من يعتاد الدخول على محرك البحث جوجل سيجد أن الشركة تغير شعار محرك البحث كل فترة لحدث معين أو بدون حدث فقد يحتفل جوجل بأحد الأشخاص العظماء كما فعل بالأمس ، فإذا كنت أيها القارئ العزيز قد قمت بالدخول على جوجل أمس ستجد أن الشعار عبارة عن كلمة جوجل في وسطها رجل جالس على مكتب ويُمسك بريشته ، من الصورة ستعرف أنه كاتب ، أجل إنه الكاتب الفرنسي “ألكسندر دوماس ” ولعلك تتساءل من هو دوماس؟؟.. ولماذا تغيّر شعار جوجل له؟؟… فتعال يا صديقي أعطيك نبذة عن حياة هذا الكاتب العظيم.
ألكسندر دوماسمولد ونشأة ألكسندر دوماس :
في 24 يوليو من عام 1802 وفي بلدية فيلير كوتيري التابعة لإقليم إيسن (Aisne) بمنطقة بيكاردي يرزق الجنرال توماس ألكسندر دوما بمولوده الثالث “دوماس ديفي دي لا بايتيري” الذي عرف فيما بعد بإسم ألكسندر دوما أو دوماس كما يقول البعض بعد بنتيه ماري ألكسندرين ولويز ألكسندرين.
الجينرال توماس ألكسندر دوماكان توماس ألكسندر ممن شاركوا في الحملة الفرنسية على مصر وكان قائدا للفرسان ، ووالدته كانت من أصل إفريقي وكان أول شخص من أصول إفريقية يصل لهذه الرتبة ، وساعدت رتبته في الحصول لإبنه دوماس على وظيفة ، فعمل مع لويس فيليب الأول دوق أورليان الذي سيصبح فيما بعد ملك فرنسا ، وأثناء عمله لويس فيليب بدأ ألكسندر دوماس بالكتابة.
الكتابة والشهرة:
بدأ ألكسندر دوماس الكتابة أثناء عمله مع لويس فيليب الأول فبدأ بكتابة المقالات للمجلات والمسرحيات ، وكانت أول مسرحية له هي مسرحية هنري الثالث التي تم إنتاجها في عام 1829 ، وكان سنه في وقتها 27 عاما ، ولاقت هذه المسرحية استحساناً وترحيباً من الجمهور.
وفي العام التالي حققت مسرحيته كريستين نجاحاً مماثلاً لمسرحيته الأولى ، ومن هنا كرّس دوماس وقته للكتابة بعدما أعطته هذه النجاحات دخلاً كافياً.
ثم قامت الثورة الفرنسية التي أطاحت بتشارلز العاشر وحكم البلاد لويس فيليب العاشر الذي عمل معه دوماس ، وبعد فترة من عدم الاستقرار استمرت لعدة سنوات بدأت فرنسا تتجه للتصنيع أدى تحسن الاقتصاد إلى جانب انتهاء الرقابة على الصحافة إلى تحسين مهارات ألكسندر دوماس الأدبية.
ثم اتجه ألكسندر دوماس إلى كتابة الروايات ، وفي الفترة من عام 1839 إلى عام 1841 ، قام دوماس وبمساعدة العديد من الأصدقاء بتجميع الجرائم المشهورة (Celebrated Crimes) ، وهي مجموعة من ثمانية مجلدات من المقالات عن المجرمين المشهورين والجرائم من التاريخ الأوروبي.
وفي عام 1851 تمت الإطاحة بلويس فيليب الأول وتم انتخاب لويس نابليون بونابرت حاكماً للبلاد ، وفي هذا الوقت كان ألكسندر دوماس غير مرحب في البلاد ، وذلك بسبب اعتراض بونابرت عليه وعلى أعماله ففر دوما إلى بروكسل عاصمة بلجيكا.
وفي عام 1859 انتقل دوماس إلى روسيا ، وهناك لقيت أعماله ترحيباً كبيراً حيث أن الفرنسية كانت اللغة الثانية في البلاد ، وأمضى في روسيا عامين زار فيها العديد من المدن مثل موسكو وسانت بطرسبرغ وغيرها ، وبعد هذه المغامرات نشر ألكسندر دوماس كتاب سفر عن روسيا.
وبعد إعلان مملكة إيطاليا سافر ألكسندر دوماس إلى هناك ، وعلى مدار ثلاثة سنوات شارك في حركة توحيد إيطاليا.
وأثناء وجوده في إيطاليا أسس صحيفة Indipendente ، ومع عودته إلى باريس عام 1864 نشر كتاب عن إيطاليا.
حياته الشخصية:
تزوج دوما من الممثلة إيدا فيريير ولكن لم تكن هي المرأة الوحيدة في حياته فقد عشق قلبه ما يصل إلى 40 أنثى ويقال أنه أنجب من بعض هؤلاء النساء فمثلا :
ابنه ألكسندر دوماس فلس (الإبن) الذي أصبح كاتباً روائياً بمساعدة أبيه هو ماري لوري كاثرين لاباي وكانت تعمل خياطة.
وبنته ماري ألكسندرين دوما هي ابنة بيل كرلسامر .
وميكايلا كليلي جوزيفا إليزابيث كوردييه هي ابنة إميلي كوردييه.
هنري باور ، ابن امرأة لقبها باور.
وفاته:
قبر ألكسندر دوماس في مسقط رأسهوفي الخامس من ديسمبر عام 1870 توفي الكاتب ألكسندر دوماس عن عمر يناهز 68 عاماً وترك إرثاً من الكتابة وصلت لأكثر من مائة ألف صفحة في شتى مجالات الكتابة نشرت وترجمت للعديد من اللغات.
وتحول منزله الريفي الذي بناه في إقليم الإيفلين إلى متحف تتم زيارته حتى الآن وقد سماه على أشهر رواياته شاتو دي مونتي كريستو Château de Monte-Cristo
متحف Château de Monte-Cristoذهب دوماس وبقيت أعماله شاهدة عليه حتى الآن..
كتب: أحمد عبدالسلام