تخيل طائرًا لا يطير، يبدو أقرب إلى الثدييات من الطيور، ويعيش ليلًا تحت ظلال غابات نيوزيلندا الممطرة، إنه طائر الكيوي، ذلك الطائر الفريد الذي لا يُشبه غيره، رغم حجمه الصغير وأجنحته التي لا تُعينه على التحليق، هل تساءلت يومًا كيف يستطيع هذا الطائر النجاة في عالم مليء بالمفترسات، وكيف يحمي بيضه وصغاره؟ انضم إلينا في رحلة استكشاف أسرار هذا الطائر وحقائق مذهلة عن حياته الغامضة.
ماذا تعرف عن طائر الكيوي؟
طائر الكيوي طائر لا يطير، ولهذا يطلق عليه الطائر غير الطيار، له بنية جسدية تشبه الطيور، فهو لديه ريش ولكنه أقرب للثديات من الطيور، ويمكن معرفة أهم المعلومات عن هذا الطائر في النقاط التالية:
اقرأ أيضًا: أسرار انقراض طائر الدودو الذي أدهش العلماء طويلًا
-
شكل طائر الكيوي:
طائر ذو لونين، بني سادة وبني مرقط، يمتلك أجنحة صغيرة، ولكنها لا تعطيه القدرة على الطيران، ولديه عظام في الصدر غير مكتملة، كما إنه يمتلك ذيلًا قصيرًا وريشه يشبه الفرو، ويبلغ طوله من 14 إلى 18 بوصة، ووزنه من 1 إلى 2 كيلو جرام، منقاره في آخره فتحات للتنفس، ولديه شوارب تساعده في إيجاد الطعام.
-
أين تعيش طيور الكيوي؟
تعيش هذه الطيور في غابات نيوزيلندا، التي تتميز بانحدارها ورطوبتها، ووجود أنواع من الأشجار لا يمكن أن تجدها في مكان آخر، يعيش في الجحور، وجذوع الأشجار لأنه لا يستطيع الطيران.
-
أنواع طيور الكيوي:
توجد خمسة أنواع لهذه الطيور، وهي: البني، والمنقط الكبير، والمرقط الصغير، والتوكويكا، والراوي وهو من أندر الأنواع.
-
وقت نشاط طائر الكيوي:
ينشط طائر الكيوي ليلًا؛ ليبحث عن طعامه، يتغذى على الحشرات والديدان واليرقات، والنباتات والقواقع، والعناكب، أو الفواكه مثل: التوت، وبعض الثمار المتساقطة من الأشجار، ويعتمد على حاسة الشم والسمع ليلًا؛ لأن عينيه الصغيرتين لا تمكنه من الرؤية بشكل كامل، لذا يتحسس طريقه ليلًا، ويسمع ويشم ويعتمد على هذه الحواس أكثر من حاسة الرؤية.
-
نظام الغذاء لدى طائر الكيوي:
يرتبط نظام غذاء هذا الطائر بموسم التكاثر، حيث تزداد شراهته على الطعام في هذا الموسم، وهناك بعض العوامل الطبيعية التي تؤثر سلبًا في موسم التكاثر مثل: الجفاف والفيضانات، أما عن الماء فيتم الحصول عليه من الطعام الذي يتناوله، حيث تحتوي الديدان على نسبة 85% من الماء، ولهذا نجد أن هذا الطائر يستطيع التأقلم في البيئات الجافة، بالإضافة إلى أنه طائر ليلي، ولا يتعرض كثيرًا لأشعة الشمس خلال النهار، وهذا الأمر يجعله لا يشعر بالعطش.
-
تكاثر طائر الكيوي:
يبدأ هذا الطائر بالتكاثر عند بلوغه الثلاث سنوات، تبدأ مرحلة التزاوج بين شهري يوليو وفبراير، وتعد طيور الكيوي من الطيور أحادية الزواج، أي أنها تتزوج مدى الحياة، حيث يقوم الذكر بإصدار أصوات نخير ليجذب انتباه الأنثى إليه، ثم تهرب الأنثى أو تحاول اخافته عند عدم رغبتها بالتزاوج، ولكن إذا أبدت اهتمامًا يتم التزاوج، وتدوم فترة التزاوج حوالي 3 أسابيع حتى تبدأ البيضة بالتكون، وفي هذه الفترة يتضاعف حجم الأنثى، وتبدو أكبر حجمًا من الذكر.
-
وقت وضع بيوض طائر الكيوي:
بيضة هذا الطائر كبيرة مقارنة بجسم الأنثى، فقد يبلغ متوسط حجمها 15% من وزن جسم الأنثى، وقد يصل وزنها إلى 450 جرامًا، ويقوم الذكر باحتضان البيض، وهذه العملية تستغرق من 74 إلى 90 يومًا.
-
المخاطر التي تواجه طائر الكيوي:
أهم خطر يواجه هذا الطائر أنه مهدد بالانقراض؛ بسبب تعرض بيض وصغار الطائر للافتراس من الحيوانات الأخرى مثل؛ القوارض، والقطط، وابن عرس، والكلاب، ولهذا تختبئ صغار الكيوي وسط النباتات وفي الجحور في الغابة؛ هربًا من الصقيع والحيوانات المفترسة.
-
معلومات أخرى عن طائر الكيوي:
يقوم هذا الطائر بحفر جحره بمخالب قدميه القوية، كما أنه يلجأ لتمويه مدخل العش خاصة عندما تضع الأنثى البيض؛ لحمايته من الافتراس، وذلك عن طريق قذف التراب إلى الخلف عند مدخل الجحر، لإخفائه عن عيون المفترسين، وهذه هي الطريقة التي يدافع بها عن صغاره، ويحمي بها عشه.
وفي نهاية رحلتنا مع طائر الكيوي، نرى كيف يعكس هذا الكائن الصغير قدرة الله في خلق مخلوقات فريدة تتحدى قوانين الطبيعة بطرقها الخاصة، على الرغم من أنه لا يطير، إلا أنه يتميز بصفات عجيبة تمكنه من النجاة والتكيف، وكما قال تعالى: “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها”، فسبحان من وهب هذا الطائر القدرة على البقاء في بيئته وحمايته لصغاره بأساليب فريدة.
اقرأ أيضًا: دليل شامل لعصافير الكوكتيل.. من الفقس إلى البلوغ
كتبت: سحر علي.