تخيل أن تتحول علاقتك بالطعام من شيء طبيعي وأساسي إلى معركة يومية مليئة بالخوف والقلق، هناك من يعاني من فقدان الشهية العصبي، فيتجنب الطعام وكأنه عدو، ومن يعيش حالة الشراهة، فلا يستطيع التوقف عن تناول كميات كبيرة منه، تتشابك مشاعر التوتر والاضطراب النفسي، فما الذي يدفع البعض إلى هذه السلوكيات المتطرفة؟ وكيف يمكن فهم هذه الحالات التي تتسلل بهدوء إلى حياة المراهقين والشباب؟ في هذا المقال نغوص في تفاصيل هذه الاضطرابات النفسية والجسدية، ونستعرض الأسباب، الأعراض، والمضاعفات، بالإضافة إلى الحلول الممكنة لاستعادة التوازن.
فقدان الشهية العصبي:
فقدان الشهية العصبي قد يكون مرضًا نفسيًا عند حد معين، وهو يعني السير على نظام غذائي أو عدم تناول الطعام لدرجة يفقد عندها الشخص وزنه، فيصل إلى وزن أقل من وزنه المثالي، وفي هذه الحالة يعاني صاحبها من نوع من الخوف المرضي، وهو الخوف من الزيادة في الوزن، أو قد يعتقد الشخص أن وزنه زائد، ويبدأ باتباع طقوس قهرية لإنقاص الوزن.
اقرأ أيضًا: فقدان الشهية العصبي.. اكتشف كيف يمكن أن ينهي حياتك؟
الشراهة:
يطلق عليها أيضًا الشراهة العصبية أو اضطراب النهم الزائد للطعام، وهي حالة يقوم فيها الشخص بتناول كميات كبيرة من الطعام في مدة قصيرة، ثم يقوم بعدها بإجبار نفسه على القيء، أو استعمال الملينات للتخلص من كميات الطعام التي تناولها، وهذان الاضطرابان، سواء فقدان الشهية العصبي أو الشراهة يبدأن عادة في أوائل مرحلة المراهقة أو وسطها، ومثل العديد من الاضطرابات النفسية يبدو أن لفقدان الشهية والشراهة أسبابًا وراثية إذ نجدهما منتشرين في عائلات معينة.
أسباب وأعراض ومضاعفات فقدان الشهية العصبي والشراهة:
فقدان الشهية العصبي والشراهة لهما العديد من الأسباب والأعراض والمضاعفات، فمن الأسباب ما هو وراثي ويتعلق بالجينات الوراثية، ومنها ما هو هرموني؛ بسبب خلل معين يصيب الهرمونات، أو حدوث اضطراب في الغدة الدرقية، أما المضاعفات فقد تكون خطيرة وتصل إلى الاضطرابات الهرمونية مع غياب الدورات الشهرية، وهشاشة العظام، وحدوث اضطراب في المعدلات الحيوية للجسم مثل: معدل ضربات القلب، ومستوى السكر في الدم، وضغط الدم، مما قد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة لا قدر الله، وأما الأعراض فهي تختلف ما بين فقدان الشهية العصبي والشراهة، كما هي على النحو التالي:
أعراض فقدان الشهية العصبي:
- يبدأ المصابون بإلغاء بعض الأطعمة من الوجبات.
- في بعض الأحيان يعانون من وسواس المرض بشكل مفرط.
- الشعور بأنهم يبدون بدناء، بالرغم من أنهم في الواقع نحفاء.
- بالنسبة للنساء قد تتوقف الدورة الشهرية لديهن.
- مع هبوط الوزن تتدهور الصحة، فيشحب لون الوجه والبشرة أو يصفر، وتتقصف الأظافر، ويسقط الشعر.
- حدوث الإمساك، أو الأنيميا.
- تورم المفاصل والشعور بالبرد باستمرار، وقرح لا تلتئم.
- صعوبة التركيز والتفكير.
أعراض الشراهة:
- الاكتئاب خاصة بعد تناول وجبة دسمة.
- الشعور بالإرهاق والخمول.
- الإمساك، والانتفاخات، والإفرازات.
- تورم الغدد اللعابية، وتآكل مينا الأسنان.
- تقرح الحلق والتهابه.
- نتيجة استمرار القيء وفرط استعمال الملينات، قد يحدث فقدان خطير لكميات السوائل والمعادن المفيدة.
كيفية علاج فقدان الشهية العصبي والشراهة؟
لعلاج كل من اضطراب فقدان الشهية العصبي واضطراب الشراهة، يتم اتباع عدة مراحل، وتشمل:
- أولًا أن يكون العلاج مبكرًا، فعند اكتشاف أنك أو شخص ما تعرفه مصاب بفقدان الشهية أو الشراهة، فابدأ على الفور بالبحث عن المساعدة الطبية بأسرع ما يمكنك، وهناك حالات قد ينصح فيها الطبيب بدخول المستشفى إذا كان الوزن أقل من الوزن المثالي.
- ثانيًا العلاج المعرفي أو النفسي، وهو محاولة إقناع المصابين بأن وجهة نظرهم في أنهم زائدو الوزن خاطئة، وأن محاولاتهم لإنقاص أوزانهم ليست منطقية تمامًا، وكذلك الحال مع مصابي فقدان الشهية العصبي.
- ثالثًا العلاج الأسري وهو خطوة مهمة في العلاج، حيث يتم فيها مساعدة العائلات على فهم طبيعة المرض، وسلوك المصاب أو ردة فعله، حتى يمكن لهؤلاء المصابين بالاكتئاب أو بالعادات القهرية أن يتجاوبوا، خاصة وأن كثيرًا من الشابات الصغيرات مصابات إما بفقدان الشهية العصبي أو الشراهة وزيادة الوزن.
وفي النهاية عزيزي القارئ، لا يمكن التعامل مع النحيف أو السمين على أنهما شخصان طبيعيان، أحدهما لا يحب الطعام، والآخر يتلذذ به، بل تعامل مع الكثير منهم على أنهم مرضى، بعضهم مصاب بفقدان الشهية العصبي، والبعض الآخر مصاب بالشراهة، وهي أمراض نفسية أو وراثية يسهل علاجها بالتعاون بين الطبيب والمريض والأسرة.
اقرأ أيضًا: هل تعاني من اضطراب الأكل القهري؟.. إليك العلاج
كتبت: سحر علي.