يبدو أن التحديات التي يواجهها سوق العمل قد وصلت إلى مرحلة جديدة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا حقيقيًا للبشر في مجالات الوظائف العامة والخاصة، ووفقًا لتصريحات كبار مديري الشركات العالمية خلال مؤتمر دافوس، فإن 41% من هؤلاء المديرين يتوقعون تقليص الوظائف البشرية لصالح الذكاء الاصطناعي.
كما أظهر استطلاع شمل أكثر من ألف شركة عالمية أن 300 مليون وظيفة ستختفي خلال الخمس سنوات القادمة بسبب هذه التطبيقات التكنولوجية المتطورة، التقارير تشير أيضًا إلى أن 12 مليون موظف أمريكي قد يواجهون التسريح ويحتاجون لتغيير مجالات عملهم لمواكبة التغييرات السريعة التي يشهدها سوق العمل.
الذكاء الاصطناعي وأثره في تشكيل العالم الافتراضي:
إننا الآن نعيش بالفعل في عالم افتراضي، وهناك قوة من صفوة رجال الأعمال العالميين مستفيدة من هذا العالم الجديد الذي يشكلونه بأهوائهم ورغباتهم الخاصة، ففي يوم وليلة ودون سابق إنذار قد تصبح أغنى رجل في العالم وهذه ليست فكاهة بل حدثت منذ عدة أيام، فقبل أن يتولى الرئيس الأمريكي ترامب مقاليد قيادة الولايات المتحدة الأمريكية بيومين، تم إطلاق عملة مشفرة باسمه، وأخرى باسم زوجته، وبعد يومين فقط ارتفعت تلك العملة 500% ليتحول الرئيس الأمريكي وزوجته إلى مليارديرات في لمح البصر وتتضاعف ثروة ترامب عشرات المرات في يومين فقط.
اقرأ أيضًا: كيف يستخدم الصديق الافتراضي للتلاعب بالمستخدمين؟.. دراسة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
وبعد أن أعلن الرئيس الأمريكي ترامب أن الولايات المتحدة ستكون راعية العملات المشفرة في العالم ومركزًا للتجارة الإلكترونية والذكاء الصناعي، عرفنا من هي القوى المستفيدة من تحويل العالم الحقيقي إلى عالم افتراضي، يتم التحكم فيه بضغطه زر دون استخدام الأسلحة وتحريك الأساطير وإطلاق الطائرات والصواريخ لاحتلال بلد ما أو إرغامها بالسمع والطاعة، بل يكفي أن أغلق سيرفرات تلك الدولة وتهكير مراكز بياناتها؛ لتتبخر مليارات الدولار من أموال تلك الدولة وتفلس هي وشعبها.
من المؤكد أن للثورة التكنولوجية والذكاء الصناعي فوائد جمة وعديدة، وعلينا جميعًا أن نتعلم ونعرف الكثير عن هذا العالم الجديد ونستخدمه بحكمه وتعقل، وأن يكون لدينا ضبط للنفس فلا ننسى عالمنا الحقيقي أسرتنا، جيراننا، أصدقائنا، مصلحة بلادنا، يجب أن نتذكر أن كل اختراع جيد هدفه تحسين حياتنا الحقيقية وجعلها أفضل وأيسر وأجمل، لا أن يعزلنا في كهوف صغيرة تسمى شاشات الهواتف واللاب توب، وننسى أن هناك حياة حقيقية خارج تلك الكهوف الإلكترونية، فلا تنسَ حياتك الحقيقية.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي في الموانئ المصرية.. قفزة نحو ريادة المستقبل
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.