البحث عن قدوة ناجحة أمر مهم ومخالطة هؤلاء الناجحين أمر أهم، سواء المخالطة الواقعية أو الإفتراضية عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
يجب أن تحيط نفسك بالناجحين حتى تستنشق النجاح!
يجب أن تكون عدد العدد الساعات التي تقضيها مع الناجحين ضعف ما تقضيه مع غيرهم.
وفي سلسلة مقالات قصه نجاح نتحدث معكم عن شخصية ناجحة إستطاعت أن تؤثر في العالم.
وأفضل من نبدأ به هذه السلسلة هو رجل مصري استطاع أن يكون قدوة وفخر لكل مصر.
محمود العربي
من مواليد 1932 ولد بإحدى قرى المنوفية وكان والده رجل بسيط يعمل مزارع بأرض ليست ملكه، حفظ القرآن وهو في سن الثالثة ولم يلتحق بالتعليم بسب ظروف والده الإقتصادية.
بداية النجاح :
بدا العربي التجارة في سن صغير جدآ كان يوفر في هذه الفترة مبلغ 30 أو 40 قرش لكي يجلب له أخيه بضاعة من القاهرة قبل عيد الفطر لبيعها أمام منزله وكانت عبارة عن ألعاب نارية وكان يكسب فيها حوالي 15 قرش.
وعندما بلغ سن العاشرة أشار علي والده السفر إلى القاهرة للعمل في مصنع عطور وعمل في هذا المصنع شهرآ واحدآ لأنه يكره الأعمال الروتينية، وبعد ذلك إنتقل للعمل في محل بحي الحسين وكان راتبه 120 قرش وبعدها فضل العمل في محل جملة لتنمية خبراته بالتجارة وكان أول راتب له في هذا المحل هو 4 جنيهات وعمل بالمحل 15 عام حتي وصل راتبه إلي 27 جنية.
كان للعربي فلسفة خاصة في كلمة (تاجر)
(التاء) تعني تقوي
(الالف) تعني الأمانة
(الجيم) تعني جرآة
(الراء) تعني الرحمة
وفي عام 1963 سعي العربي للإستقلال بنفسه في مجال التجارة ولكن لم يكن لديه مايبدأ به، ففكر هو وزميل له في نفس العمل أن يتشاركا مع شخص ثري على أن تكون مساهمته هو وصاحبه بمجهودهما بينما يسهم الطرف الثاني بأمواله وكان رأس مال المشروع خمسة آلاف جنيه، وهكذا أصبح للعربي أول محل بمنطقة الموسكي والذي مازال محتفظ به إلى الآن.
كانت تجارة العربي في هذا الوقت تقوم أساسآ على بيع الأدوات المكتبية ولكن الحكومات قررت في الستينيات صرف المستلزمات المدرسية للتلاميذ بالمجان وهو مايعني أن تجارة العربي لم يعد لها وجود، لكنه لم ييأس فحول تجارته بالكامل إلى تجارة الأجهزة الكهربية، وفي منتصف السبعينيات فكر العربي في الحصول علي أحد التوكيلات العالمية إلى أن تعرف علي أحد اليابانيين الدارسين في الجامعة الأمريكية، وكان دائم التردد على أحد محاله وكان يعمل لدى شركة توشيبا اليابانية فكتب تقرير لشركته أكد فيه أن العربي هو أصلح من يمثل توشيبا في مصر فوافقت الشركة على منى التوكيل له.
وفي عام 1975 زار العربي اليابان ورأى مصانع الشركة التي حصل على توكيلها ويقول”أنني حكمت على نفسي أنني لا أستحق الحياة ولا حتى الطعام الذي آكله بعدما رأيت التقدم الياباني عند زيارتي لمصنع توشيبا في اليابان”
ثم طلب من المسئولين إنشاء مصنع لصناعة الأجهزة الإلكترونية في مصر وهو ماتم فعلآ، ومع تطور الإنتاج أنشأ شركة توشيبا العربي سنه 1978.
ثم حصل رجل الأعمال محمود العربي على وسام (الشمس المشرقه) من إمبراطور اليابان.
وإذا كان العربي قد بدأ تجارته بعامل واحد إلا أنه أصبح اليوم لديه 22 ألف موظف يسميهم شركاء النجاح.
الدور الاجتماعي للشركة:
أنشأ موسسة العربي لخدمة المجتمع ، وأنشأ مشروعات المياه النظيفة في أسيوط.
ودائمآ تظهر معادن الرجال في الشدائد، فلم يستغل الأزمة التي تمر بها البلاد لرفع الأسعار مثل كثير من التجار بل كان خير مثال وخير قدوة للتاجر المصري الأصيل فقرر إيقاف العمل شهر ونصف حفاظآ علي موظفيه من كورونا وأيضآ صرف الشهر ونصف لكل موظف مقدمآ.
كما صرح (محمد محمود العربي )المدير التنفيذي لمجموعة العربي “ما تخافوش أبدآ طول ماإحنا مع بعض ربنا معانا أوعوا الشيطان يضحك عليكم ويقول إن الشركة هتتخلي عن حد أو هتقصر معاكم”
وليست هذه المرة الأولى إنما هو قانون الحاج محمود العربي في التعامل مع الأزمات.
وصل محمود العربي اليوم إلى ما كان يتمنى طوال حياته وهو حب الناس وأصبح قدوة لكل تاجر وكل أب بل وكل إنسان.
محمود العربي هو نموذج مشرف لكل مصري.
كتب:عمر أشرف