يشتهر المصريون بالأمثال الشعبية، التي يتوارثونها جيلًا تلو آخر، وأصل المثل ما قد حصل، نقبك طلع على شونة وعند أم ترتر، عبارتان متداولتان في مواقف معينة، تعال معي عزيزي القارئ في السطور القليلة القادمة لنتعرف على أصلهما وقصتهما.

أصل الأمثال الشعبية:

  • نقبك طلع على شونة:

يرجع أصل هذا المثل لفلاح كان يعمل مزارعًا في الأرض، ولكنه وجد أن هذه المهنة لا تكفيه ولا تُجدي نفعًا، لذلك قرر تركها وبدأ في التنقيب عن الآثار، حيث يمكنه الحصول على المال ويحقق ثراء سريعًا، وبدأ هذا الرجل بالتنقيب في الأرض؛ وأحضر مُعداته وبدأ بالحفر؛ فوجد سردابًا قام بحفره، واستغرق ذلك منه أسابيع يحفر ويحفر، وعندما انتهى وقف الناس بالأعلى ليشاهدوا ما وصل إليه ذلك الرجل.

نقبك طلع على شونة

نقبك طلع على شونة

ولكنه وجد حائطًا، واعتقد أن وراء هذا الحائط كمية كبيرة من الذهب مدفونة في مقبرة أثرية، وبعدما تمكن من هدم تلك الحائط، فإذا به يجد وراءها شونة أي مخزن من القمح والغلال لأحد جيرانه، وهنا أصابه الإحباط، وقال أهل القرية ساخرين منه: “نقبك طلع على شونة” بمعنى ضياع كل مجهوده في التنقيب ولم يجد في النهاية إلا شونة القمح.

اقرأ أيضًا: فضيحة بجلاجل وسالمة يا سلامة.. كيف تعكس الأمثال الشعبية حكايات الماضي؟

  • عند أم ترتر:

أم ترتر بطلة ذلك المثل، التي قد يعتقد البعض أنها شخصية وهمية، اسمها (نفوسة) واشتهرت بأم ترتر، وهي امرأة قوية الشخصية وسليطة اللسان، زوجها رجل يدعى (علوان أبو إسماعيل)، كان يعمل عربجي حنطور، وكانا يسكنان في منطقة كرموز بمحافظة الإسكندرية، وكان لديهم أربعة أولاد وهم: إسماعيل، وإبراهيم ونبوية وترتر، ولهذا كانت تُسمى أم ترتر، كما أنها أيضًا كانت معروفة بارتداء الملابس والمناديل المليئة بالترتر والألوان اللامعة، ومن هنا أيضًا جاءت تسميتها بهذا الاسم، أما عن سبب ارتباط أم ترتر باستحالة حدوث الأمر، فيرجع إلى أن هذه السيدة كانت تقوم بتربية الكثير من الطيور على سطح منزلها، وكانت في بعض الأوقات تطير إلى سطحها طيور من عند جيرانها، حيث كانت أم ترتر تأخذها وتقوم بذبحها وتقديمها لزوجها على الغداء.

عند أم ترتر

عند أم ترتر

وكانت تخفي ريش وأحشاء تلك الطيور حتى لا يكشفها الجيران، وحينما كان الجار صاحب الطير يبدأ في البحث عنه وسؤال جيرانه، كانوا يقولون له: “ده عند أم ترتر”، يقصدون بذلك قولهم فليعوض الله عليك؛ لأنه كان من الصعب إثبات أن الطير عندها حتى وإن ثبت ذلك، فلن يسلم أحد من لسانها السليط وعباراتها اللاذعة، ومن هنا أصبح هذا المثل البسيط دلالة على صعوبة تحقيق أمر ما أو الحصول عليه.

وفي الختام، ستظل الأمثال الشعبية مثل نقبك طلع على شونة وعند أم ترتر وغيرها قاموسًا مصريًا، نستمد منه عبارات معينة تعبر عن مواقف مشابهة لما قيل فيه هذه الأمثال، ويظل أصل المثل ما قد حصل.

اقرأ أيضًا: الأمثال الشعبية.. قصص وحكايات أم مجرد كلمات؟

كتبت: سحر علي.