بدأت نفحات شهر رمضان المبارك تفوح في الأجواء، فما هي إلا أيام قليلة تفصلنا عن الشهر الفضيل، ولعل الكثيرين يتساءلون كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟ وكيف نعد له العدة دينيًا وروحيًا وبدنيًا لنكون فيه من الفائزين بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، تعال معي عزيزي القارئ في السطور القليلة القادمة نتعرف سويًا كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟

كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟

كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟ لا شك أن هذا الشهر الكريم يستحق استقبالًا مميزًا يليق بمكانته، فهو ضيف عزيز لا يزورنا إلا مرة واحدة في العام، لكن هل يكفي الترحيب به دون استعداد حقيقي؟ السر يكمن في التخطيط المسبق والاستعداد الروحي والديني والبدني، فكيف يكون ذلك؟ هذا ما سنوضحه في السطور التالية:

كيف نستعد روحيًا لشهر رمضان المبارك؟

الاستعداد الروحي هو أول ما نبدأ به؛ لتهيئة النفس والروح والقلب لاستقبال هذه النفخات والنورانيات الخاصة بالشعر الفضيل، عن طريق التأهب روحيًا، والوعي قلبيًا ونفسيًا بفضله العظيم وبركته، وذلك من خلال تطبيق الخطوات التالية:

  • الدعاء بأن يبلغك الله رمضان:

يجب عليك قبل حلول شهر رمضان التوجه إلى الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء أن يبلغك هذا الشهر الكريم، اقتداءً بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: “كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل رجب قال: “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان”.

اقرأ أيضًا: 30 نية لتلاوة القرآن بتدبر في شهر رمضان المبارك

  • الاستبشار بفضائل هذا الشهر الكريم:

يجب أن يكون قلبك مغمورًا بالفرح والسعادة باقتراب حلول شهر رمضان المبارك، فهو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب النار، وتتنزل فيه الرحمات، وتُغفر فيه الذنوب والخطايا، ويعتق الله فيه عباده من النار.

كيف نستعد روحيًا لشهر رمضان المبارك؟

كيف نستعد روحيًا لشهر رمضان المبارك؟

  • وضع خطة واضحة لحسن استغلال شهر رمضان:

قبل دخول شهر رمضان المبارك يجب عليك أن تضع خطة عملية لضمان استغلال كل لحظة فيه، وتقسم وقتك ما بين العبادة والعمل، وزيارات الأسرة والعائلة للإفطار أو السحور، وقراءة القرآن، والصلاة في المسجد، والنوم.

  • إعداد برنامج خاص للدعاء والذكر:

حاول تخصيص برنامجًا يوميًا شاملًا للأذكار والدعاء، تحدد فيه مطالبك وأمنياتك من المولى -جل وعلا- وتكتب أدعيتك، مع الحرص على الذكر والتسبيح بعد كل صلاة، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، ليظل لسانك دائمًا رطبًا بذكر الله.

  • استعن بالله ولا تستسلم للكسل:

خلال رحلتك التي تستعد فيها لاستقبال شهر رمضان المبارك يجب أن تكون الاستعانة بالله ركنًا أساسيًا؛ لأن من استعان به أعانه، ومن اعتمد على غيره وُكِل إليه، فاستعن دائمًا بالله حتى ييسر لك الطاعات والقيام بالعبادات.

كيف نستعد دينيًا لشهر رمضان المبارك؟

شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة للروح والجسد، ولهذا يجب التهيئة المسبقة التي تساعد على استقبال الشهر الكريم بقلب نقي ونفس مطمئنة، تهيئة للصيام اقتداءً بالرسول عليه الصلاة والسلام وبسنته الشريفة، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام في شعبان، حيث جاء في حديث أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر الصيام في شعبان استعدادًا لصيام رمضان، وكان يقول: “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”.

ومن أهم خطوات الاستعداد دينيًا لاستقبال الشهر الكريم، ما يلي:

  • التخلص من العادات السلبية:

شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لمجاهدة النفس، والتخلص من العادات غير الأخلاقية أو غير الصحية، أو أي عادة سيئة أخرى.

  • الإكثار من صيام التطوع:

تعويد النفس على الصيام قبل دخول شهر رمضان المبارك مثل: صيام الإثنين والخميس، وصيام الأيام البيض، والاعتياد على صيام أيام كثيرة من أيام رجب وشعبان، يسهل على النفس والجوارح الانتقال إلى الصيام الكامل والمتواصل خلال الشهر الفضيل.

كيف نستعد دينيًا لشهر رمضان المبارك؟

كيف نستعد دينيًا لشهر رمضان المبارك؟

  • زيادة العبادات:

زيادة الطاعات والعبادات قبل دخول شهر رمضان المبارك مثل: الصلاة، الذكر والاستغفار، قراءة القرآن وتدبره والتأمل في معانيه، وغير ذلك من الأعمال التي تشحذ الروح وتقوي النفس استعدادًا للاستزادة في الشهر الكريم.

  • التخطيط للصدقة والزكاة:

ينبغي عليك وضع قائمة خاصة بالمحتاجين والفقراء، الذين يستحقون الزكاة والصدقات خلال الشهر الفضيل.

اقرأ أيضًا: 22 نية للصيام.. رحلة إلى أعماق القلب وتحقيق الهدف

كيف نستعد بدنيًا لشهر رمضان المبارك؟

الاستعداد البدني لا يقل أهمية عن الاستعداد الروحي والديني، فقبل دخول شهر رمضان المبارك يجب الاستعداد بدنيًا بالخطوات التالية:

  • تحديد الأهداف التي تريد تحقيقها خلال الشهر الفضيل، وكذلك التغيرات الإيجابية التي تدفعك للأمام صحيًا وبدنيًا التي يستقيد منها جسدك صحيًا.
  • الابتعاد عن العادات السيئة أو غير الصحية، التي من شأنها الإضرار بجسدك.
  • تنظيم الوقت بين العبادة والعمل، والمسئوليات الأخرى.
  • محاولة تعويد الجسم على تناول وجبة الإفطار مبكرًا بدلًا من تأخيرها لعدة ساعات؛ للتخفيف من صعوبة الصيام خاصة في الأيام الأولى.
كيف نستعد بدنيًا لشهر رمضان المبارك؟

كيف نستعد بدنيًا لشهر رمضان المبارك؟

  • محاولة الالتزام بالوجبات الرئيسية في مواعيد متقاربة من مواعيد وجبتي السحور والإفطار، وتجنب تناول أية وجبات إضافية أو حلويات أثناء اليوم.
  • تقليل تناول الكافيين تدريجيًا مثل الشاي والقهوة وغيرها، وذلك لتجنب الصداع والاكتئاب وأعراض المصاحبة لانسحاب الكافيين من الجسم أثناء الصيام.
  • يعتبر رمضان فرصة ذهبية للتخلص من التدخين.
  • الصفاء النفسي يساعدك على العبادة بصدق وإخلاص، لهذا يجب عليك العفو والتسامح مع الآخرين قدر المستطاع لتحقيق ذلك الهدوء والصفاء النفسي.

وهكذا عزيزي القارئ تعرفنا معًا على إجابة سؤال كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟ واستعرضنا معًا أهم الخطوات الواجب اتباعها لحسن استقبال هذا الشهر الكريم روحيًا ودينيًا وبدنيًا، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.

اقرأ أيضًا: كيف تستغل صيامك؟.. 6 خطوات لتحقيق الفائدة القصوى في رمضان

كتبت: سحر علي.