هل حقوق الإنسان حقيقة ملموسة أم مجرد شعارات براقة؟ منذ أن تبنت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أصبح هذا المفهوم محورًا أساسيًا للنقاشات الدولية والمبادرات الإنسانية، ولكن بين نصوص الوثائق وواقع الملايين حول العالم، يبقى السؤال الأهم: هل تحققت هذه الحقوق فعلًا للجميع؟ اكتشف في هذا المقال كيف تحولت من وثيقة رسمية إلى معركة يومية في وجه الظلم والتهميش.

حقوق الإنسان بين الحقيقة والشعارات:

يوم حقوق الإنسان (Human Rights Day)‏ هو يوم تم تحديده واختياره من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في اليوم العاشر من ديسمبر عام 1948، حيث تبنت حينها الجمعية الإعلان العالمي الأول، الذي يعتبر واحدًا من أكبر الإنجازات للأمم المتحدة، وقد حدث ذلك رسميًا في الاجتماع رقم 317 للجمعية العامة في يوم الرابع من ديسمبر عام 1950م، حيث أعلنت الجمعية العامة عن القرار رقم 423 (V)، الذي ينص على دعوة جميع أعضاء الدول والمنظمات ذات الصلة للاحتفال بهذا اليوم في التاريخ الذي يروا إنه مناسب.

حقوق الإنسان بين الحقيقة والشعارات

حقوق الإنسان بين الحقيقة والشعارات

ولقد احتل هذا اليوم مكانة كبيرة في المؤتمرات السياسية، والأحداث الثقافية، والمحافل الدولية، خاصة التي تتعامل مع قضايا حقوق الإنسان، وقد تم اختيار تاريخ العاشر من ديسمبر خصيصًا للاحتفال؛ لأنه اليوم التقليدي لإعلان جائزة الأمم المتحدة في هذا المجال، وأيضًا لأنه يوم تسليم جائزة نوبل للسلام، وفي هذا اليوم تحتفل عدد من الحكومات والمنظمات غير الحكومية المهتمة بهذا الشأن، فيقومون بإحياء ذكرى هذا اليوم عن طريق تقديم المساعدات للشعوب المحتاجة، التي تعاني من الفقر والجوع وانعدام الخدمات الإنسانية التي يجب توافرها للحياة والمعيشة.

اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. إليك أهم الحقوق الإنسانية ال 30

وثيقة إعلان حقوق الانسان:

إعلان حقوق الإنسان هو وثيقة تاريخية هامة في مجال حقوق الإنسان، قام بصياغتها والموافقة عليها ممثلون من جميع أنحاء العالم، واعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة باريس عام 1948م، وتم اعتبارها المعيار الذي يجب أن تستهدفه كافة شعوب العالم، حيث تم تحديد حقوق الإنسان الأساسية للمرة الأولى، التي يجب حمايتها عالميًا والتأكد من الالتزام بتطبيقها، وتم ترجمة هذه الوثيقة إلى 500 لغة من لغات العالم المختلفة.

وثيقة إعلان حقوق الانسان

وثيقة إعلان حقوق الانسان

بنود وثيقة إعلان حقوق الإنسان:

صدرت الوثيقة من ثلاثين مادة في مختلف الحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وتتضمن الحقوق التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان، ومن أهم المواد التي تضمنتها الوثيقة ما يلي:

  • يولد جميع الناس أحرارًا، وهم متساوون في الكرامة والحقوق.
  • كل إنسان له حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المذكورة في هذا الإعلان، دون أي تمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين، أو الرأي وغيره.
  • كل فرد له الحق في الحياة والحرية والأمان على نفسه وممتلكاته.
  • يحظر الرق والاستعباد والاتجار بالرقيق بجميع صورهما.
  • لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب، أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية.
  • كل الناس سواء أمام القانون، دونما تمييز.
  • كل شخص له الحق في اللجوء إلى المحاكم الوطنية المختصة لحمايته والحصول على حقوقه.
  • لا يجوز اعتقال أي إنسان أو حجزه ظلمًا وتعسفًا.
  • كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئًا إلى أن تثبت إدانته بارتكابها في محاكمة علنية عادلة.
  • كل شخص له الحق في حرية التنقل، واختيار محل إقامته داخل حدود دولته أو خارجها.
بنود وثيقة إعلان حقوق الإنسان

بنود وثيقة إعلان حقوق الإنسان

  • كل فرد له حق التمتع بجنسية ما، ولا يجوز حرمانه منها.
  • للرجل والمرأة بعد سن البلوغ، حق التزوج وتأسيس أسرة، دون قيود أو تمييز من أي نوع.
  • كل فرد له حق التملك بمفرده أو بالاشتراك مع الغير، ولا يجوز تجريده من هذه الممتلكات.
  • كل شخص له حق حرية الفكر والرأي والوجدان والدين، والمعتقد أو المذهب، والحق في ممارسة عباداته.
  • حق الشعب في اختيار سلطة الحكم من خلال انتخابات نزيهة صادقة وحقيقية.
  • كل شخص يعتبر عضوًا في المجتمع، وله حق في الضمان الاجتماعي.
  • كل شخص له حق العمل، وحرية اختيار عمله، وتوفير ظروف عمل مناسبة ومرضية.
  • كل شخص له حق في الراحة وأوقات الفراغ عن طريق تحديد لساعات العمل، وفي إجازات دورية مدفوعة الأجر.
  • كل شخص له حق التعليم، ويجب توفير التعليم مجانًا.
  • الحق في الحياة الإنسانية التي تكفل حياة كريمة ومستقرة.

شعار حقوق الإنسان لعام 2024:

اليوم العالمي لحقوق الإنسان لعام 2024م يقام تحت شعار (حقوقنا، مستقبلنا، فورًا)، حيث يتم التركيز على حقوق الإنسان باعتبارها طريقًا إلى إيجاد الحلول القوية والوقائية التي تؤدي دورًا بارزًا من أجل الخير للإنسان، وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “حقوق الإنسان هي الأساس”.

وأخيرًا، نأمل أن يفهم العالم كله خاصة أصحاب السيطرة والقوى العالمية أهمية حقوق الإنسان، وتنفيذ الوثيقة التي كتبوها هم بأيديهم، ويدركون أن هناك من البشر من يعيشون في قهر وظلم وجوع وفقر ومرض، ولا يتمتعون بأقل القليل من هذه الحقوق، ويعترفون بحق أنهم بشر، وتكون حقيقية وليست مجرد شعارات.

اقرأ أيضًا: يوم الطفل العالمي.. احتفال بحقوق منسية

كتبت: سحر علي.