تعد إعادة تدوير مخلفات الموز من أهم صناعات إعادة تدوير المخلفات الزراعية، وهي من أهم فروع الصناعة التي تهتم بها كافة الدول الزراعية ودول العالم، لما تشكله المخلفات الزراعية من تحدٍ خطير للبيئة، عندما لا يجد الفلاح البسيط وسيلة مربحة أو آمنة للتخلص من مخلفات زراعته، فيقوم بحرق تلك المخلفات ليتخلص منها؛ مما يشكل ضررًا خطيرًا على البيئة وعلى صحة المواطنين وأولهم هذا الفلاح وأسرته، وفي هذا المقال سنستعرض مشروعًا هامًا ومربحًا جدًا، وكأننا وجدنا كنوز أهم ملوك مصر القدماء من إعادة تدوير مخلفات الموز فهيا معي.
إعادة تدوير مخلفات الموز:
من هنا نستطيع أن نعرف حجم المشكلة التي يواجهها مزارعو الموز في مصر، وكم الخطر الذي يحدث لو تم إحراق تلك الكمية الكبيرة من مخلفات الموز، لكن في داخل كل مشكلة حل وكنز أيضًا فتلك الكميات الكبيرة من المخلفات الزراعية هي ما دفعت المهندسة هبة نايل وشركاءها من دولة أستراليا لإنشاء أول مصنع في مصر بمحافظة سوهاج لإدارة مخلفات الموز، وذلك لتوافر المواد الأولية المجانية لإنتاج مواد صديقة للبيئة ذات عائد مادي كبير.
اقرأ أيضًا: أول مصنع لتدوير مخلفات الموز.. تعرف على كيفية تدويرها
المنتجات المستخرجة من مخلفات الموز:
أوضحت المهندسة هبة نايل مديرة وشريكة في مصنع بابيروس إيجيبت في سوهاج أن حجم طاقة المصنع هو 50 ألف طن سنويًا من مخلفات الموز، وتلك المخلفات تنتج عدة منتجات أهمها الورق، وعلب الكارتون، والأخشاب، وكسوة الأخشاب ذات المظهر الطبيعي الفخم، كما ينتج المصنع المخصبات الزراعية والأسمدة العضوية.
وقد أوضح المهندس (رامي عازر) مدير المصنع قائلًا؛ “إننا وجدنا في مخلفات الموز كنزًا مخفيًا، فقد أمكنهم من صناعة الورق، والكرتون، وأدوات التغليف والتعبئة، وجميعها مواد طبيعية صديقة للبيئة، كما مكننا من إنتاج الأسمدة العضوية المفيدة للتربة والأراضي الزراعية”.
دور وزارة الإنتاج الحربي في تصنيع الآلات للتخلص من مخلفات الموز:
استقبلت وزارة الإنتاج الحربي المهندسة هبة نايل؛ للتعاون في إنتاج مصنع لصناعة الآلات التي تمكن أي مستثمر أو فلاح مصري من إقامة مصنع خاص به؛ للتخلص من مخلفات الموز وإنتاج منتجات عديدة صديقة للبيئة تجلب قيمة مضافة لمحصول الموز، للمساعدة في تكرار مصنع المهندسة هبة نايل.
منتجات قرية أوسيم من مخلفات الموز:
في قرية أوسيم بالجيزة، قامت إحدى الجمعيات الأهلية بإرسال أحد أعضائها لدولة الهند؛ لاكتشاف التجربة الهندية في التخلص من مخلفات الموز، بتحويلها إلى ألياف طبيعية تشبه ألياف القطن، وإنتاج غزل ونسيج يتم تحويله إلى حبال وأقمشة وسجاد وأعمال فنية ذات قيمة عالية.
وقد بدأت الجمعية بالفعل في إنتاج الألياف والحبال، وجذب هذا المشروع الكثيرين من فتيات القرية للانضمام لتلك الجمعية، وتحقيق عوائد مالية مجزية مع تحقيق الهدف الأهم وهو التخلص من مخلفات أشجار الموز، والحفاظ على البيئة وصحة المواطنين، وهو الهدف الأسمى من أي ابتكار أو اختراع.
في الختام، تعد إعادة تدوير مخلفات الموز ليست فقط حلاً بيئيًا، بل هي أيضًا مصدر مستدام للعديد من المنتجات القيمة، مما يجعلها نموذجًا يجب أن يحتذى به على مستوى العالم.
اقرأ أيضًا: 5 من أهم فوائد الزراعة للمجتمع وأنواع الزراعة في الوقت الحالي
كتب: أحمد عبد الواحد إبراهيم.