IMG 20200506 WA0018

18 عامآ علي الرحيل وبرغم ذلك مازال حيآ في قلوب وعقول الجميع ببطولات ومواقف لا حصر لها سواء داخل القلعة الحمراء أو خارجها وحتي علي الصعيد الشخصي.

أسطورة كرة القدم والإدارة في مصر بل في العالم صاحب أهم شعارات ومبادئ للشياطين الحمر ،الرجل الذي ترك علامة لا يقدر الزمان محوها إنه الرائع إبن حي الدقي بالجيزة”صالح سليم”

ولد المايسترو في الحادي عشر من سبتمبر عام 1930ليكون البكر لطبيب التخدير محمد سليم وزوجته زين الشرف والأخ الأكبر لعبدالوهاب وطارق.

عشق المستديرة منذ صغره فإلتحق بفريق المدرية ومنه لمنتخب المدارس ليكتشفه مشرف أشبال الأهلي حسن كامل فتفتح أبواب القلعة الحمراء أمامه بإنضمامه لناشئ الأهلي عام 1944 ثم يصعد للفريق الأول نفس العام ويحرز هدفه الأول في أول مباراة أمام المصري.

إحترف صالح فترة قصيرة بنادي جراستن النمساوي ثم ما لبث أن عاد سريعآ وبعد 4 شهور فقط لبيته الأول والأخير ويكمل به مشواره حتي الإعتزال في 1967.

إنضم المايسترو للمنتخب عام 1950 أمام تركيا في كأس البحر المتوسط وشارك بأولمبياد روما 1960 ليكون آخر ظهور دولي له ببطولة الأمم الإفريقية الثالثة بأديس أبابا 1962.

صالح سليم والإدارة:

إنتقل بعدها لمرحلة الإدارة حيث رشح نفسه لرئاسة القلعة الحمراء أول مرة عام 1976 لكن لم يحالفه الحظ ليعود بعدها بأربع سنوات ويشغل مقعد الرئيس ل8 سنوات متتالية ملئت بالإنجازات ألا أن النادي قد واجه مشكلة أدت لسوء النتائج بعد رحيله ليطالب بعودته ويعود للرئاسة في 1992 حتي وافته المنية 2002 .

لعل أبرز إنجازته مع القطب الأحمر حصوله علي لقب نادي القرن بعهده ليقول المايسترو”كان الأهلي النادي الأعظم في إفريقيا طوال السنوات المئة الماضية…وسيظل كذلك بأبنائه ولاعبيه وجماهيره”

-حياة المايسترو وقصته الفنية:

زوجته الوحيدة وأم طفلاه هشام وخالد

زينب لطفي عرفها في رحلته الحوامدية تزوجها بعد حصوله علي بكالوريوس التجارة.

كان لشهرته أهمية خصوصا مع صداقته للنجمان أحمد رمزي وعمر الشريف فدخل مجال الفن في الستينيات وقدم ثلاثة أفلام هي الشموع السوداء والسبع بنات والباب المفتوح ورغم إعتراف الجميع بموهبته الفنية إلا أنه لم يجد نفسه بها فعاد لمعشوقته الأولي والأخيرة كرة القدم.

مواقف وارقام من حياة صالح سليم:

– صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف الي أحرزها لاعب في مباراة واحدة بعدما احرز 7 اهداف دفعة واحدة في مرمى الإسماعيلي عام 1958.

– سجل صالح سليم خلال مسيرته الكروية110هدفا، منهم 9 أهداف سجلها خلال فترة إحترافه في النمسا مع فريق جراتس،ليكون الباقي أهلاويآ خالصآ.

– شارك في 3 افلام سينمائية أشهرها الشموع السوداء.

-حقق مع الأهلي 22 من مختلف البطولات حيث فاز بالدوري مصري في 11 مناسبة وكأس مصر 8 مرات ومرة كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 ودوري القاهرة عامي 1950 و 1985 .

وحصل الأهلي في عهد صالح سليم على 12 بطولة دوري و 3 بطولات دوري أبطال أفريقيا و 8 مرات تتويجاً بكأس مصر و 4 مرات بطلا لبطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس والاحتفاظ بالكأس ومرة بطولة كأس السوبر الأفريقي و 4 مرات بطلا للبطولة العربية أي 32 بطولة ويصبح عدد بطولاته مجمعة كلاعب ورئيس للنادي 54 بطولة.

