مع انتهاء عام 2024 يترقب العالم استلام سيد البيت الأبيض الجديد ترامب مقاليد الحكم مع بداية العام الجديد، ولمعرفة صناع السياسة والاقتصاد بعقليته التجارية والاقتصادية فهم يشعرون بالخوف والقلق لخشيتهم من تغيرات وتأثيرات قوية على الاقتصاد العالمي التي تديره الولايات المتحدة الأمريكية.
ترامب يشعل فتيل الحرب التجارية العالمية:
رفع الرئيس ترامب سقف القلق والخوف العالمي بتصريحاته الأخيرة التي أفزعت الكرة الأرضية جميعها، حيث إنه أعلن الحرب التجارية العالمية على الجميع، وصرح أنه سيفرض الضرائب على جميع المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية من جميع دول العالم، وخاصة البضائع الصينية والأوروبية حتى البضائع من المكسيك وكندا شركاء الولايات المتحدة التجاريين سيفرض عليهم ضرائب.
وإن صدق في كلامه فإنه سيفرض ضرائب تقدر بـ 500 مليار دولار على واردات للولايات المتحدة الأمريكية، مما يعني عجز في صادرات تلك الدول، مما سيكون له تأثير سلبى على نمو تلك الدول وبالتالي النمو العالمي وعدد الوظائف، وما يتبعه من حالات إفلاس وتسريح للعمال، وتبخر مئات الملايين من البورصات العالمية نتيجة تلك الإفلاسات، كما سيكون له تأثير على زيادة معونات البطالة في تلك الدول، وهذا بالطبع سيزيد من عجز موازنة تلك الدول ويقلل من عملاتها أمام الدولار ويرفع الأسعار.
اقرأ أيضًا: النظام الرئاسي الأمريكي.. دراسة في التأثيرات الداخلية والخارجية لانتخابات 2024
ترامب يريد احتلال قناة بنما:
لم تتوقف تصريحات سيد البيت الأبيض على الاقتصاد والحروب التجارية، بل تعداها إلى التهديد بحروب عسكرية لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ضد بنما، فمن وجهة نظره يرى أن 80% من التجارة الأمريكية تعبر من قناة بنما، تلك القناة التي تفصل بين المحيطين الأطلسي والهادي، ويرجع الفضل للولايات المتحدة الأمريكية في إنشائها، وقد ظلت تحت سيطرتها ما يقرب من مئة عام حتى إعادتها لدوله بنما في عام 1999، لكنه يرى أنه يجب أن تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية مجددًا على قناة بنما؛ لتربح تلك الضرائب والرسوم التي تجنيها القناة ودولة بنما من الاقتصاد الأمريكي.
ترامب وجرينلاند صفقة العصر المفقودة:
على نفس النهج طلب الرئيس الأمريكي من دولة الدنمارك شراء جزيرة جرينلاند، تلك الجزيرة القطبية التي وجد بها كمية مهولة من المعادن النفيسة التي فتحت شهية الدول الكبرى كالصين وروسيا، وتريد الولايات المتحدة الأمريكية وترامب حرمان المنافسين من تلك الغنيمة الباردة والحصول عليها للاقتصاد الأمريكي ليحلق بعيدًا عن منافسيه.
ومع هذه التصريحات والقرارات المثيرة للجدل، يظل العالم يراقب عن كثب تحركات ترامب، بين مخاوف من تأثيرها السلبي على الاقتصاد العالمي وآمال في تحقيق مكاسب غير متوقعة، فهل ستكون فترة رئاسته بداية لتحولات جذرية في المشهد السياسي والاقتصادي العالمي؟ أم أنها مجرد سحابة عابرة؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.
اقرأ أيضًا: ترامب أم كامالا هاريس.. أيهما أفضل للاقتصاد الأمريكي والعالمي؟
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.