قبل الحديث عن الطفل والطفولة في يومهما العالمي، كلنا يعلم جيدًا أن طفل اليوم رجل الغد الذي سيكمل المسيرة نحو التقدم والازدهار، أو نحو التخلف والانهيار، ولهذا اهتمت الأمم المتحدة بذلك وأعلنت في عام 1954م يومًا اسمته يوم الطفل العالمي، واعتبرته مناسبة عالمية يُحتفل بها في 20 نوفمبر من كل عام لتقوية الترابط الدولي، وزيادة الوعي بين أطفال العالم وتحسين أحوالهم وظروف معيشتهم، وفي هذا الموضوع عزيزي القارئ سنتناول بعض الأمور المتعلقة بالطفل في يومه العالمي، وهل بالفعل حصل على حقوقه الأساسية والكافية لحياة هادئة مستقرة؟
تعريف الطفل:
الطفل هو أي شخص يقل عمره عن 18 سنة ولم يبلغ سن الرشد، وهذا هو التعريف الذي تضمنته وثيقة حقوق الطفل.
اقرأ أيضًا: إسرائيل تقتل أطفال غزة.. في اليوم العالمي للطفل
حقوق الطفل:
في يوم 20 نوفمبر 1989م، أصدرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل، وصدقت عليها كل الدول الأعضاء بشكل كامل، وتم إدراجها ضمن القانون الدولي، وقد بدأ في تنفيذها في 2 سبتمبر 1990م، بعد أن صادقت عليها الدول الموقعة، واشتملت الاتفاقية على عدة بنود اعتبرت أنها حقوق للطفل يجب الالتزام بها، وأهمها:
عدم التمييز:
فجميع الأطفال يمتلكون هذه الحقوق، بغض النظر عن من هم أو أين يعيشون أو أية لغة يتكلمون أو دينهم أو أفكارهم أو أشكالهم، إناثًا كانوا أو ذكورًا، أغنياء او فقراء، بصحة أو مرضى أو ذوي إعاقة، وغير ذلك من الاختلافات.
مصالح الطفل الفضلى:
على الحكومات أو الأشخاص البالغين أن يفعلوا الأفضل بالنسبة للأطفال، ويجب التأكد أن هؤلاء الأطفال يحصلون على الحماية والرعاية اللازمة لهم من والديهم، أو من أشخاص وجهات أخرى عند الحاجة لذلك.
تطبيق الحقوق على أرض الواقع:
على الحكومات التأكد من أن كل طفل في بلدها يتمتع بكل حقوقه التي ذكرتها الاتفاقية.
التوجيه الأسري أثناء نمو الأطفال.
الحياة والبقاء والنمو:
فلكل طفل الحق في الحياة والنمو بأفضل طريقة ممكنة.
الاسم والجنسية:
يجب تسجيل الأطفال عند ولادتهم، وأن يكون لكل طفل اسم وجنسية.
الهوية:
لكل طفل الحق في أن تكون له هوية خاصة به؛ ليعرف من هم والداه وأسمهما وجنسياتهما وأقاربه.
الحفاظ على الأسرة:
يجب عدم فصل الأطفال عن والديهم إلا في حالة عدم حصولهم على رعاية مناسبة وكافية منهما، ويجب أن يتواصل الطفل مع والديه إذا كانوا منفصلين.
الحماية من الاختطاف:
على الحكومات أن تمنع إخراج الأطفال من بلدانهم، إلا بعد موافقة الأب أو الوالدين.
احترام آراء الأطفال:
يحق للأطفال التعبير عن آرائهم ومشاعرهم بحرية خاصة في القضايا التي تؤثر عليهم، ويجب الاستماع لهم وتنفيذ آراءهم بجدية.
حماية الخصوصية:
على القانون أن يحمي خصوصية الأطفال، وعائلاتهم وبيوتهم واتصالاتهم من أي اعتداء.
الحماية من العنف والإساءة.
الأطفال اللاجئون:
من حق الأطفال الذين يتركون وطنهم إلى بلد آخر كلاجئين الحصول على المساعدة والحماية.
الأطفال ذوو الإعاقات:
من حق كل طفل من ذوي الإعاقات أن يعيش بأفضل صورة ممكنة، وأن تزال جميع العقبات أمامه كي يصبح مستقلًا، ويشارك بفاعلية في المجتمع.
الصحة، والماء والغذاء والبيئة النظيفة هي حق لكل طفل، وعلى الحكومات التأكد من حصول الطفل عليها.
مراجعة ومتابعة أوضاع الأطفال المودعين خارج منازلهم مثل: دور الرعاية، أو الجمعيات الأهلية أو الأطفال المتبنيين، للتأكد من حسن أوضاعهم وحصولهم على الرعاية المناسبة.
الوصول إلى التعليم:
لكل طفل الحق في التعليم، ووجوب أن يكون التعليم الأساسي مجانيًا، وأن يكون التعليم الثانوي و مدعما من قبل الحكومة، وينبغي تشجيع الأطفال على الذهاب إلى المدرسة، وعدم ممارسة العنف في المدرسة بأي شكل.
الراحة واللعب والثقافة والفنون:
فلكل طفل الحق في الراحة والاسترخاء واللعب مثل من هم في مثل سنه.
الحماية من العمل المؤذي:
يحق للأطفال، ومنع عمالة الطفل.
الحماية من التحرش والاعتداء الجنسي، بفرض عقوبات رادعة على مثل هذه الجرائم.
منع بيع والاتجار بالأطفال.
الحماية أثناء الحروب:
فلا يجوز إشراك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة في الجيش أو الحروب.
نشر حقوق الطفل على الجميع، والتوعية المستمرة بها.
ما أسعدنا ونحن تقرأ هذه البنود العظيمة، وما أتعسنا في نفس الوقت عندما نكتشف أنها مجرد حبر على ورق، أو أنها تكيل لمكيالين، عندما ننظر لأطفال غزة ولبنان، ونراهم يواجهون ظروفًا معيشية نحزن عند رؤيتها في الصور، وهم يعيشونها ليل نهار، تحت القصف والجوع والفقر والمرض والرعب والخوف، أين حقوق الطفل يا دعاة الحقوق؟ ويا كاتبي الاتفاقية؟ أم أن أقلامكم التي كتبت لا تعترف بأطفال غزة ولبنان وغيرهم من اللاجئين والمشردين؟ ولكن لهم الله القادر القاهر الناصر بإذنه وأمره -سبحانه وتعالى-.
موضوع احتفالية عام 2024:
شعار الطفل والطفولة في يومهما العالمي لهذا العام هو: (استمع إلى المستقبل! قف مع حقوق الأطفال) فمن خلال الاستماع إلى الأطفال، يمكننا إعمال حقهم بالتعبير عن أنفسهم، وفهم أفكارهم نحو عالم أفضل، وإعطاء أولوياتهم الجدية اللازمة لتكون واقعًا ملموسًا حقيقيًا أمامهم.
وختامًا في يوم الطفل والطفولة، كل ما نرجوه احترام الأطفال وحقوقهم، والالتزام بما جاء في الاتفاقية من عدم التمييز والحماية والرعاية، واعتبار أطفال غزة ولبنان والسودان من ضمن أطفال هذا العالم، وليسوا من كوكب آخر وكل عام.
اقرأ أيضًا: مأساة وتضامن.. أطفال مصر يغيرون قصة اليوم العالمي للطفل
كتبت: سحر علي.