أعرف أن العنوان صادم بعض الشيء وربما يكون محيرًا للكثيرين، ولكنني لن أتركك عزيزي القارئ في هذه الحيرة كثيرًا فهذا العنوان به بعض المجاز اللغوي فأنا أقصد هنا بالكيميا التوافق والتفاهم اللازمين لاستمرار الحب كما هو مشاع بين الألفاظ الشبابية اليوم يقولون (في كيميا بينهم) وعلى النقيض تمامًا قصدت باللوكيميا وهي سرطان الدم (عافاكم الله وعافانا جميعًا) قصدت بها موته وانتهاءه، تعالوا في هذا المقال نتناقش حول كيفية استمراه؟ وأسباب استمراره، ولماذا يموت؟ ومتى يموت؟
ما هو الحب؟
هو شعور أو إحساس يشعر به طرف تجاه طرف آخر أو يتبادله الطرفان معًا، ويبدأ عادة بالإعجاب أو انجذاب أحد الطرفين للآخر وهذا الانجذاب قد يكون شكليًا أو جماليًا أو فكريًا وثقافيًا أو اجتماعيًا، ومهما تعددت الأسباب فهو واحد.
وقد ثبت علميًا أن هناك هرمونا أطلقوا عليه اسم هرمون المحبين وهو هرمون الأوكسيتوسين الذي يتم إنتاجه عند لقاء المحبين ببعضهما، يؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع أو هبوط في ضغط الدم والتوتر والنسيان المؤقت لبعض الأشياء أو الأحداث.
وكما قالت سيدة الغناء العربي أم كلثوم: “أهل الحب صحيح مساكين”.
أسباب استمراره:
وكما هو الحال في كل البدايات فإن بداياته تكون جميلة وعاطفية وهادئة ورومانسية، حتى أن هذه الفترة تكون أحلى الفترات وذكريات لا ينساها المحبون أبدًا.
ولأن دوام الحال من المحال والحياة لا يمكن لها أن تستمر على وتيرة واحدة، فإنه يأتي عليه فترة يتحول فيها من شكل لآخر، وهنا لا بد من التدخل حتى يستمر قائمًا بين الطرفين عن طريق:
الاهتمام المتبادل:
من أهم الأسباب التي تساعد على استمراره هو الاهتمام المتبادل بين الطرفين، فلا يمكن لطرف واحد فقط أن يهتم ويعطي دون الآخر، بل يجب أن يعرف كل طرف احتياج الطرف الآخر ويعطيه له سواء كان هذا الاحتياج ماديًا أو عاطفيًا ومعنويًا.
تقبل الآخر:
أحد أهم الأسباب اللازمة لاستمراره هو تقبل الآخر بكل ما فيه، وبكل ما يطرأ عليه وهذا لا يعني عدم محاولة التغيير للوصول لما يتمناه كل طرف في الآخر، لكن أقصد هنا تقبل الآخر بعد الأخذ بالأسباب في محاولة التغيير، فمثلًا عند مرض أحد الطرفين بعد استنفاد كل وسائل العلاج يجب عليك تقبل الآخر وعدم التخلي أو التجريح أو حتى الإشارة من قريب أو بعيد لهذا الشيء، مثلًا وهو الشائع في بيوتنا المصرية عندما يزيد وزن الزوجة المصرية بعد الزواج وإنجاب الأطفال يبدأ الزوج في التذمر من زيادة وزنها وإظهار إعجابه بالنماذج الأخرى من الفنانات والنساء النحيفات، أو يصل لدرجة تهديدها بالزواج من أخرى، بينما نجد في الحقيقة لو نظر هو إلى نفسه في المرآة لاستحت المرآة وعطلت انعكاسها حتى لا تظهر صورته فيها، أيمكن لهذا أن يكون حبًا يا سادة ويكتب له الاستمرار؟
الاحترام المتبادل:
يرتبط بالاحترام ارتباطًا كبيرًا وهو ضروري وأساسي لاستمرار أي علاقة، وليست علاقة المحبين فقط لأنه يؤدي إلى حسن تعامل كل طرف مع الآخر وتقبل آرائه ووجهات نظره ومشاركته في قرارته.
المساحة الشخصية:
كل شخص يحتاج في فترة من الفترات للإحساس بالاستقلالية والحرية وعدم التقييد، حتى لا تستنفد طاقته ولهذا يجب على كل طرف أن يعطي شيئًا من الخصوصية للطرف الآخر في العلاقة والتواصل مع الآخرين.
