فهرس المقال
يوم اللغة العربية هو الموعد السنوي الذي يتجدد فيه فخرنا بلغةٍ هي مستودع فكرنا وهويتنا، حيث يقول أبو الطيب المُتنبي: “وبِهم فخرُ كلِّ من نَطَقَ الضَّادَ وعَوذُ الجاني وغَوثُ الطريدِ”؛ فهي اللغة المشرفة التي تتفرد بخصائص لا تملكها لغة أخرى، وبمناسبة الاحتفال العالمي في 18 ديسمبر، نقدم لك عزيزي القارئ دليلًا شاملًا حول هذه اللغة وكيفية المحافظة عليها.
ما هي اللغة العربية؟
تُعتبر اللغة العربية من أكثر اللغات ثراءً في الألفاظ، وأكثرها قدرة على استيعاب المعاني الجلية، وهي إحدى اللغات السامية المنسوبة إلى سام بن نوح -عليه السلام-، وعند التعمق في دراسة أصل اللغة العربية، يظهر لنا بوضوح أنها اللغة الوحيدة التي حافظت على استمراريتها وقواعدها حية وبقيت ثابتة أمام كل التحديات، في حين لم يتبق من باقي اللغات السامية الأخرى إلا بعض الآثار المنحوتة على الصخور، إن الاحتفاء بـ يوم اللغة العربية هو في جوهره تقدير لهذا التاريخ العريق والممتد الذي جعلها لغة إنسانية عالمية، ولغة السياسة والأدب والعلوم على مدار أزمنة طويلة.

تاريخ ومستقبل يوم اللغة العربية العالمي
إن الاحتفاء بـ اليوم العالمي للغة العربية في يوم 18 ديسمبر من كل عام ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو تخليد لذكرى تاريخية هامة؛ وهي اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية كإحدى اللغات الرسمية ولغات العمل في عام 1973، ويأتي هذا التاريخ ليكون منصة سنوية لتقييم واقع لغتنا وإطلاق المبادرات التي تهدف لتعزيز حضورها الرقمي ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، إن الهدف الأسمى من تخصيص هذا التاريخ ليكون يوم اللغة العربية هو ضمان بقاء لغة الضاد قوية، نابضة بالحياة، ومنتشرة بين الأجيال القادمة في ظل تحديات العولمة.

أهمية ومكانة لغة الضاد
لهذه اللغة أهمية تعجز الكلمات عن حصرها، ويأتي الاحتفال بـ اليوم العالمي للغة العربية ليذكرنا بهذه الحقائق الجوهرية:
- لغة الوحي: اختارها الله لتكون لغة القرآن الكريم لقدرتها على حمل ثقل الخطاب الإلهي.
- الهوية الثقافية: هي الوعاء الذي يحفظ تراث الأمة العربية ويميزها عن باقي الأمم.
- العبقرية اللغوية: تسمح للكاتب بربط المواضيع ببراعة دون تشتيت القارئ.
- التواصل الحضاري: يقدر عدد الناطقين بها حوالي 422 مليون شخص، مما يعزز مكانتها في المحافل الدولية.
مزايا وخصائص اللغة العربية
نبرز في يوم اللغة العربية مجموعة من المميزات التي تجعلها لغةً استثنائية:
- الترادف: دلالة أكثر من كلمة على نفس المعنى بظلال دقيقة ومختلفة.
- الفصاحة: استخدام اللفظ الحسن المألوف الذي يوصل المعنى بدقة تامة.
- الأصوات الدالة: إمكانية فهم معنى الكلمة من خلال جرس صوتها فقط.
- التخفيف والاشتقاق: اعتمادها على الأصول الثلاثية مما يسهل توليد المعاني.
- الثبات التاريخي: صمودها أمام عوامل الزمن، حيث ظلت مفهومة عبر القرون بخلاف اللغات الأخرى.
تحديات انحدار اللغة في العصر الحديث
رغم عظمتها، يمر يوم اللغة العربية واللغة تواجه تحديات تستوجب الوقوف عندها، ومن أهم أسباب انحدارها:
- سيادة العامية: انتشار اللهجات الدارجة حتى في البرامج الإعلامية (مثل جمل “استنونا راجعين”).
- إهمال المؤسسات: تراجع استخدام الفصحى في المدارس والجامعات واستثقال الناس لها.
- عقدة اللغات الأجنبية: حرص أولياء الأمور على إتقان أبنائهم للغات الأجنبية وإهمال لغتهم الأم.
- الفجوة الرقمية: تأثير العولمة ودخول المصطلحات الأجنبية المشوهة في لغة التواصل اليومي.

سبل المواجهة وحماية الهوية
لا نكتفي في يوم اللغة العربية بالشعارات، بل يجب العمل على خطوات عملية للحماية من خلال:
- تطوير المناهج الدراسية وربطها بالتكنولوجيا المعاصرة لجذب الطلاب.
- نشر ثقافة القراءة الواعية بالفصحى وتفعيل دور الصالونات الثقافية.
- التمسك بقراءة القرآن الكريم باعتباره المصدر الباقي والأساس المتين للغة.
- خلق فرص عمل مرتبطة باللغة وإحياء فنون الشعر والنثر في الفضاء الرقمي.
في الختام، إن رحلتنا التي خضناها بمناسبة يوم اللغة العربية تؤكد أن لغتنا ليست مجرد وسيلة للتخاطب، بل هي كيان حي يحمل تاريخنا وقيمنا، إنها اللغة التي حفظها الله بحفظ كتابه الكريم، وتستحق منا كل الرعاية لتبقى منارةً للحضارة والفكر في كل زمان ومكان.
كتبت: سحر علي.
الأسئلة الشائعة حول يوم اللغة العربية
لماذا نحتفل بـ يوم اللغة العربية في 18 ديسمبر؟
لأنه التاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية كلغة عمل رسمية عام 1973، تقديرًا لمساهمتها في التراث العالمي.
ما هي ميزة حرف الضاد في اللغة العربية؟
تسمى العربية “لغة الضاد” لأنه حرف فريد يصعب نطقه، ويُعتقد أن اللغة العربية هي الوحيدة التي تخرج هذا الصوت بمخارجه الصحيحة بين لغات العالم.
كيف يمكن للشباب دعم يوم اللغة العربية؟
من خلال استخدام اللغة الفصحى المبسطة في كتاباتهم الرقمية، والاعتزاز بهويتهم اللغوية، والمساهمة في إثراء المحتوى العربي على الإنترنت.

