هل تشعر بالملل والروتين في كل ما تفعله؟ لا تقلق أنت لست وحدك، فقدان الشغف ظاهرة شائعة تُصيب الكثير من الناس في مختلف مراحل حياتهم، في هذا المقال سنأخذك في رحلة استكشافية لفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق، سنناقش أعراضها وأسبابها، ونقدم لك نصائح عملية لاستعادة شغفك وإعادة إحياء سعادتك، انضم إلينا في هذه الرحلة، واكتشف كيف يمكنك إعادة إحياء شغفك والعيش بحياة مليئة بالمعنى والهدف.

ما هو فقدان الشغف؟

فقدان الشغف هو حالة عادية وشائعة بين الناس، قد تحدث لأي شخص، ولا يعني بالضرورة أن هناك أية مشكلة تستدعي القلق، ولا يتطلب منك البحث عن علاج إلا إذا كانت حالة مرضية كالاكتئاب.

اقرأ أيضًا: رحلة الانتظار.. كيف ينعكس تأثير متلازمة الحياة المؤجلة على حياتنا؟

ما أعراض فقدان الشغف؟

تختلف أعراض فقدان الشغف من شخص لآخر، وإليك بعض الأسباب الشائعة التي تدل على أنك قد تعاني من هذه المشكلة:

قلة الحماس:

قد تشعر بفتور في حماسك تجاه ممارسة أمور كانت تثير اهتمامك، وتجد صعوبة في الاهتمام بالتجارب الجديدة التي قد تعترض طريقك.

الملل:

قد تشعر بالملل عند ممارسة أنشطة كانت ممتعة بالنسبة لك سابقًا.

التسويف:

قد تجد نفسك تؤجل مهامك التي كانت تشعرك من قبل بالسعادة، أو تشعر بأنك تجاهد لإنهائها.

العصبية أو الإحباط:

قد تشعر بعصبية أو الإحباط بسهولة من أمور لم تكن تزعجك من قبل.

ما أعراض فقدان الشغف؟

ما أعراض فقدان الشغف؟

الشعور بغياب الإنجاز:

قد تشعر بعدم الرضا عن ذاتك، أو كأن شيئًا بالغ الأهمية ينقصك.

عدم التركيز:

قد تشعر بعدم التأكد مما تريده، وتجد نفسك تحاول جاهدًا لإيجاد إحساس بالهدف أو المعنى الكامن في بعض مهامك.

الانطواء:

قد تفضل عدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية أو الاهتمام بعلاقاتك المهمة، وتميل إلى الوحدة وقضاء المزيد من الوقت بمفردك.

قد تكون هذه الأعراض ناتجة عن مشاكل نفسية أو جسدية أخرى كالاحتراق النفسي أو الاكتئاب، لذلك يجب عدم الاستهانة بها، وإذا استمرت أو أصبحت مصدرًا للقلق عليك استشارة مختص لتحديد ما إذا كانت فعلًا هذه الأعراض تدل على فقد الشغف أو على اضطراب أكثر خطورة.

اقرأ أيضًا: كيف تحارب الاكتئاب الموسمي في 8 خطوات

أسباب فقدان الشغف:

توجد العديد من أسباب فقدان الشغف، إليك بعضًا منها:

الإرهاق:

عندما تعمل بجهد كبير أو لفترة طويلة جدًا أو دون دعم كافٍ، فقد ينقلب شعورك إلى الضد، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالإرهاق وفقدان الاهتمام بالأشياء التي كنت تستمتع بها.

الإجهاد:

يمكن أن يؤدي التعب المزمن إلى الشعور بالإجهاد الجسدي؛ مما يجعل من الصعب عليك أن تشعر بالمتعة أثناء ممارستك لأنشطتك المفضلة.

التغييرات الحياتية:

بعض الأحداث الصعبة قد تؤثر على مجرى الحياة مثل: الانفصال عن الشريك، أو البطالة، أو الانتقال إلى مكان غير مألوف، فيحدث تغير في الأولويات أو الاهتمامات؛ مما قد يؤدي إلى فقد الشغف بالأشياء التي كانت مهمة لك سابقًا.

أسباب فقدان الشغف

أسباب فقدان الشغف

غياب التحدي:

إذا لم تعد تواجه تحديات خلال أنشطتك المفضلة سابقًا، فقد تبدأ في الشعور بالملل تجاه تلك الأنشطة أو تفقد الاهتمام بها.

الاضطرابات الصحية:

تؤثر المشاكل الصحية سواء البدنية أو العقلية على مستويات الطاقة والرغبة في ممارسة المهام؛ مما قد يؤدي في النهاية إلى فقدان الشغف.

التجارب السلبية:

عندما تحصل على نتائج أقل من توقعاتك أو مرورك بأحداث غير سارة تتعلق بنشاط كنت تستمتع به، فقد يتسبب ذلك بشكل غير مباشر في فقدان الشغف.

التغير في القناعات:

بينما تنمو شخصياتنا وتتطور ونكتسب قيمًا ومعتقدات جديدة، قد تتغير أولوياتنا معها؛ مما يؤدي إلى فقد الشغف بالأشياء التي كانت مهمة لنا في السابق.

ما علاقة فقدان الشغف بالاكتئاب؟

يتشابه فقدان الشغف بالاكتئاب في بعض الأحيان؛ مما يؤدي إلى الشعور بالقلق لدى الشخص غير المختص، إلا أنهما يختلفان في الأسباب والأعراض، فإن فقد الشغف بوصف بأنه عدم القدرة على الشعور بالسعادة عند ممارسة الأمور التي كانت مصدرًا للسعادة سابقًا مثل: الهوايات، وتناول الطعام، وأداء الوظيفة، ومقابلة الأصدقاء.

