فيروز.. مسيرة نجمة ساطعة في سماء الفن العربي

فيروز

فيروز

هي جارة القمر، وشهرتها فيروز، سفيرتنا إلى النجوم، أحبت سهر الليالي، واستيقظت ذات صباح قائلة يسعد صباحك يا حلو، أحبت بالصيف كانت تقابله عندما ينسم عليها الهوا، ولما هجرها حبيبها أرسلت إليه المراسيل، وكتبت له سألوني الناس عنك يا حبيبي، وعم يسألوني عليك الناس وكيفك أنت، ولما أحست بالوحدة طلبت من أحبائها قائلة زوروني كل سنة مرة.

من هي فيروز؟

هي نُهاد وديع حداد، المعروفة باسمها الفني فيروز، ولدت في يوم 21 نوفمبر 1935م بقرية الدبية، ونشأت في حارة زقاق البلاط ببيروت لأُسرة سريانية بسيطة الحال، والدها كان عاملًا في إحدى المطابع، بينما كانت والدتها (ليزا البستاني) ربة منزل، هي مطربة ومغنية وممثلة لبنانية، تعتبر من أقدم فنّاني العالم العربي، ومن فناني الزمن الجميل، ومن الجيل الذهبي للمسرح والموسيقى في لبنان.

من هي فيروز؟

اقرأ أيضًا: صوت نوفمبر الراقي.. فيروز وسيمفونيتها الفنية تحتفل بعام آخر من الإبداع

دراسة فيروز وبداية موهبتها:

برزت موهبتها الغنائية منذ طفولتها، حيث كانت المدرسة الابتدائية هي المحطة الأولى في رحلتها الفنية، فقد تميزت وبرعت في أداء الأناشيد المدرسية وحصلت على لقب (أجمل صوت) في المدرسة عندما كانت في الخامسة من عمرها، وفي عام 1946م خلال إحدى الحفلات المدرسية، سمعها الموسيقار والملحن محمد فليفل، ونصحها بأن تلتحق بالمعهد الموسيقي الذي كان مدرسًا فيه، ولكن رفض والدها فكرة أن تغني ابنته، ولكن نجح فليفل في إقناعه بعد أن أكد له أنها ستغني الأغاني الوطنية فقط، فوافق الأب بشرط أن يرافقها أخوها جوزيف خلال ذلك، وبالفعل تعلمت الغناء والنوتة الموسيقية بسرعة وإتقان شديد.

مسيرة فيروز الفنية:

بدأت مسيرتها الفنية بالانضمام إلى فرقة الأخوين فليفل، وقدمت معهم الأناشيد المدرسية والوطنية في الإذاعة اللبنانية، إلى أن سمعها رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة حليم الرومي، فأعجب بصوتها وعرض عليها العمل في الكورال، وهو من أطلق عليها اسم (فيروز)، وفي عام 1950م لحن لها أولى أغانيها (تركت قلبي وطاوعت حبك)، ثم بدأت بعد ذلك في تسجيل أغانيها على أسطوانات.

مسيرة فيروز الفنية

فيروز والرحبانية:

في خمسينيات القرن الماضي، التقت بالموسيقي عاصي الرحباني وبدأ مشوارهما الفني معًا حتى تزوجا عام 1955م، وإذا كان الملحن حليم الرومي هو من اكتشف صوتها، فإن انطلاق الصوت الفيروزي حدث بفضل عاصي الرحباني، حيث انطلق الأخوان رحباني (عاصي ومنصور) في أعمالهما الغنائية معها بالتزامن مع توسع موجات البث الإذاعي، فكان صوتها ثورة في الموسيقى العربية خلال الإذاعة اللبنانية في بيروت، والإذاعات العربية المختلفة، وفي عام 1957م كانت بطلة أول مهرجان شعبي لبناني للغناء والرقص أقيم في بعلبك، كما كانت أول من بدأ في مهرجانات معرض دمشق الدولي، حيث قدمت عدة مسرحيات مثل: جسر القمر، أيام فخر الدين، وحكاية الإسوارة.

