بين كل رموز التكريم في مصر، تبقى قلادة النيل العظمى الأهم والأغلى دائمًا، فهي ليست مجرد وسام يُعلق على الصدر، بل أرفع وسام في مصر، يُمنح لمن ترك أثرًا خالدًا في الوطن أو قدم خدمة عظيمة للإنسانية، وترجع نشأة القلادة إلى عام 1915م في عهد السلطان حسين كامل، ومنذ ذلك الوقت أصبحت رمزًا للتكريم الرفيع الذي يعبر عن تقدير مصر لأبنائها العظماء.

تمنح القلادة بقرار من رئيس الجمهورية، بعد تقدير دقيق لجهود تستحق التكريم، ويرفق بها براءة رسمية توثق لحظة التكريم، كما تقدم للحاصل عليها تحية عسكرية عند وفاته تقديرًا له، باختصار، القلادة ليست مجرد معدن يُعلق، بل اعتراف رسمي بأن صاحبها حقق إنجازًا خالدًا في تاريخ مصر.

ما هي مميزات قلادة النيل العظمى؟

تتألف قلادة النيل العظمى من ثلاث وحدات مربعة مصنوعة من الذهب أو الفضة المذهبة، ومزخرفة بالمينا والنقوش الفرعونية:

  • الوحدة الأولى: ترمز إلى حماية البلاد من الشرور.
  • الوحدة الثانية: ترمز إلى الرخاء والسعادة.
  • الوحدة الثالثة ترمز إلى الخير والدوام.

وترتبط هذه الوحدات بسلسلتين تتوسط كل منهما زهرة اللوتس رمز الحياة والنقاء، وتضاف إليها حلية دائرية ترمز إلى نهر النيل الذي يوحد بين الشمال (رمزه نبات البردي) والجنوب (رمزه زهرة اللوتس) وتزين بفصوص من الياقوت والفيروز بتصميم دقيق، يمنحها طابعًا فنيًا وثقافيًا يجسد وحدة الوطن وتاريخه العريق.

مميزات قلادة النيل العظمى

أهم الحاصلين على قلادة النيل العظمى في مصر

حصل على القلادة عبر التاريخ شخصيات بارزة من مجالات مختلفة، سياسية وعلمية وثقافية، مما يعكس مكانتها الرفيعة داخل مصر وخارجها، فعلى المستوى الوطني كان عبد العليم بك سمهان أول من نال القلادة عام 1924، ثم تبعه شخصيات بارزة مثل:

  • الرؤساء المصريين: أنور السادات وجمال عبد الناصر.
  • الأديب العالمي الحائز على نوبل نجيب محفوظ.
  • الباحثين والعلماء الحاصلين على جوائز نوبل: العالم أحمد زويل والدكتور محمد البرادعي.
  • القادة العسكريون: الفريق سعد الدين الشاذلي.

وعلى غرار ما تفعله مصر بتكريم أصحاب الإنجازات الإنسانية، نجد شخصيات أخرى في العالم نالت تقديرًا كبيرًا على جهودها، مثل نرجس محمدي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، التي أصبحت رمزًا للنضال من أجل الحرية والعدالة في العالم.

الحاصلين على قلادة النيل العظمى

الحاصلين على قلادة النيل العظمى دوليًا

نالت القلادة عدة شخصيات عالمية بارزة مثل الملكة إليزابيث الثانية، والملك سلمان بن عبدالعزيز، ونيلسون مانديلا، والسلطان قابوس بن سعيد، لتصبح رمزًا عالميًا للتقدير والاحترام.

دور قلادة النيل العظمى في الدبلوماسية والسلام

تتجاوز القلادة كونها وسامًا رسميًا لتصبح وسيلة دبلوماسية تعبر عن مكانة مصر ودورها في دعم الاستقرار والسلام، حيث تعكس منح القلادة لشخصيات بارزة مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقرارًا بالمساهمة في جهود السلام وحل النزاعات، بما يؤكد رؤية مصر كوسيط يسعى إلى تحقيق مصالح التعاون والسلام العالميين، وتعزز هذه الخطوة من رمزية القلادة كجسر بين الإرث التاريخي المصري والقضايا السياسية الحديثة.

التطور التاريخي والتصميمي لقلادة النيل العظمى

بدأت القلادة كرمز ملكي عام 1915م، ثم استمرت وتطورت مع قيام الجمهورية، مع الحفاظ على المقومات الفنية والثقافية التي تعكس ذهبيتها الفرعونية، حيث يجمع تصميم القلادة بين الرموز الفرعونية الكلاسيكية مثل زهرة اللوتس ونبات البردي التي تمثل الوحدة الوطنية بين شمال وجنوب مصر، مع إدخال تقنيات زخرفية حديثة في المعادن والأحجار الكريمة، ليكون مزيجًا بين الأصالة والحداثة يعبر عن الهوية المصرية في أبهى صورها.

التطور التاريخي لقلادة النيل العظمى

ولا يقتصر التكريم على الجانب الفني والتاريخي فقط، بل يمتد ليعبر عن تقدير العلم والعلماء، تمامًا كما حدث مع فوز العالم التونسي منجي الباوندي بجائزة نوبل في الكيمياء، وهو نموذج عربي مشرف يبرز قيمة البحث العلمي في رفع مكانة الأمم.

قلادة النيل العظمى ليست فقط أرفع وسام في مصر، بل هي رمز حضاري يعكس وحدة التاريخ والهوية الوطنية والتزام مصر بدعم السلام على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث تحمل القلادة في تصميمها ورسالتها تاريخًا طويلًا من التكريم الرسمي والدبلوماسي الرفيع، وتجسد موقف مصر الراسخ في تعزيز التعاون الدولي والاستقرار السياسي، مما يجعلها معيارًا للتراث العريق والحضور العالمي.

كتب: محمد بلال.