ما علاقة فقدان الشغف بالاكتئاب؟

ما علاقة فقدان الشغف بالاكتئاب؟

أما الاكتئاب يوصف بأنه اضطراب مزاجي يؤدي إلى الشعور المستمر بالحزن ويُعرف أيضًا باسم الاكتئاب السريري، وهو يؤثر على مشاعرك وتفكيرك وتصرفاتك، يؤدي إلى عدة اضطرابات عاطفية وجسدية، ومواجهة صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وتشمل أعراض الاكتئاب الأخرى على تغيرات في نمط الطعام أو النوم، وانخفاض في مستوى الطاقة، وصعوبة في التركيز، والشعور بتأنيب الضمير وانعدام القيمة، فالاكتئاب ليس ضعفًا أو أمرًا عارضًا ولا يمكن تجاوزه ببساطة، على عكس فقدان الشغف فإنه قد يتطلب علاجًا ودعمًا على المدى الطويل.

هل فقدان الشغف مرض عقلي؟

فقدان الشغف بحد ذاته ليس مرضًا عقليًا، ولو ارتبط بجملة من الاضطرابات العقلية الأخرى، بل يحدث لأي شخص نتيجة عوامل مختلفة وشائعة بين الأفراد، ومع ذلك لا يجب تجاهل أنه أحد أعراض بعض حالات الصحة العقلي كالاكتئاب.

هل فقدان الشغف مرض عقلي؟

هل فقدان الشغف مرض عقلي؟

فإذا كان الشخص يعاني من نقص مستمر في الاهتمام أو عجز عن الاستمتاع بالأنشطة التي كان يتمتع بها سابقًا، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل الحزن، أو اليأس، أو اضطرابات في الشهية أو النوم، فقد يشير ذلك إلى وجود اكتئاب، ومع ذلك يجب أن نفرق بين ذلك وبين فقدان الشغف الذي يعتبر جزءًا طبيعيًا من الحياة، والذي قد يمر بسهولة دون الحاجة إلى علاج نفسي.

اقرأ أيضًا: الاحتراق النفسي.. كيف يؤثر عليك وكيفية علاجه؟

كيفية استعادة الشغف؟

إذا وجدت نفسك مصابًا بفقد الشغف، فاعلم أنه بيدك أولًا تغيير حالتك، وإليك بعض النصائح لمساعدتك على استعادة الشغف:

خذ قسطًا من الراحة:

قم بأخذ استراحة من هواياتك المعتادة لفترة محددة، وجرب أن تكتشف أنشطة جديدة، أو امنح نفسك الوقت للاسترخاء وإعادة التواصل مع ذاتك.

ذكر نفسك بأولوياتك:

قم بإعداد قائمة بكل ما هو مهم بالنسبة لك وما سبب أهميته، يمكن أن يساعدك على تحديد وتغيير الأنشطة وبذلك تعيد إحياء شغفك من جديد.

جرب أشياء جديدة:

خلال فترة ابتعادك عن هواياتك وأنشطتك المعتادة، اطلع على الأنشطة أو الهوايات التي أجلتها أو ربما نسيتها، لكن لطالما كنت مهتمًا بها ولم يكن لديك الوقت أو الفرصة لتجربتها، ويمكن أن يساعدك في اكتشاف اهتمامات ومصادر سعادة جديدة.

كيفية استعادة الشغف؟

كيفية استعادة الشغف؟

حدد أهدافك:

تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها يمكن أن يلعب دورًا هامًا في إثارة دوافع جديدة في ذاتك ومنحك شعورًا بالحماس، وبالطبع يجب عليك التأكد من أن أهدافك تتوافق مع قيمك واهتماماتك.

مارس الرعاية الذاتية:

قد يساعدك الاهتمام بصحتك الجسدية والعاطفية على الشعور بالنشاط، ويمكن أن تتطور لتصبح هوايات بحد ذاتها مثل: ممارسة الرياضة، وإعداد الأكل الصحي، وتأدية طقوس التأمل.

ابتعد عن السلبية:

إذا كنت في بيئة عمل أو أسرة أو حتى مجتمع لا يقدر مجهودك وتضحياتك، فقد يكون السبب وراء فقدانك لشغفك هو عدم التقدير، لذا يمكنك محاولة إعادة النظر في اهتماماتك من منظور جديد، وربما من وجهة نظر مختلفة تجاهها.

اطلب الدعم:

إذا واجهتك صعوبة في التعامل مع الأمر بمفردك، فلا تتردد في مشاركته مع أحد الأصدقاء، أو أفراد العائلة، أو حتى أخصائي الصحة العقلية، فقد يمنحونك نصائح قيمة تُعتبر البداية الأولى نحو استعادة شغفك.

في الختام، عندما يبدأ الشغف بالتلاشي، ينبغي عليك أن تتذكر أن فقد الشغف هو جزء طبيعي من التجارب الحياتية، ولكنه ليس نهاية القصة، بدلًا من ذلك يمكن أن يكون بداية لمغامرة جديدة في استكشاف ذاتك والعثور على مصادر سعادة جديدة، ويمكنك أن تجد الشغف مرة أخرى، وتعيش حياة مليئة بالمعنى والسعادة.

اقرأ أيضًا: تعرف على أشهر الأمراض النفسية وطرق علاجها

كتبت: نورهان أحمد.