غزة وكاليفورنيا المدينتان المنكوبتان، بين عام مر على غزة وعام بدأ في كاليفورنيا، أصبحت كلتا المدينتين منكوبتين إحداهما بفعل بشري والأخرى بفعل الطبيعة، وفي هذا المقال نستعرض الخسائر الاقتصادية التي طالت كل منهما، ونسلط الضوء على حالة كلتا المدينتين قبل أن تصبحا مدينتين منكوبتين.

كيف كانت غزة وكاليفورنيا قبل أن تصبحا منكوبتين؟

في غزة، كانت الحياة هادئة تمامًا بالرغم من الفقر الشديد الذي يعانيه القطاع، بينما كانت لوس أنجلوس ثاني أكبر مدن الولايات المتحدة، تُعد مركزًا رئيسيًا للسياحة ووجهة مفضلة للمستثمرين، بالإضافة إلى كونها عاصمة إنتاج الأفلام، وبينما تجسد لوس أنجلوس حياة الرفاهية بفضل خدماتها العالمية المتميزة، يقف قطاع غزة بموارده البسيطة على النقيض تمامًا، ومع ذلك اجتمعت المدينتان في النهاية تحت عنوان واحد: “غزة وكاليفورنيا، المدينتان المنكوبتان”.

كيف كانت غزة وكاليفورنيا قبل أن تصبحا منكوبتين؟

كيف كانت غزة وكاليفورنيا قبل أن تصبحا منكوبتين؟

اقرأ أيضًا: ماذا بعد قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟

ماذا حدث في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا؟

ما حدث في قطاع غزة كان ظاهرًا للجميع، مما أدى إلى تصنيفها كمدينة منكوبة، أما في لوس أنجلوس فقد كان الأمر بمثابة صدمة غير متوقعة، فالحرائق عادةً ما كانت الحرائق تندلع بسبب تغير الظروف المناخية وارتفاع درجات الحرارة في الصيف، لكن هذه المرة جاءت الصدمة من سرعة الرياح الشتوية التي تجاوزت (99 ميلًا)، مما جعل المدينة تواجه كارثة غير متوقعة وصنفت كمدينة منكوبة.

مقارنة بين الخسائر في غزة وكاليفورنيا:

اشتهرت لوس أنجلوس بكونها من أكثر مدن العالم تطورًا ورفاهية، حيث تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الأمريكي وتستقطب العديد من السياح والمستثمرين، مع ناتج محلي يعادل اقتصاد اليابان، ولكنها واجهت مؤخرًا حرائق غير مسبوقة التهمت أجزاءً واسعة منها، وعلى الجانب الآخر تعرضت غزة لكارثة مشابهة من حيث الدمار، وإن اختلف السبب، وقد أُطلق على غزة وكاليفورنيا لقب (المدينتين المنكوبتين)، مع فارق أن غزة تعاني منذ زمن من نقص مقومات الحياة الأساسية، وبمقارنة الأضرار نجد أن:

  • الحرائق في لوس أنجلوس دمرت 1200 هكتار من أراضي كاليفورنيا، في حين أن غزة بأكملها تحولت إلى منطقة منكوبة، حيث تضررت 11 ألف منشأة، وأصبح القطاع الزراعي شبه مدمر، حيث أصبحت 95% من الأراضي غير صالحة للزراعة.
  • أجبرت حرائق لوس أنجلوس أكثر من 30 ألف شخص على النزوح من منازلهم للنجاة بأنفسهم، بينما تجاوز عدد سكان قطاع غزة الذين تسببت الحرب في تهجيرهم من منازلهم مليوني شخص هربًا من النيران الإسرائيلية.
مقارنة بين الخسائر في غزة وكاليفورنيا

مقارنة بين الخسائر في غزة وكاليفورنيا

  • أصبح القطاع الطبي والصحي في كل من غزة وكاليفورنيا في حالة دمار، مما جعلهما مدينتين منكوبتين غير قادرتين على تقديم الخدمات الطبية الطارئة، ومع ذلك جسّد الكادر الطبي في قطاع غزة رمزًا للصمود، حيث استمر في أداء واجبه والبقاء في أماكنه رغم الضغط الشديد والقصف المستمر.
  • الضحايا الناتجة عن الكارثتين تضمنت 10 قتلى في لوس أنجلوس، وأكثر 45,885 شهيدًا ونحو 109,196 جريحًا قدمهم قطاع غزة، وأيضًا في الوقت الذي كانت فيه 2500 سيارة إطفاء إلى جانب الطائرات تحاول السيطرة على الحريق في كاليفورنيا، تعمل عشرات سيارات الإسعاف على إنقاذ المصابين في غزة، ومع ذلك يبقى غياب سيارات الإطفاء المؤهلة لإخماد حرائق غزة بسبب القصف واضحًا، مما يزيد من حجم المأساة.

من هم الشخصيات المعروفة التي ظهرت في كارثتي غزة وكاليفورنيا؟

حظي صحفيو غزة بشهرة كبيرة وشهادات عظيمة، حيث قدموا دماءهم في سبيل نقل الحقيقة، وفي الوقت ذاته ظهر العديد من مشاهير العالم وهم يودعون منازلهم التي التهمتها نيران الطبيعة، ومن بينهم:

  • الممثل الأمريكي جيمس وودز، الذي أطلق عبارة: “احرقوا غزة”، ودع منزله المحروق في لوس أنجلوس وسط بكاءه وحزنه على الهواء مباشرة.
  • سبنسر برات وزوجته هيبري، الذي شاهد منزلهم وهو يحترق على كاميرات المراقبة الموجودة بداخل المنزل.
  • الممثل الأمريكي ميل جيبسون، سجل بودكاست مع جو روغان تحدث عن صدمته بحرائق الغابات التي دمرت منزله.

كما برز أيضًا أطباء غزة كمثال للتضحية، بينما لم نسمع عن قصص بطولية في مساعدة النازحين في لوس أنجلوس.

شركات التأمين عاجزة في كاليفورنيا:

كشفت المشاهد المصورة في لوس أنجلوس عن حجم الدمار الهائل الناتج عن حرائق الغابات، حيث استمرت النيران مدفوعة برياح قوية في تدمير آلاف المباني، بما في ذلك محال تجارية وبنوك وأحياء سكنية كاملة، وتقدر الخسائر المادية بحوالي 57 مليار دولار أمريكي، في حين أعلنت شركات التأمين عجزها عن تعويض المتضررين في الولاية بسبب تضاعف الأرقام يومًا بعد يوم، يعد هذا الرقم قريبًا من التكلفة التقديرية لإعادة إعمار غزة، التي تعتمد اليوم بشكل كبير على مساعدات المنظمات الإنسانية.

شركات التأمين عاجزة في كاليفورنيا

شركات التأمين عاجزة في كاليفورنيا

على الرغم من تباعد المسافات والظروف، جمعت الكوارث غزة وكاليفورنيا تحت عنوان واحد: مدينتان منكوبتان، وبينما تحمل غزة جراح الحروب، تواجه كاليفورنيا غضب الطبيعة، ليبقى التحدي واحدًا وهو النهوض من تحت الركام وبناء مستقبل جديد.

اقرأ أيضًا: صفقة الهدنة في غزة.. خلف الكواليس وتفاصيل الصفقة التي هزت العالم

كتبت: روان كوكش.