في رحلة التعرف على نفسك، يأتي اضطراب الشخصية الحدية واحدة من الألغاز النفسية التي طالما يستحق تسليط الضوء عليه بمزيد من الاهتمام والتعمق فيه على نحوٍ دقيق، وهذا يرتكز على فهم طبيعة مرض هذه الشخصية ومؤثراتها التي تلعب دورًا مساعدًا في تحسين علاقاتك الاجتماعية بالمحيطين بك مع فهم ذاتك كليًا، ولهذا عندما نتحدث عن هذا الاضطراب يلزم التطرق إلى ماهية المرض وتحدياته، التي تحمل في طياتها مزيجًا من الغموض والألغاز.
اضطراب الشخصية الحدية:
اضطراب الشخصية الحدية بالإنجليزي (BPD) يعبر عن حالة مزاجية مرضية حادة تتشكل في إيجاد صعوبات في التفاعل مع العلاقات بشكل معقد، مع إبداء ردود فعل وسلوكيات مريبة ومتهورة تعكس صورة سلبية عن النفس تجاه الآخرين، وهذا يأتي نتيجة تحديات المرض الصعبة للمريض الذي لا يحسن التعامل معها؛ مما يزيد من مواجهتها صعوبة شديدة في تجاوزها بشكل سليم.
فإذا كنت قد تعاملت مع شخصية من ذوي الشخصية الحدية، فمن المؤكد قد انتابك مزيد من التصاعد والتعقيدات في مهارات التواصل مع الآخرين، الأمر الذي يحتاج فهمًا ووعيًا شاملًا لتلك الشخصية من جميع جوانبها وقياس مدى تأثيرها على معدل حياتنا.
اقرأ أيضًا: اضطراب ثنائي القطب.. هل تعيش معه دون أن تدرك مخاطره؟
أعراض اضطراب الشخصية الحدية:
تتشكل حتميات أضرار هذا الاضطراب في الأعراض التي تُظهرها بفعل الهرمونات المتغيرة في الحالة المزاجية بشكل متعثر، وهذا يدفع إلى ظهور أعراض تنحصر في تقلبات مزاجية سريعة ومفرطة، والشعور بمخاوف متعددة سواء من الوحدة، والرفض، الخذلان..إلخ.
مميزات الشخصية الحدية:
ينبغي عليك فهم أبعاد اضطراب الشخصية الحدية الذي يشكل لك مسار عقلك الواعي، ولكن بالرغم أن لها جوانب سلبية إلا أن لها مميزات تتفرد بها هي وحدها، التي تشمل في كونهم لديهم قدرات عالية في التواصل، وأيضًا القدرة على التسامح والتقبل، بالإضافة إلى أن لديهم قوة الاعتماد على الذات المعززة لتحقيق أهدافهم بشكل مرن مع التكيف على التحديات الصعبة الملازمة للمرض.
اختبار اضطراب الشخصية الحدية:
في آخر تطورات العصر الحالي قد شهد تقدمًا عاليًا في استراتيجيات الكشف عن هذا الاضطراب، الذي يأتي عبر ابتكار علمي عبارة عن اختبار يرصد آلية السيكيولوجية للفرد الذي يشير إلى أكثر من خلل وظيفي من قبيل الجينات المتغيرة، الاضطرابات النفسية، وأيضًا العوامل الجسدية، ويتم هذا الاختبار بدايةً من الفحص النفسي، ومن ثم الطبي؛ حتى يؤهل المريض إلى تحقيق توازن مثالي في حياته الصحية.
علاج اضطراب الشخصية الحدية:
أخيرًا نأتي بالمرحلة الأكثر حماسًا لديك عن طرق علاج هذا الاضطراب التي تركز على نوعيات من الوسائل العلاجية المختلفة، وقد تم مؤخرًا ابتكار استراتيجيات علاجية حديثة لها دور فعال في مراحل العلاج، التي نقصد بها العلاج السلوكي الجدلي (DBT) الذي يحسن النظام العاطفي الذي يقلل من السلوكيات الضارة بالفرد والمحيطين به، بالإضافة إلى استخدام تقنيات العلاج المعتمد على الذهن (MBCT) التي تسهم في تقوية مدارك الوعي الذاتي للمريض للتعامل معه على نحوً أفضل.
وفي النهاية إذا كنت اكتشفت أنه لديك اضطراب الشخصية الحدية، فما زالت لديك فرصة للنجاة من هذا الخطر الذي سوف يشكل عقبة كارثية في حياتك الصحية، فلا تنسَ التوجه إلى الأطباء المتخصصين حيال فشل أمر معالجتها مثلما سردنا فيما أعلاه.
اقرأ أيضًا: الوسواس القهري.. كيف يتحول اضطراب نفسي إلى تحدٍ يومي؟
كتبت: جهاد محمد.