تعد الحضارة الصينية من أقدم وأعرق الحضارات علي وجه الأرض، وهي حضارة قد تفردت عما حولها منذ القدم بما قدمته للعالم من إنجازات طبية وعلمية وفنية وحتي ثقافية، والصينيون حتي الآن يتمسكون بتقاليدهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم خاصة وأن جزءًا كبيرة من الشعب الصيني يعمل بالأرياف حيث تشكل القري محميات طبيعية للحفاظ علي التراث والتقاليد.

 

وأحدي أنواع هذه التقاليد هي رياضات شعبية ظهر بعضها منذ آلاف السنين ومازالت تمارس حتى الآن.

سباق قوارب التنين

قوارب التنين هي قوارب رفيعة يصل طولها إلي 35 قدم وتصنع من خشب الساج في هونج كونج،ويرجع تصميم تلك القوارب التي تبدأ مقدمتها برأس تنين وزيله في آخرها إلي قوارب الصيد التقليدية في الصين حيث كان الصيادون الصينيون يؤمنون بأن التنانين تعيش تحت الماء ويعتبرونهم حماة للبشر، لذلك كان الصيادون يصممون القوارب علي شكل تنين لحمايتهم من مخاطر البحر.

أما الآن فتقام سباقات قوارب التنين عادة في المهرجانات الشعبية عادة في مسافات 500 أو 1000 متر، ويحتوي القارب الواحد علي ثماني عشر مجدف بالإضافة لقارع للطبول يجلس في مؤخرة القارب ويظل يقرع طوال السباق.

وتقول الأسطورة أن سباق القوارب هذا نشأ للإحتفاء بذكري الشاعر “كو يوان” الذي يعد أحد أشهر شعراء الصين القدامي، والقصة المأساوية ل”كو يوان” هي أنه وزيرًا في مملكة “تشو” وكان محبوبًا من الناس حتي نفاه الملك غيظًا منه، فدار “يوان” في أرجاء الصين يتغني بقصائده وأشعاره التي كان اغلبها حول اشتياقه لوطنه، وبعد أن علم “يوان” بخبر سقوط المملكة علي يد غزاه لم يطق الحياة فألقي بنفسه في نهر “ميلو” ليموت غرقًا.

طبقًا للأسطورة فقد هرع الصيادون في قوارب التنين لنجدة الشاعر “كو يوان” وكانوا يقرعون الطبول لإخافة الأسماك لئلا تلتهمه، ومازالك تلك السباقات تقام حتي الأن تخليدًا لذكري “كو يوان”.

 

“قتال صراصير الليل”

في حين يوجد قتال الديكة في بعض المناطق في آسيا وأمريكا اللاتينية، وقتال الكلاب في أوروبا، ومصارعة الثيران في أسبانيا يوجد هناك نوع خاص من القتالات في الصين حيث يراهن الناس أموالاً طائلة علي قتال صراصير الليل في الصين.

وكما يوحي الإسم، فالقتال يتركز علي حلبة صغيرة يوضع فيها صرصورين لليل ثم ينكز كلاهما بعصا رفيعة لحثهما علي القتال و الصرصور الذي يموت أو يهرب من الحلبة هو الخاسر.

وتقام هذه القتالات عادة في الإحتفالات الشعبية في المعابد حيث يتجمع الناس في الخارج لمشاهدة القتال علي شاشة عرض كبيرة تزيع القتال الصغير الذي يدور في الحلبة، بل وتعطي الصراصير أسماء تليق بهم كمقاتلين مثل “الجنرال الأرجواني” و “السهم الناري” وما إلي ذلك.

ويعد قتال الصراصير من المسابقات غير المشروعة في الصين لاحتوائها علي القمار ولكنه شهرته الشعبية سمحت له بالإستمرار في الصين..