تعد الفيبروميالجيا، والمعروفة أيضًا (بالألم العضلي الليفي) واحدة من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا التي تؤثر على الجهاز العضلي الهيكلي، تتسم بألم واسع الانتشار في العضلات والمفاصل، بالإضافة إلى التعب واضطرابات النوم، بالرغم من شيوعها، إلا أنها ما زالت غير مفهومة بشكل كامل، مما يسبب تحديات في التشخيص والعلاج.
الأسباب المحتملة للفيبروميالجيا:
الأسباب الدقيقة للفيبروميالجيا غير معروفة، ولكن هناك عدة عوامل قد تسهم في ظهورها:
- الاستعداد الوراثي: حيث إن الأشخاص الذين لديهم أفراد من العائلة يعانون من الفيبروميالجيا يكونون أكثر عرضة للإصابة بها.
- العدوى: قد تؤدي إلى تغييرات في الجهاز العصبي المركزي مما يسبب زيادة في الحساسية للألم.

- الضغط النفسي والتوتر: الإجهاد المستمر والضغوط النفسية يؤديان إلى ظهور أو تفاقم أعراض الفيبروميالجيا، فإن الإجهاد المزمن يمكن أن يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويزيد من حساسية الأعصاب للألم.
- الصدمة الجسدية أو النفسية: مثل الحوادث أو الأحداث العاطفية الصعبة، أو إجهاد نفسي شديد قد تكون محفزات لتطوير الفيبروميالجيا.
اقرأ أيضًا: الفيبروميالجيا.. هل أنت مصاب بها دون أن تدري؟
الأعراض الشائعة للفيبروميالجيا:
تتفاوت أعراض الألم العضلي الليفي في شدتها من شخص لآخر، ومنها:
- الألم العضلي الهيكلي: الألم هو العرض الأكثر شيوعًا، حيث يكون منتشرًا في جميع أنحاء الجسم، فقد يكون الألم حادًا أو خافتًا ويستمر لفترات طويلة.
- التعب: يعاني المصابون بالفيبروميالجيا من تعب شديد، حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- اضطرابات النوم: يشمل ذلك صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، مما يؤدي إلى نوعية نوم غير جيدة.

- الاضطرابات المعرفية: تعرف أيضًا باسم (الضباب الليفي)، حيث يعاني المريض من صعوبة في التركيز والانتباه ومشاكل في الذاكرة.
- الصداع النصفي: قد يعاني بعض المرضى من الصداع النصفي أو أنواع أخرى من الصداع المتكرر.
- الاكتئاب والقلق: شائعان بين مرضى الفيبروميالجيا، بسبب التأثير السلبي المستمر للمرض على الحياة اليومية.
محاولات تشخيص الفيبروميالجيا:
تشخيص الألم العضلي الليفي يمكن أن يكون معقدًا، إذ لا يوجد اختبار محدد لتشخيص الحالة، بدلًا من ذلك يعتمد الأطباء على تقييم الأعراض واستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة، وتشمل عملية التشخيص:
- التاريخ الطبي الشامل: يتم سؤال المريض عن الأعراض والتاريخ الطبي الشخصي والعائلي.
- الفحص الجسدي: يتم فحص المريض لتحديد نقاط الألم والمعاناة الأخرى التي يمكن أن تشير إلى الألم العضلي الليفي.
- اختبارات الدم: تستخدم لاستبعاد الحالات الأخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو نقص نشاط الغدة الدرقية.

أساليب العلاج المختلفة للفيبروميالجيا:
علاج الألم العضلي الليفي يتطلب مقاربة شاملة تدمج بين العلاجات الدوائية وغير الدوائية، وتشمل:
العلاجات الدوائية:
- مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول، أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs)؛ لتخفيف الألم.
- مضادات الاكتئاب: مثل السيرترالين، أو الفلوكسيتين؛ لتحسين المزاج والمساعدة في النوم.
- الأدوية المضادة للصرع: مثل الجابابنتين أو البريجابالين، التي يمكن أن تساعد في تقليل الألم العصبي.

العلاجات غير الدوائية:
- العلاج الطبيعي: برامج التمارين البدنية تساعد على تحسين القوة والمرونة واللياقة العامة، مما قد يخفف من الألم ويحسن الحركة.
- العلاج النفسي: مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يساعد المرضى في التعامل مع الألم والتحكم في التوتر وتحسين نوعية الحياة.
- التقنيات البديلة: مثل اليوغا، التأمل، والعلاج بالإبر قد تقدم بعض الفوائد في تقليل الأعراض.
- التغذية السليمة: اتباع نظام غذائي متوازن يمكن أن يعزز الصحة العامة ويساعد في إدارة أعراض الفيبروميالجيا.
الفيبروميالجيا حالة مزمنة تتطلب فهمًا شاملًا وتدخلًا متعدد الأبعاد لإدارتها بشكل فعال، على الرغم من عدم وجود علاج نهائي، إلا أن العديد من العلاجات يمكن أن تساعد في تحسين نوعية الحياة وتقليل الأعراض، فالبحوث المستمرة تسعى إلى فهم أفضل لأسباب للحالة، وتطوير علاجات جديدة وفعالة لمساعدة الملايين من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المعقدة، فإن الفهم والدعم من الأسرة والأصدقاء يلعبان دورًا حيويًا في تحسين تجربة المريض وتقديم الأمل في إدارة أفضل للحالة.
اقرأ أيضًا: الفيبروميالجيا … لص الطاقة الخفي ومعاناة النساء
كتبت: نهلة سمير.