الصراحة والوضوح:
من أسباب استمراره الصراحة والوضوح، وليست الصراحة هنا في صدق الأقوال بل في صدق الأفعال أيضًا وعدم تزييف الشخصية وعدم التظاهر بخلاف الحقيقة أو إخفاء لعيوب معينة لبعض الوقت، ولكن يجب أن يكون كل طرف واضحًا حتى في العتاب والغضب من أحدهما للآخر.
المسامحة والعفو:
“اللي بيحب بيسامح” هكذا يقال دائمًا ولأن كلنا بشر نخطئ، فمن الواجب على كل طرف في العلاقة عندما يخطئ يعتذر ويسامحه الطرف الآخر ما دام الخطأ بسيطًا يقع فيه الكثيرون.
تقديم الدعم:
كلنا نحتاج للدعم خاصة في فترات الضعف وانعدام الشغف، ولهذا من أهم واجبات الشريك أن يدعم شريكه ويسانده ويتواجد بجواره دائمًا.
وجود الثقة:
الثقة في العلاقة تجعلها هادئة مستقرة، لأنها تجعل كل طرف يتصرف بحرية وأمان وحسن نية لثقة الطرف الاخر فيه.
التعبير عن الحب وتجديده:
يحتاج الطرفان إلى المجاملات الرقيقة والكلمات الرومانسية التي تعزز ثقة كل طرف في نفسه وفي الآخر، وكذلك محاولة التجديد من وقت لآخر حتى لا يتسرب الملل للطرفين مثل: الذهاب في رحلة إلى مكان ما، أو لقاء بعض الأصدقاء، أو تقديم هدية في غير مناسبة، وغير ذلك من محاولات تجديد جو العلاقة وإعادة أحيائها.
اقرأ أيضًا: طريقة الاحتفال بعيد الحب بدون حبيب
عوامل انتهائه:
بعد أن عرضنا أسباب استمراره، يجب علينا معرفة أسباب انتهائه ومنها نعرف كيف نحافظ عليه باقيًا مستمرًا:
1-فقدان الثقة:
من أول أسباب انتهائه، فقدان الثقة ليس بسبب الخيانة فقط بل عدم القدرة على الاحتواء وفهم مشاعر الآخر.
2-الإهمال:
الإهمال يؤدي إلى شعور الطرف الآخر بأنه بلا قيمة وغير مرغوب فيه.
3-عدم الاكتفاء:
عدم الاكتفاء في العلاقة يجعل الطرف الآخر يشعر بالقلة والدونية، وعدم الإحساس بقيمته في العلاقة.
4-الخيانة:
تؤدي الخيانة إلى عدم الشعور بالأمان والراحة، وعدم إمكانية الاستمرار في العلاقة.
5-الكذب:
يؤدي إلى فقدان الثقة بين الطرفين، وعدم الشعور بالأمان في العلاقة.
6-الروتينية:
تؤدي إلى الشعور بالملل والرتابة والجمود وعدم التجديد، كالماء الراكد لا يتحرك ولا يمكن الشرب منه.
7-القسوة:
من أسباب عدم استمراره القسوة، لأنه إحساس رقيق كيف للقسوة أن تجد مكانًا فيه، لكن هناك من يتعامل بقسوة مع الطرف الآخر لفظية أو مادية أو معنوية تجعل استحالة استمرار العلاقة.
8-الخذلان:
أجد أن الحجر الذي رمي به طرف الطرف الآخر، وجعله يشعر بصدمة كبيرة لا يمكنه بعدها الاستمرار في العلاقة.
مما سبق عزيزي القارئ، يتضح أنه شعور مثل كل المشاعر الانسانية بل هو أرقاها وأكثرها دفئًا وحنانًا، ولهذا من الصعب الحفاظ عليه مستمرًا وباقيًا ويحتاج إلى بذل مجهود من كلا الطرفين إذا كانا يريدان الاستمرار فيه.
وأخيرًا أقول أن الحب كالوردة المتفتحة إذا لم تستطع أن ترويها فلا تقطفها واتركها لغيرك يتمتع بمنظرها الخلاب ورائحتها الجميلة.
اقرأ أيضًا: الحب في فترة المراهقة
كتبت: سحر علي.