هناك الكثير من القصص التي تتناقلها الأجيال بعضها حقيقي وبعضها خيالي، شجرة دم الأخوين هي إحدى هذه القصص المعروفة في اليمن، التي يقال إنها تحكي قصة أول قطرة دماء سالت على الأرض، بعدما قتل قابيل أخاه هابيل، تعال معي عزيزي القارئ في السطور القليلة القادمة لنتعرف على سر هذه الشجرة بين الحقيقة والأسطورة.
شجرة دم الأخوين:
شجرة دم الأخوين هي شجرة توجد في جزيرة تسمى (سوقطرة) باليمن، تشبه المظلة والغريب فيها هو سبب تسميتها أيضًا أن جذعها عند شقه أو حتى خدشه يخرج مادة لزجة حمراء قرمزية تشبه الدم، ولهذه الشجرة قصة أو أسطورة تتناقلها الأجيال في اليمن، التي تحكي عن أول قطرة دم أو أول نزيف ارتبط بأول جريمة على الأرض بين الأخوين قابيل وهابيل.
شجرة دم الأخوين
ووفقًا للأسطورة فإن قابيل وهابيل كانا أول من سكن جزيرة سوقطرة، وأنه عندما قتل قابيل أخاه هابيل وسال الدم نبتت شجرة دم الأخوين، كما يقال أن هذه الشجرة الجميلة كانت نبتة مقدسة في الديانات القديمة في عهد الحميريين والفراعنة والأشوريين، وقد استدلوا على ذلك من خلال النقوش القديمة التي وجدوها هناك.
اقرأ أيضًا: المحميات الطبيعية في صعيد مصر.. جمال نادر لا يعرفه الكثيرون
قيمة شجرة دم الأخوين:
تعتبر هذه الشجرة (وتسمى أيضًا شجرة دم التنين) واحدة من أغرب الأشجار في العالم، ومن أهم ما تتميز به هذه الشجرة بالإضافة إلى شكلها الخارجي وما ذكرناه سابقًا، أن لها قيمة طبية كبيرة، حيث يستخرج من لحائها نوعًا من الصمغ قرمزي اللون، وهو يستخرج من قشر النبات وحراشيف الثمار، ويستخدم في بعض العلاجات والاستشفاء، بالإضافة إلى استخدامه في الصباغة والدهان، وقد ذكر هذه المادة أهم أطباء العرب القدامى وعلى رأسهم ابن سينا.
قيمة شجرة دم الأخوين
وهذه المادة تستخدم اليوم في علاج تشققات المعدة، وإيقاف النزيف في أي عضو أو مكان داخل الجسد، وكذلك تدخل في صناعة معاجين الأسنان كمادة مطهرة للثة، وتدخل في صناعة الورنيش، وفي صباغة الرخام، وفي صناعة بعض المراهم الطبية، وحبر الطباعة وغيره، كما يستخدمها سكان وأهالي جزيرة سوقطرة لتزيين جدران المنازل من الخارج والأواني الفخارية، الجدير بالذكر أنه في عام 1992م أصبحت منطقة (سوقطرة) تندرج تحت (اتفاقية التنوع البيولوجي) التي وقعتها الحكومة اليمنية مع منظمة اليونسكو، وأصبحت رسميًا من مواقع التراث الطبيعي العالمي، كما أصبح الموقع أيضًا من المواقع البحرية العالمية صاحبة الأهمية البيولوجية، حيث أعلنت ذلك منظمة اليونسكو في يناير 2017م.
وهكذا عزيزي القارئ تعرفنا على شجرة دم الأخوين، وقصتها ما بين الحقيقة والأسطورة، وقيمتها الطبية والأثرية في دولة اليمن بصفة خاصة وعلى مستوى العالم كله.
اقرأ أيضًا: المحميات الطبيعية في بلاد الشام.. كنوز خفية تنتظر استكشافك
كتبت: سحر علي.