الاقتصاد الأمريكي.
خطط هاريس لكسب الناخبين وتوجيه الانتقادات لترامب:
لاحظ الحزب الديمقراطي ضرورة التركيز على الجانب الاقتصادي في حملته، فبدأت هاريس تعِد بتخفيضات ضريبية كبيرة للطبقة الوسطى لتحسين الوضع المالي للمواطنين الأمريكيين، وفي الوقت نفسه تركز في حملاتها الانتخابية على توجيه الانتقادات لدونالد، حيث تسلط الضوء على ما تصفه بنقص في لياقته الذهنية والجسدية لقيادة البلاد، ما يجعل الناخبين يفكرون في جدوى إعادة انتخابه.
تأييد الاقتصاديين لترامب ودعم العملات المشفرة:
يحصل دونالد على تأييد من بعض الاقتصاديين، لا سيما المهتمين بالعملات المشفرة، حيث يخطط لجعل الولايات المتحدة القوة الأكبر في هذا المجال، كما هو الحال مع الدولار؛ لصد محاولات دول مثل: الصين، وروسيا؛ لإنشاء نظام اقتصادي عالمي جديد، بينما تركز هاريس على قضايا متعلقة بتعزيز الاقتصاد المحلي عبر تخفيف الضرائب.
في نهاية هذا السباق الانتخابي، يبقى التساؤل: من سيصل إلى البيت الأبيض ويقود الاقتصاد الأمريكي والعالمي؟ ترامب بخططه لدعم العملات المشفرة ودوره كصانع للسلام، أم كامالا هاريس بتخفيضاتها الضريبية ودفاعها عن مصالح الطبقة الوسطى؟ الساعات القليلة المقبلة ستكشف عن هوية القائد القادم.
اقرأ أيضًا: كامالا هاريس.. هل تكون أول رئيسة تفوز بالبيت الأبيض؟
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.