إذا كان هناك اسم واحد يثير الجدل ويشعل فضول العالم، فهو بلا شك إيلون ماسك، ذلك الرجل الذي لا يعترف بالمستحيل، ويقف عند الخط الفاصل بين الخيال العلمي والواقع ليحوله إلى حقيقة ملموسة، من استعمار المريخ إلى إعادة تعريف وسائل النقل والطاقة، إلى غزو مجال الذكاء الاصطناعي، يبدو أن طموح ماسك لا يعرف حدودًا، لكن من هو هذا الرجل الذي أصبح رمزًا للابتكار والجرأة؟ كيف بدأت رحلته، وإلى أين يقوده شغفه الذي لا ينطفئ؟ هذا ما سنكتشفه في السطور القادمة.
من هو إيلون ماسك؟
اسمه Elon Reeve Musk، ولد في 28 يونيو عام 1971م بمدينة بريتوريا جنوب إفريقيا، وهو رجل أعمال كندي، حصل على الجنسية الأمريكية، له عدة تخصصات أو ألقاب وظيفية، فهو مستثمر، ومهندس ومخترع، وأيضًا مؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذي، والمؤسس المساعد لمصانع تسلا موتورز ومديرها التنفيذي، وهو شريك مؤسس في شركة التداول النقدي الشهيرة باي بال.

من هو إيلون ماسك؟
من أهداف إيلون ماسك التي يطمح إليها تجسيد فكرة نظام النقل فائق السرعة المسمى بالهايبرلوب، في ديسمبر عام 2016م اختير ماسك ضمن قائمة أكثر الرجال نفوذًا في العالم، حيث حل في المرتبة الـ 21، وفي أكتوبر عام 2021م تم تقدير ثروته بـ 320,9 مليار دولار؛ ليصبح بذلك أغنى رجل في العالم، وأول شخص تتخطى ثروته 300 مليار دولار في التاريخ.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يفاجئ العالم.. أنا كائن فضائي!
إيلون ماسك وغزو الفضاء:
في مايو عام 2002م خلال فترة رئاسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أسس ماسك شركة سبيس إكس للتكنولوجيا واستكشاف الفضاء، وكان هو المدير التنفيذي، ومدير التكنولوجيا التنفيذي في ولاية كاليفورنيا حيث كان مقر الشركة، وكان الهدف من هذه الشركة تصنيع سفن الفضاء وتطويرها بشكل يحافظ على جسم الصاروخ سليمًا بعد رحله العودة، وبالفعل تم إطلاق صاروخين هما فالكون 1 وفالكون 9، بالإضافة إلى سفينة فضائية أطلق عليها سبيس إكس دراجون.
وفي عام 2006م استطاعت شركة سبيس إكس أن تحصل على توكيل من وكالة الفضاء ناسا، لتقوم بعمل تطوير واختبار صاروخ فالكون 9 من صناعة سبيس إكس وسفينة الفضاء سبيس إكس دراجون، لتقوم بنقل حمولة إلى محطة الفضاء الدولية، وبحلول عام 2011م أصبح رائد الفضاء يستطيع الانتقال من وإلى محطة الفضاء الدولية بطريقة سهلة وآمنة بفضل شركتين: سبيس إكس واحدة منهما.
ومع عام 2018م أصبحت شركة سبيس إكس أكبر شركة خاصة منتجة لمحركات الصواريخ في العالم، حيث أنتجت الشركة ما يقرب من 100 محرك من نوع ميرلين ون دي وهو أقوى محرك في العالم، ومن أهم طموحات ماسك في الفضاء أنه يريد إرسال صوبات زراعية إلى كوكب المريخ ويزرع بعض المحاصيل هناك، ويأمل أيضًا في إرسال البشر إلى المريخ خلال 10 أو 20 عامًا، حتى يمكنه بحلول عام 2050 بناء مستعمرة في الفضاء يبلغ سكانها حوالي 800000 نسمة.
إيلون ماسك وتسلا:
في يوليو عام 2003م تأسست شركة تسلا من قِبَل مارتن إبرهارد ومارك تاربنينغ، ثم جاء إيلون ماسك قام بتطويرها وأصبح رئيسًا لمجلس إدارتها، تعمل الشركة على تصميم المنتجات والسيارات بشكل دقيق ومفصل، في عام 2008م تم إنتاج أول سيارة كهربائية رياضية صنعتها تسلا اسمها تسلا رودستر، وتم بيع 2500 منها إلى عدة دول في العالم، ولم يكتف ماسك بتصنيع السيارات الكهربائية فقط، بل قام أيضًا بتصنيع وبيع أنظمة توليد الطاقة الكهربائية إلى مرسيدس وتويوتا، وجعلهما مستثمرين لشركة تسلا.
إيلون ماسك وأوبن أيه آي:
في ديسمبر عام 2015م أعلن ماسك عن إنشائه شركة أوبن أيه آي لأبحاث الذكاء الاصطناعي، وهي منظمة غير هادفة للربح هدفها تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومفيدة للبشرية، ويقع مقرها في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا، وبلغت ميزانيتها في عام 2015 ما يقرب من مليار دولار.
ماسك ونيورالينك:
في عام 2016م أعلن ماسك عن شركة نيورالينك، وهي شركة تكنولوجيا للتقنية العصبية تهدف إلى ربط الدماغ البشري بالذكاء الاصطناعي، من خلال شريحة يتم زرعها في الدماغ البشري، لتطويرها ومساعدة البشر على تحسين ذاكرتهم، ومساعدة البشر على التواصل المباشر مع الحواسب الآلية والإلكترونية.

