40784078 90B6 4AF1 B329 16399ED59393

“لقاح كورونا الروسي”.. ما بين الشكوك والحقائق

يخوض العالم سباقاً، منذ مطلع العام الجاري لأجل إيجاد لقاح ضد فيروس كورونا المستجد ،لكن الإعلان الروسي أعلن عن تطوير لقاح جاهز من شأنه أن يحمي من العدوى لم يلق ترحيباً وتفاعلاً واسعين، وفيما يلي سرد لبعض الحقائق والشكوك حول لقاح كورونا الروسي .

-حقائق متعلقة بلقاح كورونا الروسي:-

أعلن الرئيس الروسي” فلاديمير بوتن” تسجيل أول لقاح ضد الفيروس قائلاً إن ابنته أخذت جرعة منه فى مسعى إلى طمأنة الرأي العام بشأن نجاحه وسلامته، وتعهد المسؤلون الروس بأن يشمل التلقيح ملايين الأشخاص، للاسيما الأساتذة ومن يعملون فى قطاع الصحة وباقي مهن الصفوف الأمامية الأخرى خلال هذا الشهر أي قبل نهاية التجارب السريرية.

وجرى تطوير هذا اللقاح من قبل معهد “غاماليا” في العاصمة موسكو تحت اسم “سبوتنيك 5” فى إشارة إلى قمر إصطناعي أطلقه الإتحاد السوفيتي سنة 1957، وسط تسابق حول الفضاء.
وبحسب “واشنطن بوست” فإن منح هذا الإسم يكشف نظرة الروس إلى مسألة اللقاح وكيف يعتبرونه بمثابة سباق مع الهيئات العلمية المنافسة في أوروبا والولايات المتحدة.

وأكد بوتن أن الأمر الأهم بالنسبة لبلاده هو ضمان السلامة الكاملة وغير المشروطة للقاح ونجاحته فى المستقبل قائلاً “وأنا آمل أن يتحقق هذا الأمر”.

تحاول كل دولة أن تكون أول من يتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا لأن هذا الأمر يصورها بمثابة إنجاز عظيم لصالح البشرية فيما يقول محللون إن الروس يسعون إلى زيادة نفوذهم الجيو سياسي كما أن موسكو حريصة على عدم الإعتماد على الغرب نظراً إلى تدهور العلاقة بين الطرفين.

وفي الشهر الماضي أتهم مسؤلون أمنيون فى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا قراصنة مرتبطين بالمخابرات الروسية بمحاولة سرقة معلومات من بحوث حول تطوير لقاحات ضد فيروس كورونا وهو ما نفته روسيا، وقال” كيريل ديميترييف” رئيس مدير صندوق الإستثمار الروسي المباشر الذى يُشرف على مشروع اللقاح إن ما يروجه الغرب بشأن اللقاح الروسي من شكوك محكوم بدوافع سياسية.
مضيفاً أن الغرب ينظرُ إلى هذة المسألة من زاوية “كيف استطاعت روسيا التى جرى تصويرها بمثابة بلد إستبدادي ومتخلف أن تُنجز هذا الأمر أى أن تبتكر لقاحاً ضد الوباء؟”.

وأوضح أن روسيا تلقت طلبات أولية من 20 دولة لأجل الحصول على أكثر من مليار جرعة، وأن البلاد مستعدة لتقوم بإنتاج 500 مليون جرعة من اللقاح سنويا في خمسة بلدان.

-شكوك حول لقاح كورونا الروسي:-

أوردت “واشنطن بوست” أن اللقاح الروسي المعلن عنه خضع للتجربة على نطاق محدود وبشكل سريع كما أنه أُعطى للعلماء حتى يجربوه بشكل شخصي وهذا أمر لا يُبدد المخاوف من منظور العلوم الحديثة، وتم تجريب اللقاح على العلماء أنفسهم إلى جانب خمسين عنصر من الجيش الروسي وعدد قليل من المتطوعين وهذا المسار غير كاف بحسب باحثين مختصين.
وكشف كبير خبراء الأمراض المُعدية فى الولايات المتحدة “أنتوني فاوتشي” خلال جلسة سابقة فى الكونغرس إنه ستكون ثمة مشكلة في حال قامت بعض الدول بطرح لقاح ضد كورونا قبل إستكمال التجارب المطلوبة،مُعرباً عن أمله فى أن يجري الروس والصينيون ما يكفي من التجارب للقاحات قبل أن يعطوا الناس جرعة منها لأجل التغلب على المرض الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وألحق ضرراً بالغاً بالإقتصاد العالمي.

كما أبدى علماء شكوكهم فى نجاح هذا اللقاح مُعربين عن تخوفهم من أن يمنح وقاية منقوصة أو أن يكون مضراً بالصحة قبل أن تكون ثمة بيانات علمية دقيقة وحاسمة بشأن الجدوى، كما ذكر “واشنطن بوست” أن أزمة ثقة تحيط باللقاح الروسي لأن أغلب ما يعرفه الباحثون عنه في الوقت الحالي تم عرضه ونقله بشكل غير مباشر وليس عن طريق دراسات علمية منشورة ولكن هذا الأمر مألوف فى روسيا حيث تحاط الأمور العلمية بقدر كبير من التكتم ولا يجري الإعلان عن تفاصيل كثيرة.
ومن المرتقب أن يجري الإعلان عن نتائج المرحلتين الأولى والثانية من تجارب اللقاح فى أغسطس الجاري وهو أمر كان ينبغي أن يتم قبل مرحلة الإعلان عن تطوير اللقاح والشروح في منح جرعاته للناس حتى يحميهم من العدوى.

-رأي منظمة الصحة العالمية بشأن لقاح كورونا الروسي:-

وبالرغم من تحفظ منظمة الصحة العالمية وبالإستناد إلى معايير منظمة الصحة العالمية فإن اللقاح الروسي ما يزال فى المرحلة الأولى من التجارب السريرية وفى وقت سابق أشار المتحدث بإسم المنظمة “طارق ياساريفيتش” إلى وجود مباحثات مع الجانب الروسي بشأن اللقاح، مُشدداً على أن تقييم المنظمة لأي لقاح ضد فيروس كورونا سيجرى وفق تقييم وتقدير صارمين لكافة الجوانب المتعلقة بالسلامة.

وفي نهاية الأمر يتمنى العالم كله أن يكون لقاح كورونا الروسي لقاح فعال حتى ينجلى كابوس كورونا وتعود نعمة الحياة.

تقرير: نيفين رضا