معروف أن الأحلام هي ما يراه النائم في منامه، ولكن هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك ما يسمى بمتلازمة أحلام اليقظة Maladaptive daydreaming، وهي مفهوم نفسي يستخدم للتعبير عن نشاط التخيل الواسع الذي يحل محل التفاعل البشري، وقد يكون سببه متعلقًا بالإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة، أو إساءة المعاملة التي يتلقاها المصاب، الذي يشجعه على الانفصال عن عالمه وكيانه المادي، وفي السطور القليلة القادمة سنتناول أهم المعلومات عن هذه المتلازمة بشيء من التفصيل.
أسباب متلازمة أحلام اليقظة:
هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى الانغماس في أحلام اليقظة، أهمها:
- التعامل مع التوتر والألم عن طريق الهروب إلى عالم خيالي، يكون فيه الشخص هو المسيطر على ما يتمناه، بحيث يشعر بالرفقة والألفة والهدوء.
- التخطيط المسبق، والتفكير في نتائج قرارات معينة بشكل كبير قبل البدء في تنفيذها.
- انخفاض الحالة المزاجية والشعور بالقلق خاصة بما يتعلق بأحداث المستقبل، الذي يزيد من الشعور بالاكتئاب.
- قد تكون أحلام اليقظة أحد أعراض الوسواس القهري، حيث توجد لدى الشخص أفكار ودوافع غير منطقية تؤدي به لأفعال وتصرفات يتخيلها في خياله.
اقرأ أيضًا: متلازمة الميتومونيا.. هل حلم الثروة المفاجئة يجعلك تهرب من الواقع؟
أعراض متلازمة احلام اليقظة:
بالرغم من أن هناك الكثير من الأعراض لهذه المتلازمة، إلا أنه ليس ضروريا أن كل شخص مصاب بهذه المتلازمة يعاني من كل الأعراض، ومن أهم هذه الأعراض:
- محفزات معينة لدى الشخص، تؤدي إلى إطلاق أحلام اليقظة، مثل: الكتب، والأفلام، والموسيقى، وحتى أثناء ركوب السيارة.
- صعوبة في النوم، وصعوبة في النهوض من الفراش؛ بسبب الرغبة بالاستمرار في أحلام اليقظة.
- القيام ببعض الحركات من دون وعي، عن طريق الهمس، أو التحدث، أو القيام بتعبيرات بالوجه، أو بنوع من الحركات المتكررة تدل على انغماسهم في أحلام اليقظة.
- غالبًا ما تكون الأوهام مفصلة داخل عقول المصابين، فقد تكون مشابهة لرواية أو فيلم.
- لدى الكثير من المصابين في أذهانهم أكثر من عالم خيالي واحد؛ لأن كل عالم من هذه الأحلام لديه الشخصيات والأماكن والحبكة الخاصة به.
- قد يتعلق المصابون بمتلازمة أحلام اليقظة عاطفيًا بشخصيات تلك الأحلام، بالرغم من معرفتهم أن هذه الشخصيات وهمية، وهذا العالم ليس حقيقيًا، وهذا هو الفرق بين المصاب بمتلازمة أحلام اليقظة وبين شخص يعاني من مرض الفصام.
علاج متلازمة أحلام اليقظة المفرطة:
حتى الآن لا يوجد علاج نوعي لهذه المتلازمة، ولكن في عام 2018م تمت دراسة على حالة شخص، حيث خضع لعلاج استشاري لمدة ستة أشهر، يتضمن معالجة سلوكية وإدراكية وتأملًا ذهنيًا، وأدى هذا العلاج إلى تقليل الوقت الذي يقضيه المصاب في أحلام اليقظة إلى النصف أو أكثر، وقام بعض الباحثين باقتراح تقنية تسمى التعرض ومنع الاستجابة (ERP)، وهذه التقنية تعمل على تقليل أو إيقاف أحلام اليقظة من خلال تغيير نهايات القصص، بجعلها غير سارة للشخص.
كما وجد الباحثون في عام 2008م، أن الدواء المسمى الفلوفوكسامين (Luvox) كان فعالًا في حالة شخص مصاب بمتلازمة أحلام اليقظة، حيث ساعده على التحكم بها، وهذا الدواء يوصف أيضًا لعلاج مرضى الوسواس القهري.
والآن عزيزي القارئ بعد هذه المعلومات عن ما يعرف بمتلازمة أحلام اليقظة، عليك بالرضا بالواقع مهما كان، ومواجهة أية مشاكل أو محاولة حلها، حتى لا تهرب منها إلى واقع افتراضي تخلقه في خيالك وتعيش فيه حياة افتراضية لا حياة فيها.
اقرأ أيضًا: رحلة الانتظار.. كيف ينعكس تأثير متلازمة الحياة المؤجلة على حياتنا؟
كتبت: سحر علي.