ماسك ونيورالينك
إيلون ماسك وتويتر:
في 25 أبريل عام 2022م وافق مجلس إدارة تويتر على عرض الاستحواذ الذي قدمه ماسك مقابل 44 مليار دولار، وأكد ماسك على خططه المستقبلية لتويتر بما فيها إدخال ميزات جديدة عليه.
اقرأ أيضًا: مخاطر المجد.. هل يخاطر إيلون ماسك بكل شيء بسبب المخدرات؟
إيلون ماسك والسياسة:
في عام 2024م تحول إيلون ماسك تحولًا كبيرًا، حيث انتقل إلى عمق السياسة اليمينية، وكان من أهم الداعمين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستعادة الرئاسة، ومن أهم المؤيدين لسياساته وآرائه، مما جعله قريبًا من مركز القوة الأمريكية، وبالفعل تم تعيينه ضمن مستشاري الرئيس ترامب، وتم تكليفه بالإشراف على كفاءة وكالة التنمية الدولية.
إيلون ماسك وصفقة جديدة:
في أحدث الصفقات عرض ماسك وشركته للذكاء الاصطناعي (xAI) شراء (OpenAI) المنظمة غير الربحية مقابل 97.4 مليار دولار، وقد رفض (سام التمان) الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI ومجلس إدارته هذا الطلب ووصفوه بأنه غير مرغوب فيه، قائلًا: “إن المنظمة غير الربحية ليست للبيع”، يذكر أنه في العام الماضي قام ماسك برفع دعوى قضائية ضد شركة OpenAI ورئيس مجلس إدارتها زاعمًا أن الشركة سلكت سلوكًا معاديًا للمنافسة والاحتيال، بالإضافة إلى جرائم أخرى.

إيلون ماسك وصفقة جديدة
جدير بالذكر أن شركة OpenAI تأسست كمنظمة غير ربحية في عام 2019م، ولكنها الآن في عملية إعادة الهيكلة لتتحول إلى شركة ربحية تقليدية، أو شركة منفعة عامة، ولكن ماسك يعارض ذلك من خلال الدعوى القضائية، ويسعى إلى منع التحويل، وكان محامو شركة OpenAI، قد وصفوا تحرك ماسك للسيطرة على الشركة قائلين: “إن ماسك يقوم بمحاولة غير لائقة لتقويض منافس”، وتناقض مع موقفه في المحكمة بأن نقل أصول الشركة الناشئة من خلال إعادة الهيكلة من شأنه أن ينتهك مهمتها كصندوق خيري، وسنترك الأيام القادمة توضح لنا نهاية هذا الجدال الذي سيكون له بالغ الأثر على مجال الذكاء الاصطناعي في العالم كله”.
في النهاية، يظل إيلون ماسك رمزًا للطموح اللامحدود، يدفع حدود الممكن ويعيد تشكيل المستقبل بأسلوبه الخاص، فهل ستواصل أفكاره الجريئة تغيير العالم، أم أن التحديات القادمة ستعيد رسم مساره؟
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يحذر.. الذكاء الاصطناعي سيتجاوز البشر
كتبت: سحر علي.