شهدت شهادة البكالوريا في مصر تحولًا جذريًا منذ تأسيسها قبل أكثر من 100 عام، في تصريح حديث أعلن وزير التربية والتعليم المصري (محمد عبد اللطيف)، عن تطوير جديد لشهادة (البكالوريا المصرية)، مما أعاد إلى الأذهان تاريخ هذه الشهادة، التي كانت من أهم الشهادات التعليمية في مصر في النصف الأول من القرن العشرين، فقد كانت كافية لتعيين الحاصل عليها في وظيفة حكومية.
أصل شهادة البكالوريا وتاريخها في مصر:
يعود أصل كلمة (بكالوريا) إلى العصور القديمة، وهي مشتقة من اللغة اللاتينية وتعني (شاهد العلم) أو (الشهادة الجامعية)، في البداية كانت تُمنح شهادة البكالوريا في أوروبا بعد فترة دراسية في الجامعات، ولكن في مصر تم تطبيق نظام البكالوريا لأول مرة في عام 1905.
أصل شهادة البكالوريا وتاريخها في مصر
اقرأ أيضًا: تطورات نظام الثانوية العامة في مصر.. تحديات تغير مسار التعليم
نظام البكالوريا المصري 1905- 1935:
في البداية، كان نظام البكالوريا المصري يتكون من مرحلتين دراسيتين:
- المرحلة العامة: التي كانت مدتها سنتين، يحصل الطالب بعد اجتيازهما على شهادة (الكفاءة) التي كانت تؤهله للوظائف الحكومية الصغيرة.
- المرحلة التخصصية: التي كانت مدتها سنتين أيضًا، يحصل الطالب في نهايتها على شهادة (البكالوريا) مع التقسيم إلى الشعبتين الأدبية والعلمية.
نظام البكالوريا المصري
ومع مرور الوقت، شهد نظام البكالوريا تعديلات هامة:
- عام 1928: تم زيادة مدة الدراسة إلى 5 سنوات، قسمت إلى مرحلتين: الأولى مدتها 3 سنوات ويحصل الطالب بعدها على (شهادة الكفاءة)، بينما كانت المرحلة الثانية مدتها سنتين تخصصيتين ويحصل الطالب في نهايتهما على شهادة (البكالوريا).
- عام 1935: تم تعديل النظام ليشمل 5 سنوات من الدراسة أيضًا، ولكن تم تقسيم الدراسة إلى مرحلتين: الأولى لمدة 4 سنوات تسمى (القسم العام)، والثانية هي (سنة التوجيه) التي ينتهي بها الطالب بالحصول على شهادة الثانوية العامة بعد تخصصه في واحدة من ثلاث شعب: العلوم، الآداب، الرياضيات.
تطور النظام من 1951 إلى 2025:
في عام 1951، تم توحيد المناهج بين مدارس البنين والبنات ليكون هناك نظام دراسي مشترك، استمرت مدة الدراسة الثانوية 5 سنوات، حيث تم تقسيمها إلى ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: مدتها سنتان يحصل فيها الطالب على (شهادة الدراسة المتوسطة).
- المرحلة الثانية: مدتها سنتان يحصل فيها الطالب على (شهادة الثقافة العامة).
- المرحلة الثالثة: مدتها سنة واحدة، وفيها يتم تقسيم الدراسة إلى (علمي) و(أدبي) وينتهي الطالب بالحصول على (شهادة التوجيهية).
البكالوريا المصرية في 2025 رؤية عصرية ومرونة أكبر:
على الرغم من أن شهادة البكالوريا كانت ذات قيمة كبيرة في الماضي، حيث كانت تُعد وسيلة أساسية لتعيين الحاصلين عليها في الوظائف الحكومية أو متابعة التعليم العالي، فإن النظام الحديث لشهادة البكالوريا في مصر لعام 2025 يعكس رؤية تعليمية جديدة، حيث أصبح النظام أكثر تنوعًا ومرونة، ويهدف إلى تحسين تجربة التعليم من خلال مواكبة احتياجات السوق العالمي، وتوفير فرص متعددة للطلاب في مجالات متنوعة.
البكالوريا المصرية في 2025
يبدو أن النظام الجديد يسعى إلى تعزيز فرص الخريجين في سوق العمل العالمي وتهيئة الطلاب للتخصصات الحديثة، التي قد تتطلب مهارات ومعرفة أوسع مما كان يتطلبه النظام التقليدي، وهذا التغيير يمثل نقطة فارقة في تاريخ التعليم المصري، حيث يجمع بين العراقة والحداثة.
شهادة البكالوريا المصرية التي كانت منذ أكثر من قرن من الزمن أحد أهم معالم التعليم في مصر، تشهد اليوم تطورًا يواكب العصر، من خلال تطوير هذه الشهادة وتوسيع خيارات التعليم أمام الطلاب، يسعى النظام الجديد إلى خلق جيل من الشباب المستعد لمواجهة تحديات المستقبل بكل احترافية ومرونة.
اقرأ أيضًا: مقارنة بين أنظمة الثانوية العامة حول العالم.. ما الأنسب لك؟
كتبت: نهلة سمير.