تفتح سوريا أبوابها مجددًا عبر فعاليات معرض دمشق الدولي في دورته الثانية والستين، وهي الأولى بعد تحقيق الاستقرار، تحمل معها آمال سوريا في استعادة مكانتها الإقليمية والعالمية وكسر عزلتها، ليكون المعرض نقطة التقاء بين الاقتصاد والثقافة والسياحة، وبوابة نحو آفاق جديدة في الابتكار والتطور. 

تاريخ معرض دمشق الدولي

يعتبر معرض دمشق الدولي من أقدم وأعرق وأكبر المعارض في الشرق الأوسط، حيث تشارك في دوراته عشرات الدول من مختلف أرجاء العالم، ومئات الشركات المحلية والعالمية، ومن أهم محطات المعرض الزمنية: 

  • تأسس المعرض في سبتمبر عام 1954م بحضور رئيس الجمهورية (هاشم الأتاسي)، واستمر لمدة شهر كامل بمشاركة 26 دولة عالمية وحضور أكثر من مليون زائر.
  • عام 1956م، ارتفع عدد الدول المشاركة ليصل إلى 30 دولة. 
  • خلال ستينات القرن الماضي توسعت المشاركة لتضم 43 دولة. 
  • وصل عدد الزوار في عام 1973 إلى ما يقرب 2 مليون زائر، ثم شهد العام التالي 1974 قفزة ملحوظة حيث ارتفع عدد الزوار ليقترب من 3 ملايين زائر.
  • افتُتحت الدورة السابعة والأربعون في عام 2000م بمشاركة 51 دولة عالمية، وتم تنظيم أيام خاصة لرجال الأعمال، وتخصيص ثلاثة أيام لإقامة ندوة اقتصادية، مما أضاف إلى معرض دمشق الدولي بعدًا تجاريًا وسياحيًا ملموسًا. 
رسم فني تاريخي يوضح معرض دمشق الدولي في خمسينات القرن الماضي

اقرأ أيضًا: أبرز فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023

موقع معرض دمشق الدولي 

يقع المقر القديم للمعرض في قلب العاصمة، ممتدًا من متحف دمشق الوطني حتى ساحة الأمويين بمحاذاة نهر بردى، ومع تزايد أهمية المعرض واتساع عدد زواره، تم عام 2003م إنشاء مدينة معارض جديدة خارج دمشق بمساحة أوسع تستوعب هذا التطور، حيث بلغت مساحتها الإجمالية نحو مليون و200 ألف متر مربع، منها 70 ألف متر مربع مغطاة بالأجنحة و65 ألف متر مربع مخصصة للعرض المكشوف، تتوزع بين أجنحة متخصصة أبرزها جناح الصناعات اليدوية.

ويضم أيضًا مركزًا للوفود الرسمية ورجال الأعمال، وجناحًا للصحفيين، ومواقف للسيارات، بالإضافة إلى مركز طبي ومركز إطفاء، ومحطة لتوليد الكهرباء، ومحطة مياه، لسير الفعاليات بأمان وسلامة، ومساحات خضراء تبلغ مساحتها 350 ألف متر مربع. 

صورة جوية حديثة لمدينة معارض دمشق الدولية بمساحاتها الواسعة

اقرأ أيضًا: معرض توت عنخ آمون التفاعلي يفتح أبوابه في نوفمبر المقبل

معرض دمشق الدولي دورة 62

انطلقت فعاليات الدورة الثانية والستين للمعرض في أغسطس 2025م، تحت رعاية ودعم فخامة الرئيس السيد أحمد الشرع، على أرض مدينة المعارض، بمشاركة أكثر من 22 دولة من أبرزها تركيا وقطر والسعودية، إلى جانب ما يقارب 800 شركة محلية ودولية تمثل مختلف القطاعات الصناعية والتجارية والخدمية.

وشاركت في المعرض وزارات الاقتصاد والتعليم العالي والسياحة والإعلام والثقافة، فيما تولت وزارات الداخلية والطوارئ وإدارة الكوارث الإشراف المباشر على التنظيم؛ لضمان أعلى مستويات الأمن والسلامة، وجرى تخصيص اليوم الأول للدعوات الرسمية والدبلوماسية، حيث استُهل بكلمة لفخامة الرئيس أعقبتها عروض استعراضية جسدت التنوع الثقافي السوري.

ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى سبتمبر 2025م، متضمنًا أجنحة غنية ومتنوعة تشمل الصناعة والتجارة والتكنولوجيا والأزياء، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية واجتماعية وبرامج خاصة للأطفال، ولراحة الزوار تم إطلاق تطبيق إلكتروني يتيح حجز التذاكر المجانية بسهولة، كما خصصت حافلات لنقلهم من دمشق إلى أرض المعرض ذهابًا وإيابًا، وجرى إصدار طابع بريدي مميز ليكون تذكارًا لهذه الدورة من المعرض.

صورة لحفل افتتاح معرض دمشق الدولي 2025 بمشاركة دولية

أهمية معرض دمشق الدولي

يشكل المعرض وسيلة مهمة لتسويق المنتجات السورية وجذب الاستثمارات، كما يمثل أداة فعالة للترويج السياحي لسوريا كوجهة آمنة، ويمثل مساحة للتبادل الثقافي والفني، ويعكس صورة إيجابية عن الاستقرار الأمني والانفتاح على العالم.

من المتوقع أن يساهم معرض دمشق الدولي في تخليص سوريا من العزلة الدولية، وتعزيز العلاقات الإقليمية والعالمية. 

اقرأ أيضًا: معرض تراثنا 2023.. بوابة للحرف اليدوية المصرية إلى العالم

المصادر: 

  1. الصفحة الرسمية لمعرض دمشق الدولي على فيسبوك.
  2. معرض دمشق الدولي- الموسوعة الدمشقية.

كتبت: هبه حماده.