تعتبر الملكة نفرتاري واحدة من أشهر الملكات في تاريخ مصر القديمة، حيث كانت الزوجة الملكية الكبرى للملك رمسيس الثاني، ولعبت دورًا مهمًا في السياسة والمجتمع المصري.
من هي الملكة نفرتاري؟
كانت نفرتاري عضوًا في عائلة نبيلة وكان أخوها أمينوس يشغل منصب عمدة طيبة، تزوجت نفرتاري رمسيس الثاني وهي في عمر ثلاثة عشر عامًا، وحين أصبحت في عمر الخمسة عشر تولى الملك رمسيس العرش، وظلت نفرتاري أهم زوجات الملك من بين ثماني زوجات تزوجهن في صعيد مصر لمدة لا تقل عن عشرين سنة.
تعتبر الملكة نفرتاري جميلة الجميلات والملكة الأجمل والأكثر جاذبية وفتنة بين نساء الملك، والزوجة الملكية الكبرى والأحب إلى قلب زوجها ملك مصر الأشهر رمسيس الثاني، الذى عاش في الأسرة التاسعة عشر تحديدًا عصر الدولة الحديثة، واسمها الكامل هو نفرتاري ميريت موت، ويعني (محبوبة الإله موت)، أما اسمها المختصر الأشهر نفرتاري يعني (أحلاهن) أو (حلاوتهم) باللغة العامية المصرية، أنجبت نفرتاري كثيرًا من الأولاد للملك رمسيس الثاني لكن لم يعمر أحد منهم طويلًا مثل أبيه.
وتم تقديس نفرتاري مثل زوجها الملك رمسيس الثاني، ولم تكن هي الأولى في التقديس، بل سبقتها الملكة أحمس-نفرتاري عميدة الأسرة الثامنة عشرة، والتي قدسها المصريون القدماء كإله حسب معتقداتهم، والملكة نفرتاري زوجة الملك تحتمس الرابع أيضًا خصوها بهذه المكانة المقدسة.
اقرأ أيضًا: الملكة كليوباترا.. أشهر ملكات مصر في التاريخ القديم
مقبرة نفرتاري:
تم اكتشاف مقبرة نفرتاري في وادي الملوك عام 1904م، لكنها ظلت مغلقة أمام الجمهور حتى أوائل التسعينيات بسبب تلف النقوش والزخارف بسبب ترسب الأملاح، تتميز المقبرة بتصميمها المميز، حيث تواجه الفتحة المؤدية إلى داخلها الشرق، ويمثل سقف المقبرة السماء السوداء المرصعة بالنجوم الذهبية، تحتوي المقبرة على العديد من النقوش والرسوم الجدارية، بما في ذلك لوحة تصور الملكة وهي تلعب لعبة تشبه الشطرنج.
معبد أبو سمبل:
كان الملك رمسيس الثاني من شدة حبه لزوجته نفرتاري يقوم بتصويرها معه في كل آثاره، ويصنع لها التماثيل الكثيرة وبنى مقبرة خاصة لها في وادي الملوك ومعبد في أبو سمبل، ومن أهم ما كتبه رمسيس الثاني على جدران المعبد: “من أجل أحب زوجاتي قمت ببناء هذا المعبد، من أجل نفرتاري، التي تشرق كالشمس، وجميلة مثل زهرة اللوتس”، والجدير بالذكر أن معبد أبو سمبل الكبير واحد من أربعة معابد تم بناؤها خلال فترة حكم الملك رمسيس الثاني، وقد أمر رمسيس الثاني أبرع مهندسيه ببداية بناء معبدين في أبو سمبل معبد كبير له ومعبد صغير لنفرتاري، وتم البدء في بنائهم في السنوات الأولى لفترة حكمه، وانتهى العمل فيهما في العام الخامس والعشرين من حكمه الطويل.
يعتبر معبد أبو سمبل الكبير من روائع فن العمارة في مصر القديمة، وأجمل المعالم الذي يعتبر حدثًا سياحيًا كل عام هو اختراق شعاع الشمس باب المعبد ليصافح وجه رمسيس الثاني مرتين من كل عام في ظاهرة هندسية وفلكية تبهر العالم باستمرار، وهذا يثبت عبقرية المصري القديم التي ما تزال تحير العالم كله إلى يومنا هذا.
أما معبد أبو سمبل الصغير وهو معبد جميلة الجميلات الملكة نفرتاري إلى جوار المعبد الكبير الخاص بزوجها الملك رمسيس الثاني، ومن أجلها بنى لها زوجها ذلك المعبد المتميز المنحوت من الصخر الطبيعي، تجد في واجهة المعبد تماثيل كثيرة منحوتة تمثل الملك العظيم وزوجته الجميلة التي أبهرت العالم، قديمًا وما زالت تبهره حديثًا بجمالها وجاذبيتها ورقتها التي لا تُقاوم، ثم بعد ذلك الأجزاء المعمارية المكونة لهذا المعبد.
دور الملكة نفرتاري في الدولة:
كانت الملكة نفرتاري ملكة قوية ومؤثرة بقوة في عهد زوجها الملك رمسيس الثاني، ولعبت حينذاك دورًا هامًا في الشئون الدبلوماسية بالدولة المصرية لما كانت تتميز به من مهارات متعددة مثل فنون الكتابة خاصة الهيروغليفية، والقراءة وأصول علم المراسلات الدبلوماسية او الدولية، فأفادت بمهاراتها الكبيرة مصر وزوجها الملك العظيم في الشرق الأدنى القديم بالإضافة لحبها وإخلاصها لزوجها الملك المعظم، كل ذلك جعل من قصة حب رمسيس الثاني نفرتاري أعظم قصص الحب التاريخية التي خلدها الإنسان في الحجر والفن قبل أن يخلدها في فنون الأدب والمقال.
وختامًا، كانت الملكة نفرتاري شخصية عظيمة تركت بصمة واضحة في تاريخ مصر القديمة، فهي ملكة جميلة وذكية وقوية، لعبت دورًا مهمًا في السياسة والمجتمع المصري، كما كانت زوجة محبة ومثالية للملك رمسيس الثاني.
اقرأ أيضًا: الملك زوسر.. إليك 13 إنجازا جعله أحد أهم ملوك مصر
كتبت: سحر علي.