قبل الحديث عن أفضل طرق تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، يجب التأكيد على أنهم ليسوا ذوي احتياجات خاصة بل إنهم ذوو قدرات خاصة، ولكنهم يحتاجون إلى من يكتشفها وينميها ليكونوا فعالين في المجتمع، فالله -سبحانه وتعالى- عندما أراد الإنسان أن يكون خليفته على الأرض، لم يخلقه ناقصًا أو معاقًا، بل خلقه في أحسن تقويم ليستطيع حمل الأمانة التي كلفه بها.
ومن ناحية أخرى فلا أحد ينكر أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من مشكلات صحية ومعوقات قد تمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، أو القيام ببعض الأنشطة والواجبات اليومية بصورة جيدة، وهذا بالطبع يمثل عائقًا يمنع حصولهم على فرص متساوية في التعليم خاصة في المجتمعات النامية، التي لا تعطي الاهتمام الكافي لهذه الفئة، مقارنة بأقرانهم من نفس العمر، ومن أهم المشاكل التي يعاني منها هؤلاء الأطفال اضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، والتوحد، وغيرها، ولهذا فهم يتعلمون من خلال برامج دراسية خاصة، وفي هذه السطور القادمة سنتعرف معًا على أهم وأفضل طرق تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
أفضل طرق تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة:
وفقًا لدراسات المتخصصين فإن هناك عدة طرق أثبتت فاعليتها عند تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن أهمها:
التعلم متعدد الحواس:
تعتمد هذه الطريقة على توظيف أكثر من حاسة أثناء العملية التعليمية مثل: حاسة البصر، السمع، اللمس، وغيرها من الحواس، حيث يساعد ذلك على استيعاب المعلومات وتذكرها بصورة أفضل، خاصة لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، وفرط الحركة، ونقص الانتباه، حيث يواجهون الكثير من المشكلات عند تعليمهم بالطرق التقليدية المعتادة، وهذه الطريقة يمكن استخدامها على النحو التالي:
- استخدام الموسيقى والأغاني لاستيعاب الأحرف الأبجدية.
- وضع القليل من الرمل على لوح والكتابة عليه.
- تعليمهم الأحرف عن طريق اللعب بالطين أو الصلصال الملون.
- ربط المعلومات بحركات يدوية، أو إيماءات معينة تثير الانتباه.
اقرأ أيضًا: ذوي الاحتياجات الخاصة.. نموذج للصمود في وجه التحديات
تقسيم الأطفال إلى مجموعات صغيرة:
في هذه الطريقة يمكن تقسيم الأطفال مثلًا إلى مجموعات تتكون من 3 أطفال، ثم نجمع بين الأطفال ذوي المهارات المتشابهة، فهذا سيسهل التعرف على المجموعات التي لديها ضعف في مهارات معينة مثل: حل المسائل الرياضية، والكتابة والقراءة، وهكذا، كما يمكن أيضًا الجمع بينهم وبين الآخرين الذين ليس لديهم نفس المشاكل، فهذا سيساعدهم على الاستفادة من نقاط قوتهم بصورة جماعية، وتبادل المهارات بينهم.
مراجعة الدروس السابقة بانتظام:
قبل شرح الدروس والمواضيع الجديدة، يجب القيام بمراجعة معلومات الدروس السابقة أولًا، ويمكن عمل ذلك بسهولة عن طريق:
- تلخيص الدرس السابق بجمل بسيطة.
- حل بعض المسائل أو التمارين الخاصة بالدرس السابق قبل البدء بالدرس الجديد.
- توزيع أوراق عمل خاصة بالدرس السابق ومحاولة حلها بواسطة الأطفال.
- وضع كل طفل خط أسفل الكلمات التي يراها مهمة، أو صعب عليه فهمها.
الاستعانة بالتكنولوجيا:
في هذه الطريقة يتم توظيف التكنولوجيا أثناء عملية تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على النحو التالي:
- تزويد الأطفال بكتب صوتية وتسجيل المحاضرات، خاصة لمن يعانون من إعاقات سمعية.
- تعليمهم استخدام البرامج التي يمكنها تحويل النص إلى كلام مسموع خاصة لمن يعانون من الإعاقة البصرية.
- تحضير الدروس التفاعلية، والألعاب التعليمية؛ لتشجيعهم على التعلم، وجعل العملية التعليمية ممتعة ومليئة بالحماس والمشاركة.
التعاون مع الأهل:
يعتبر تعاون الأهل جزءًا أساسيًا من استراتيجيات وطرق تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يكون للأهل معرفة دقيقة عن أطفالهم تشمل احتياجاتهم ونقاط قوتهم وضعفهم، ومن خلال تعاون الأهل يمكن للمعلم أن يغير أو يعدل أسلوبه التدريسي ليتناسب مع كل طفل بشكل أفضل، بالإضافة إلى توفير الأهل الدعم والتشجيع لأطفالهم على الدراسة في المنزل، مما يُحسن تطور الأطفال وتحقيق نتائج جيدة في المدرسة.
ختامًا، تناولنا أفضل طرق تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، التي ستفيدهم وتجعلهم بحق فاعلين متفاعلين مع أقرانهم، لينعموا بحياة طبيعية ويؤدوا دورهم في المجتمع بشكل كامل لأنهم بالرغم من احتياجاتهم الخاصة، إلا أنهم ذوو قدرات خاصة أيضًا.
اقرأ أيضًا: تحقيق حقوق ذوي الهمم والقدرات الخاصة في مصر.. من الدستور إلى آفاق الفرص
كتبت: سحر علي.