-رفض إستقبال طائرة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، حيث طلب منه التواجد بملعب التتش لإستقبال مبارك الذي كان يستعد للهبوط بطائرته في ملعب التتش لإفتتاح دار الأوبرا وكان نزوله بإستاد التتش إجراءآ أمنيًا، وتم إبلاغ المايسترو بذلك إلا أنه رفض تماما بحجة أن الأهلي ليس قنطرة أو مطار مؤقت، وأكد خلال تواجده في مكتبه “لست مضطرًا لإستقباله ولو كان مبارك قادمًا لزيارة الأهلي لخرجت لمقابلته في وسط الطريق” خلال نهائي البطولة العربية للأندية بين الأهلي المصري والشباب السعودي بإستاد القاهرة، وقبل انطلاقها غضب المايسترو لإكتشافه أن رجال الرئيس الأسبق حسني مبارك إختاروا له مقعدًا خلف الوزراء والضيوف وممثلي النادي السعودي، فغضب وقرر الإنسحاب ومغادرة الإستاد من أجل كرامة النادي الأهلي، خاصة أن النادي الأحمر كان منظم البطولة وليس من المنطقي أن يجلس رئيسه في مؤخرة الصفوف، ورغم الضغوط التي مارسها بعض قيادات نظام مبارك وقتها من أجل تمرير الأمر، إلا أنه أصر على موقفه وإنتصر بعدما جلس المايسترو بجانب مبارك الذي علم بكواليس ما حدث وطلب مصالحة رئيس الأهلي.

-رفض إقامة مباراة بين الأهلي والزمالك لصالح ضحايا قطار الصعيد لعدم أخذ رأيه فيها حتى بعد ان نشرت صحيفة الاهرام الخبر وأكد أنه لن يخوض المباراة حتى لو وصل الأمر إلى حل المجلس أو القبض عليه شخصيًا، مؤكدًا “مش هييجى اليوم اللى أعرف فيه أن الأهلي هيلعب ماتش من الجرايد”.

-كما كان للأسطورة العديد من المواقف التي تدل على تطبيق المبادئ التي تعلمها من أستاذه مختار التتش فعلى سبيل المثال في موسم 1985 قام بإيقاف لاعبو الفريق الأول في الأهلي قبل يوم من مباراة القمة أمام الزمالك في دور الثمانية من كأس مصر لمخالفتهم وتمردهم على الأهلي وإستطاع الأهلي الفوز بالمباراة بثلاثة أهداف مقابل هدفين ورسخ مقولته الأهلي فوق الجميع فلا يقصد بها فوق الأندية ولكن يقصد أنه فوق اللاعبين والإداريين والفنيين لا يوجد كبير على الأهلي فالأهلي بمن حضر.

-كذلك مقولته الأهلي ملك لمن صنعوه ومن صنعوه هم مشجعوه التي ترسخت في قلوب مشجعي النادي.

-كذلك تصريحه أنه لا يوجد فرق بين أهلي الجزيرة وأهلي مدينة نصر وأهلي أكتوبر وترسيخ أن النادي الأهلي وحده واحدة لا تجزأ وغيرها من المبادئ التي تعلمها ويتعلمها أجيال وأجيال حتى يومنا هذا.

-مرضه ووفاته:

بدأت رحلة صالح سليم مع مرض سرطان الكبد عام ١٩٩٨ عندما كان يقوم بفحوصات دورية لدى طبيبه، وعلم أنه مصاب بمرض السرطان، وعند مناقشته لأطبائه لبدء العلاج أخبروه أن الورم السرطاني الذي ظهر في نصف كبده لا يمكن إستئصاله لأن النصف الآخر من كبده مصاب بتليف بسبب إصابته في وقت سابق من حياته بفيروس سي، وكان سنه لا يسمح بإجراء زراعة للكبد ولم ييأس صالح، بل رضخ لنصائح الأطباء بإتباع أسلوب جديد للعلاج، ألا وهو العلاج الكيماوي الموضعي، كما نصحه الأطباء بإتباع “علاج حراري” إلى جانب العلاج الكيماوي، وذلك لقتل الخلايا السرطانية وإلتزم صالح سليم بالعلاج الذي إقترحه أطباؤه، وكان يداوم على زيارة لندن لمتابعة حالته الصحية والوقوف على تطوراتها، إلا أنه لم يفصح للرأي العام عن سبب زياراته المتكررة للندن وعن خروجه المتكرر لخارج البلاد، بل فضل عدم الإفصاح عن مرضه للرأي العام لإعتقاده أن مرضه “شيء يخصه وحده”، قبل أن تزداد حالته الصحية سوءًا، فانتشرت الخلايا السرطانية إلى خارج الكبد ودخل في “غيبوبة متقطعة” إلى أن وافته المنية صباح يوم السادس من مايو عام ٢٠٠٢ عن عمر يناهز ٧٢ عامًا.

رحم الله مايسترو الكرة والادارة في مصر والاب الروحي للنادي الاهلي وجماهيره رحم الله الرمز والبطل والاسطورة الخالدة , الرجل الذي نجح فعلا.. في كل شيء.

كتب: (تامر محمود متولي – أحمد عبد السلام)