فهرس المقال
هل سمعت يومًا عن إنسان النياندرتال؟ إنه الإنسان البدائي الذي عاش قبل مئات الآلاف من السنين، في أوروبا وآسيا، ويعد أحد أقرب أسلاف الإنسان الحديث، ومؤخرًا تمكن علماء الآثار في جامعة كامبريدج من إعادة تشكيل وجه إمرأة من النياندرتال تعرف باسم (شانيدار زد)، لتكشف لنا لمحة حقيقية عن ملامح أقدم البشر على الأرض.
يمكنك أيضًا معرفة أهم الاكتشافات الأثرية في 2023 وأسرارها المثيرة لمعرفة المزيد عن أحدث الاكتشافات الأثرية حول العالم.
كيف تم اكتشاف امرأة إنسان النياندرتال؟
في عام 2018، اكتشف العلماء جمجمة إمرأة نياندرتال في كهف شانيدار الواقع في كردستان العراق، ويقدر عمرها بحوالي 75 ألف عام، كانت الجمجمة مكونة من نحو 200 قطعة عظمية متناثرة، فقام فريق الآثار في جامعة كامبريدج بإعادة تجميعها بعناية باستخدام التصوير المقطعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، ثم أضاف الخبراء طبقات من العضلات والجلد لإعادة بناء وجهها بدقة مذهلة، في محاولة لتصور ملامح إنسان النياندرتال الحقيقية كما كانت في العصور القديمة.

كيف حدد العماء جنسها؟
اعتمد العلماء على تحليل بروتينات مينا الأسنان لتحديد أن الهيكل العظمي يعود إلى أنثى، وأوضحت إيما بوميروي عالمة الأنثربولوجيا القديمة في جامعة كامبريدج، أن تك التقنية ساعدتهم على التعرف على جنس الفرد حتى في حالة تلف الحمض النووي.
ملامح وجه إنسان النياندرتال
تظهر إعادة بناء الوجه أن النياندرتال لم يكن مختلفًا كثيرًا عن الإنسان الحديث، رغم بعض السمات المميزة مثل:
- الحواجب العريضة والبارزة.
- الأنف الكبير البارز للأمام.
- غياب الذقن تقريبًا.
- بنية قوية في الوجه والكف.
وتشير بوميروي إلى أن هذه السمات كانت تكيفًا طبيعيًا مع المناخ البارد في أوروبا، حيث ساعدت الأنوف الكبيرة على تدفئة وترطيب الهواء قبل دخوله إلى الرئتين.
ما هو إنسان النياندرتال؟
يعرف النياندرتال علميًا باسم (Homo neanderthalensis)، وهو أحد أنواع جنس هومو الذي عاش في أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى منذ أكثر من 350 ألف سنة، ويعتقد العلماء أنه انقرض قبل حوالي آثار نياندرتال البيئية التي وجدت في أوروبا تعود لحوالي 350,000 سنة مضت، وقد انقرض إنسان نياندرتال في أوروبا قبل حوالي 24 ألف سنة، لكنه ترك أثرًا وراثيًا في الإنسان الحديث، إذ أظهرت الدراسات أن حوالي 2% من الجينات البشرية الحالية تنحدر من النياندرتال.

صفات إنسان نياندرتال الجسدية
تميز النياندرتال بصفات جسدية فريدة جعلته قادرًا على التكيف مع البيئات القاسية، ومن أبرزها:
- قصر القامة مع عضلات قوية وممتلئة.
- جمجمة أكبر من الإنسان الحديث نسبيًا.
- أطراف قصيرة لتقليل فقدان الحرارة.
- ذكاء وقدرة على استخدام الأدوات الحجرية المتطورة.
هذه الصفات جعلته من أكثر الكائنات قدرة على البقاء في العصور الجليدية القاسية.
سبب تسمية إنسان النياندرتال
يرجع اسم النياندرتال إلى ادي نياندر شرق مدينة دوسلدورف في ألمانيا، حيث اكتشفت أول أحافير له في القرن التاسع عشر، وسمي الوادي على اسم القس والعالم الألماني يواخيم نياندر، الذي عاش عاش في المنطقة، وكلمة (تال) تعني الوادي باللغة الألمانية أي (وادي نياندر).

أهمية اكتشاف إنسان النياندرتال
تكمن أهمية اكتشاف امرأة في أنه يساعد العلماء على فهم تطور الإنسان الحديث، والعلاقات الجينية بيننا وبين أسلافنا القدماء، كما يفتح الباب أمام المزيد من الدراسات حول سلوك النياندرتال وحياته اليومية، وكيف استطاع التكيف والنجاة في بيئات قاسية.
لمزيد من القصص التاريخية الشيقة يمكنك قراءة إنسان بلتداون.. أكبر خدعة في تاريخ علم الحفريات
إن إنسان النياندرتال ليس مجرد صفحة من التاريخ، بل هو جزء من أصلنا الإنساني، ومن خلال اكتشاف امرأة شانيدار زد، أصبحنا أقرب لفهم كيف تطور الإنسان عبر الزمن، وكيف تشترك أجسادنا في ملامح واحدة رغم مرور آلاف السنين، إنها رحلة إلى الماضي تكشف لنا جميعًا _مهما اختلفنا_ ننحدر من جذور واحدة على هذه الأرض.
كتبت: سحر علي.