وقد انطلقت أيضًا خارج حدود اللغة العربية، فقدمت بعض التجارب الغنائية باللغة الفرنسية والإنجليزية، بالإضافة إلى بعض التراتيل الدينية باللغة اليونانية، وفي عام 1961م بدأت جولاتها العالمية في كل من البرازيل والأرجنتين وأمريكا وبريطانيا وفرنسا، وللأسف لم يستمر هذا النجاح، حيث دُمرت المؤسسة الرحبانية الفيروزية عندما بدأت الحرب الأهلية اللبنانية، وتوقف نشاطها، خاصة بعد إصابة زوجها عاصي بانفجار دماغي ووفاته عام 1986م.

اقرأ أيضًا: عودة السحر.. نجاة الصغيرة تخلق لحظات لا تُنسى في بكر الشدي

فيروز وانفصالها عن الرحبانية:

بعد وفاة عاصي الرحباني انفصلت عن العائلة الرحبانية، وقامت بتجارب جديدة مع ملحنين ومؤلفين مثل: فيلمون وهبي، وزكي ناصيف، وغنت لكثير من الشعراء والمؤلفين مثل: ميخائيل نعيمة، وسعيد عقل الذي أطلق عليها لقب (سفيرتنا إلى النجوم)، كما لقبت بألقاب عديدة مثل: جارة القمر، أسطورة العرب، وملكة الغناء العربي، وبعد عدة سنوات من الابتعاد في صيف 1995، عادت وأحيت حفلًا في ساحة الشهداء وسط بيروت.

فيروز وانفصالها عن الرحبانية

كما أحيت (الليالي اللبنانية) في مهرجان بعلبك الدولي في صيف عام 1998م، وفي نهاية التسعينيات بدأت العمل مع ابنها زياد الرحباني على أسطوانتها، فأصدرت بعض الألبومات مثل: كيفك أنت، فيروز في بيت الدين 2000، وكان آخرها ألبوم إيه في أمل.

أهداف فيروز الغنائية:

طوال مسيرتها الفنية كان من أهدافها الفنية الغناء للأوطان والشعوب والحرية، وكانت طوال فترة الحرب الأهلية اللبنانية منقطعة عن الغناء؛ حتى لا يقال عنها أنها انحازت لفئة ضد أخرى، ولم تترك لبنان رغم فقدانها ابنتها (ليال) بسبب الحرب، كما اتجهت للقضية الفلسطينية عقب نكسة يونيو 1967م، فغنت (أوبريت عائدون) ومجموعة من الأغاني لفلسطين منها القصيدة الرائعة (زهرة المدائن).

اقرأ أيضًا: عندما يلامس الفن القلوب.. ماجدة الرومي تحتفل بـ 67 عاما من الإبداع

الجوائز والأوسمة التي حصلت عليها فيروز:

حصلت على أكثر من 15 وسامًا، من أهمها:

  • وسام الشرف من الرئيس اللبناني كميل شمعون 1957.
  • وساما الاستحقاق والأرز من الرئيس فؤاد شهاب عامي 1962-1963.
  • وسام النهضة الأردني 1963.
  • ميدالية الشرف الذهبية عام 1975.
  • في عام 1961 أصدرت سوريا طوابع بريدية تذكارية عليها صورتها.
  • حصلت على مفتاح مدينة القدس عام 1968، وجائزة القدس عام 1997.

الجوائز والأوسمة التي حصلت عليها فيروز

  • في عام 1988 تسلمت وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران.
  • في عام 1999 تسلمت مفتاح مدينة لاس فيجاس الأمريكية.
  • في عام 2005 منحتها الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتوراة الفخرية.
  • اختارها الصليب الأحمر الدولي كسفيرة لتمثيل العرب في العيد الخمسين لاتفاقية جني، وقد غنت حينها (الأرض لكم).
  • في عام 2012، منحتها الجامعة العربية لقب (سفيرة الفنانين العرب).
  • تم إصدار عدة أفلام وثائقية عن حياتها مثل فيلم (جارة القمر فيروز) من إنتاج قناة الجزيرة، وفيلم (وثائقي حياة فيروز) من إنتاج القناة الثامنة الفرنسية.

وفي النهاية، ستبقى فيروز صوتًا يعانق القمر وسفيرة تنقل أحلامنا إلى النجوم، وكما غنت: “سألوني الناس عنك يا حبيبي”، ستظل الأجيال تسأل عنها وتردد أغانيها بحب وشغف لا ينتهي.

اقرأ أيضًا: نجاة الصغيرة تغني الغيرة.. القصة وراء (ساكن قصادي وبحبه)

كتبت: سحر علي.