كان معى فى نفس الصف و كان يجلس قريب منى أثناء الإختبارات على مدار سنواتى الاولى الدراسية.
و لكنى كنت أتجنبه فقد كان أسلوب كلامه سيئا و مستواه الدراسى منخفض ودائمآ ما يعنفه المعلم و يعاقبه بإستمرار.
كنت أقول بنفسى أنه يستحق هذا لسوء خلقه
و مع مرور السنوات ظل يرسب حتى إنفصل عن المدرسة و لم يلاحظ أحد هذا أو بمعنى آخر لم يكن أحد يهتم سوى بعض الاساتذة اللذين حاولو إقناعه بأن يذاكر و يكمل دراسته و لكن اليأس منعهم من المحاولة كثيرآ.
ربما عزيزى القارئ الى الأن تبدو القصة طبيعية و ربما قد تكون تعرف الكثير كانت حياتهم هكذا و لكن الذى لم يكن طبيعى بالنسبة لى عندما رأيته بالصدفة يعمل فى إحدى الورش و كان صاحب الورشة يكلمه بطريقة سيئة و عندها علمت و تذكرت وقتها أن والده متوفى و أنه بالتأكيد مضطر لتحمل هذا العمل و عندها فقط أيقنت أن حياته لم تكن بإختياره وربما كنت سأصبح مثله يوما ما و أصبحت أتمنى بشدة أن يعود بي الزمن و أحاول أن أساعده.
كنت سأحاول مساعدته فى فهم الدروس
أو أقف فى وجه المدرس الذى كان يضربه و أقول أنه يحتاج للمساعدة و ليس للضرب
على الأقل كنت أرسلت له رسالة و قلت له “لماذا لم تعد للمدرسة يا صديقى؟” .
كتب:محمود عيسى